يعد مرض سوء الامتصاص عند الأطفال أو ما يعرف بالداء البطني من الحالات الطبية المزعجة التي قد يكون لها أعراض شديد الخطر، وهو ما يحتاج إلى كثير من المعرفة والتصرف للتعامل مع الأمر.
وفي هذا المقال نقدم لك كل ما تحتاج معرفته عن علاج سوء الامتصاص عند الأطفال، وكيفية اكتشاف الحالة والأعراض المصاحبة لها.
قد يهمك أيضًا مشكلات القولون وسبل الوقاية منها
ما سوء الامتصاص عند الأطفال؟
هو أحد الأمراض التي تحدث نتيجة وجود اضطراب في المناعة الذاتية لدى الطفل الذي يسبب بدوره التفاعل من الجهاز المناعي تجاه الغلوتين الذي هو أحد البروتينات الموجودة في الشعير والقمح.
فيهاجم الجهاز المناعي بطانة الرحم في حالة تناول الغلوتين، على الرغم من أن الجهاز المناعي يعمل على مهاجمة البكتيريا والفيروسات والأجسام الغريبة؛ فإنه في حالة الإصابة بمرض سوء الامتصاص يحدث تفاعل في حساسية الجسم تجاه الجلوتين.
ما يجعل الجهاز المناعي يرى الجلوتين بعدِّه أحد الأجسام الشديدة الخطر، ويهاجم الأمعاء الدقيقة، ما يؤدي أحيانًا إلى تلف الجهاز الهضمي، وكذلك إلى صعوبة الاستفادة بالعناصر الغذائية التي يحتاج إليها الجسم.
قد يهمك أيضًا كل ما تحتاج معرفته عن الكالسيوم وأهميته للإنسان
أعراض سوء الامتصاص عند الأطفال
توجد بعض الأعراض التي تدل على وجود المرض، ما نحتاج معه إلى علاج سوء الامتصاص عند الأطفال سريعًا، ومن هذه الأعراض:
- وجود إمساك وانتفاخ في البطن.
- وجود غثيان وتقيؤ لدى الطفل.
- تأخر بلوغ الطفل إضافة إلى سلوكه العصبي.
- الإسهال المزمن إضافة إلى وجود رائحة كريهة في البراز.
- قد يحدث فقدان للوزن أو في الأقل يحدث فشل في زيادة الوزن للطفل.
قد يهمك أيضًا Celiac Disease Antibody Tests اختبارات الأجسام المضادة لمرض الاضطرابات الهضميّة
فحص سوء الامتصاص عند الأطفال
- يجري المتخصص فحص سوء الامتصاص عند الأطفال بواسطة عينة دم من ذراع الطفل، فلا يحتاج الأمر سوى 5 دقائق، فإن الأمر يحتاج إلى تناول الأطعمة التي تحتوي الغلوتين أيامًا عدة قبل إجراء فحص سوء الامتصاص.
- يفحص الاختبار الأجسام المضادة في الدم، فتشير مستويات الأجسام المضادة المرتفعة من بروتينات محددة إلى أن الجسم يرد ردًّا مناعيًّا قويًّا تجاه الغلوتين.
- قد تكون النتيجة سلبية بعد إجراء الفحص وقد تكون إيجابية، وفي بعض الحالات قد تكون النتيجة غير مؤكدة، وهو ما يتطلب إعادة الفحص مرة أخرى بعد نحو أسبوعين لمعرفة إذا كان الطفل يحتاج إلى علاج سوء الامتصاص عند الأطفال من عدمه.
- في حالة التحقق من الإصابة بسوء الامتصاص عند الطفل، فإن الطبيب قد يطلب بعض الاختبارات والفحوص الأخرى التي توضح مدى التلف الذي حدث في الأمعاء الدقيقة، حتى يتمكن من التعامل معها بطريقة سليمة.
قد يهمك أيضًا ما هي القواعد الأساسية للصحة الغذائية؟
علاج سوء الامتصاص عند الأطفال
للأسف لا يوجد أي علاج لسوء الامتصاص أو الداء البطني عند الأطفال والكبار سوى اتباع نظام غذائي خالٍ من الأطعمة التي تحتوي على الجلوتين مدى الحياة.
وعلى الرغم من صعوبة الأمر؛ فإنه يمكن التعايش معه بواسطة بدلاء ونظام صارم وتجنب الغلوتين في الأطعمة مثل:
- القمح الصلب.
- الشعير.
- البرغل.
- القمح المهجن.
- صلصة مرق اللحم.
- اللحوم المصنعة مثل اللانشون.
- الدواجن المضاف إليها الدهون.
- الوجبات السريعة والخفيفة ورقائق البطاطا.
- المأكولات البحرية المصنعة.
- الحلوى المصنعة خارج المنزل.
توجد أيضًا بعض الأطعمة والمواد والأدوية التي تحتوي نسبة قليلة من الغلوتين التي قد لا يكون لها أعراض واضحة، فإنها أيضًا تسبب ضررًا كبيرًا على الأطفال الذين يبحثون عن علاج سوء التغذية عند الأطفال، ومنها على سبيل المثال:
- مثبتات الطعام والمواد الحافظة والأطعمة التي تحتوي النشا المعدل.
- مكملات المعادن والفيتامينات الطبية وكذلك المكملات الغذائية والعشبية.
- بعض أنواع المستحضرات الطبية ومعاجين الأسنان وغسول الفم.
- بعض أنواع لاصقات الأظرف والطوابع.
- بعض أنواع صلصال اللعب.
ومع اتباع نظام غذائي صارم يستبعد الجلوتين قد يظهر تحسن في الحالة وربما التعافي النهائي، ويعد علاج سوء الامتصاص عند الأطفال هو الأسرع والأفضل حالًا منه عند الكبار، ويعد الأطفال أكثر عرضة للتعافي النهائي، ومن أمثلة الأطعمة التي يمكن تناولها في النظام الغذائي:
- البيض واللحوم الطازجة والأسماك والدواجن التي لا يضاف إليها خبز أو زبدة.
- الفواكه والمكسرات والخضراوات.
- الذرة ونشا الذرة وأنواع الدقيق الخالية من الجلوتين مثل دقيق الأرز والصويا والذرة.
قد يهمك أيضًا المكملات الغذائية المدعمة لضخ المغذيات إلي العضلات
متابعة سوء الامتصاص عند الأطفال
- يعد مرض سوء الامتصاص أو الداء البطني من الأمراض التي تحتاج إلى المتابعة المستمرة لمعرفة استجابة الجسم للنظام الغذائي الخالي من الغلوتين وعمل فحوص الدم بانتظام، وقد يستغرق الأمر نحو ستة أشهر عند الأطفال للشعور بتحسن كبير، أما علاج سوء الامتصاص عند الأطفال نهائيًّا قد يستغرق سنوات عدة.
- في أثناء علاج سوء الامتصاص عند الأطفال قد يحدث بعد الأعراض نتيجة التهاب الأمعاء أو التهاب الجلد، وهو ما يحتاج معه إلى أن يصف الطبيب بعض الأدوية لمعالجة الالتهاب الذي قد يتحسن بعد أسابيع عدة.
وفي الأخير فإن علاج سوء الامتصاص عند الأطفال مع صعوبته فإنه في ممكن، ثم إنه يعد بتعافٍ نهائيٍّ في معظم الحالات، وهو ما يحتاج إلى تخطي هذه المرحلة بعناية كبيرة.
ويسعدنا أن تشاركنا تجربتك في التعليقات، وكذلك مشاركة المنشور على مواقع التواصل لتعم الفائدة على الجميع.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.