«سيد عقرب نموذج نجاح من قلب المخاطر».. قصة قصيرة

سيد طفل عادي، يلعب مع أقرانه في إحدى قرى إدفو بمحافظة أسوان، وفي أثناء لعبه معهم لدغه عقرب أسود وأغشي عليه في الحال. سارع أصدقاؤه به إلى بيته وأخذه والده وأصدقاؤه إلى المستشفى، وهناك أخذ المصل بسرعة ولكنه حُجز مدة ليست بالقصيرة بالمستشفى لعلاج الآثار المترتبة على لدغة العقرب.

أطلق عليه زملاؤه لقب "سيد عقرب" أو بلغة أهل الصعيد (عجرب). ومنذ ذلك الحين أخذ سيد على عاتقه الثأر من العقارب بالقرية.

بدأ سيد باصطياد العقارب وربطها بخيط، ثم الذهاب بها إلى الشارع ليلهو بها مع أصحابه ويجروا ويضحكوا، وسيد مزهو بهذا الإنجاز وكأنه صائد الوحوش، ثم لا يلبث قليلًا بعد اللعب أن يعطي العقرب وجبة للقطط أو البط.

كبر سيد ودخل الجامعة، وسرعان ما تخرج من كلية التجارة، وكان حلمه كأي شاب هو التعيين ببنك أو شركة كبيرة، لكن حلمه تبخَّر، وبمرور الوقت بدأ يقل طموحه إلى أي تعيين، وبدأت رحلة البحث المضنية عن العمل، ولم تؤتي ثمارها إلا بالعمل بشركة خاصة للتوريدات عُيِّن فيها محاسبًا وبائعًا وعامل نظافة، وأحيانًا سائقًا، وكل ذلك لم يُرضِ صاحب العمل، فكان يكلفه ببعض الأعمال في البيت. 

خرج سيد يومًا مع أصحابه مهمومًا من عمله ومستقبله الذي لا يرى له بارقة أمل. فقال له أصدقاؤه: لماذا لا تعمل عملًا خاصًّا بك في أي شيء تتقنه؟ فضحك بعضهم وقالوا إنه لا يتقن شيئًا إلا صيد العقارب. وتعالت الضحكات من الجميع، لكن سيد فُتح له باب وهو لا يدري.

اقرأ أيضًا: قصة "رجاء قادم من الحفرة".. قصة قصيرة

جاء إليه أحد أصدقائه وقال مازحًا: سيد.. أصدقائي في كلية الصيدلة والعلوم يحتاجون عقارب للدراسة عليها.

بدأ سيد في اصطياد أعداد من العقارب وبيعها لطلبة العلوم والصيدلة، ثم تعرف على أستاذ دكتور في الكلية عائد من بعثة في أوروبا، فأخبره أن المعامل هناك تحتاج إلى سم العقارب، وأن السم يُحفظ في الديب فريزر، ويشترون الجرام بنحو ثمانية آلاف دولار. 

وسريعًا تبلورت الفكرة في رأس سيد لعمل مزرعة عقارب. وبدأ بالتجهيز وعمل متطلبات الأمن والسلامة وتحضير المصل اللازم لطاقم العمل الذي تكوَّن من أصدقائه الذين أطلقوا عليه يومًا "سيد عجرب". 

وبدأ مشروع حلب العقارب، وبيع سمها بالجرام، وتربية وتفريخ العقارب بالمزرعة المتفردة في فكرتها وخطورتها. 

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة