لا... فالغرفة كانت مظلمة وهو جالس، وكان يعطي ظهره لي عندما انبثقت فجأة من العدم إلى حجرته تلك، وكأنه يعطي لي ظهره فلم يشاهدني! أكنت روح...؟! وما الهدف من أنني أراه في تلك الحالة المزرية؟ هل له عندي رسالة خاصة؟ وما هي يا ترى؟! أيحتاج إلى داعمٍ إيجابيّ في حياته؟ ولكنني أستحي حتى أن أقترب إلى شخص لا يعرفني ولا أعرفه، وأتحدث عنه هكذا في أمور شخصية! ولكن ماذا عن تلك الرسالة؟! يا الله ألهمني الإجابة، والرشاد، والغنى بك وحدك لا شريك لك بقلبي...
انشغلت بعدها بحياتي العملية ونسيت أمر تلك الرؤية الغريبة المريبة تلك!
فبعد ما تخليت عن وظيفتي بسبب مشكلة بيني وبين صاحب العمل، وبعد ما دفعني يوما إلى أن أبصق في وجهه حتى يكف عن إزعاجي المتعمد بوعي كاملٍ منه!
فبقي لدي الكثير من الساعات التي كنت أقضيها في مشاهدة لبعض المتخصصين ممارسي اليوجا حيث إنني أميل للعزلة نوعا ما، وممارسة التأمل، والميل إلى مساعدة الآخرين من الضعفاء.
وفي يوم من الأيام وأنا جالسة بالمنزل أحببت أن أشاهد بعض الفيديوهات المفيدة في مجال تخصصي فساقني الله إلى إحدى البرامج كان لأحد الأشخاص المتخصصين في مجالهم العلمي ويدعى أنه دكتور " فلان " وكانت موضوعاته ثقافية نوعا ما، فكنت وقتها من هواة مشاهدي الخيال العلمي، وبرامج التكنولوجيا بشكل عام.
وعندما أدرت زر التشغيل... ظهر شابٌ يتحدث بطلاقة عن موضوع حلقته، وقد تحدث عما يعرف "بالنداء الروحي" فأردت أن أتحدث عنه من واقع تجربتي الحية، وبالفعل أصدرت مقالي تحت هذا الموضوع، وكتبت عنه بالتفصيل من واقع العلم فقط، وليس من وحي تجربتي معه فحسب... في جزء أول وجزء ثانٍ مكونٍ من فصلين.
ولمزيد من المعلومات المفيدة حول هذه النقطة تحديدًا فأدعوك إلى قراءة مقالي سابقا تحت اسم (النداء الروحي) وحتى تصلك مني القيمة كاملة عزيزي القارئ الكريم.
وهو ما يعرف بالنداء الروحي... فسألت صاحب القناة عما يمكن أن يحدث بين أشخاص لا يعرفون بعضهم البعض فرد علي قائلا: "ليس بالضرورة... إلا مع من يتحلون بالشفافية فحسب".
صمت لدقيقة أتأمل ما أستوعبه من كلمات... بعدها أغلقت هاتفي الخلوي، وسرعان ما ذهبت بنوم عميق... ثم استيقظت في اليوم التالي وكأنني قد وجدت غايتي أخيرا!
فأيقنت لحظتها أن واجبي تقديم مساعدة كداعم إيجابي لهذا الشخص الغريب، وأن ما حدث بعدها هو فعلا حقيقة، وأن رسالتي تلك كانت في وقتها تماما!... سبحان الله
مندوب الرسائل هذا.
ما أن يلقي برسالته في صندوق الرسائل الخاص بك ما أن يستريح ويزيل عنه الهم ومن رسالة إلى رسالة لن يهدأ خُلدِه ولا يرتاح حتى يجد غايته، فذاك ما يهمه فقط وهو إيصال الرسالة، فينصرف لمجرد إعطائك الرسالة فورا، وقبل أن تشكره حتى! لأنه لا يعلم ما فحوى الرسالة، وما مضمونها، ولكن كل ما يعيه هو ما عليه أن يوصله فيما يخص؟! لا يعلم... ولا يخصه أن يعلم؟! لأن إذا سعي زال عنه ما يعلمه وراح في طي النسيان...
هذه أرواح مجندة تأتي من حيث يشاء الله، وتذهب حيث يشاء الله فحسب لا دخل لها في أمر واحد من أمور الله! لذا يلقي عليهم بالوديعة وهي الأمانة، بل أقصد الرسالة... لا طامعين في شيء، ولا يحتاجون إلى شيء، يتبخرون فورا! لا تجهد نفسك في البحث عنهم فإنهم يلقون أمامك من أجل رسالتهم تلك فحسب! لا غاية لهم عندك ولا عند غيرك، إنهم أرواح موجهة إليك من أمر الله وإلى ما شاء الله.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.
تسجيل دخول إنشاء حساب جديد