سهم Apple.. الشراء أم البيع أم الاحتفاظ؟

شهدت شركة التكنولوجيا العملاقة أبل (NASDAQ AAPL) ارتفاعًا جيدًا هذا العام، فقد ارتفعت الأسهم أكثر من 15% حتى الآن من هذا العام ولحظة كتابة هذه السطور، مع رفع سعر السهم عام 2024، يبدو أن المستثمرين مقتنعون بأن الشركة يمكن أن تستفيد من ابتكاراتها في مجال الذكاء الاصطناعي.

اقرأ أيضًا: هل دخل العالم مرحلة الركود الاقتصادي؟

ومع أن صانع آيفون قد يشهد دورة ترقية قوية لهواتف آيفون الجديدة هذا العام بفضل الذكاء الاصطناعي، فإن هذا لا يجعل السهم تلقائيًا خيارًا للشراء، فالتقييم مهم أيضًا، ويبدو أن تقييم السهم باهظ الثمن جدًّا، وفي طبيعة الحال لا يجعل ارتفاعُ السعر السهمَ بالضرورة خيارًا للبيع أيضًا، والواقع أنني إذا اضطررت إلى تصنيف السهم بعدّه خيارًا للشراء أو البيع أو الاحتفاظ، فربما أسميه خيارًا للاحتفاظ.

عمل تجاري من الدرجة الأولى

لا شك أن شركة أبل تضع معايير عالية في مجال الأعمال، فعلى سبيل المثال حققت الشركة تدفقات نقدية حرة مذهلة بلغت 104 مليارات دولار في آخر 12 شهرًا من إيراداتها التي بلغت نحو 386 مليار دولار.

إن هذه الإيرادات إلى جانب الاحتياطي النقدي للشركة الذي بلغ 153 مليار دولار في نهاية الربع الأخير مكّن الشركة من إعادة شراء أسهمها الخاصة بقيمة 96 مليار دولار في المدة نفسها، هذا إضافة إلى 15.1 مليار دولار أنفقتها على توزيعات الأرباح، إنه أمر غير عادي.

وتعتمد هذه البيانات المالية المثيرة للإعجاب على نظام بيئي متكامل من الأجهزة والبرامج والخدمات التي يحبها عملاؤها، وتعني قاعدة العملاء المخلصين لشركة أبل أن الشركة قادرة على فرض أسعار مرتفعة نسبة إلى نفقات منتجاتها، وهو ما يتضح من هامش الربح الإجمالي الذي بلغ 46% خلال آخر 12 شهرًا.

زيادة على ذلك في حين تعد مبيعات هواتف آيفون التي تنتجها شركة أبل خبزها اليومي، ومنتجاتُها المتنوعة قد تكون أكثر ما تشتهر به الشركة، فإن أعمال خدماتها تنمو على نحو أسرع من أعمالها الإجمالية، وتفتخر بهامش ربح إجمالي يبلغ 74%.

وبفضل مبيعات متجر التطبيقات والاشتراكات ومجموعة الخدمات الأصلية المتوسعة باستمرار التي تقدمها الشركة؛ مثل (Apple TV) و(AppleCare) وتخزين (iCloud) و(Apple Pay)، من المرجح أن ينمو هذا القطاع المربح بعدّه نسبة مئوية من الإيرادات على المدى الطويل، ما يجعل الشركة أكثر ربحية، ومن المرجح أن يوفر هذا القطاع للشركة التقنية محركًا للنمو المستدام على المدى الطويل.

اقرأ أيضًا: ما أفضل سبل الاستثمار؟

سببان للحذر

ومع كل هذه الجوانب المذهلة لأعمال شركة أبل، فإنه يوجد سببان يدفعان المستثمرين إلى الحذر بشأن شراء الأسهم اليوم.

أولًا: لم تعد شركة أبل الشركة سريعة النمو كما كانت في السابق، فقد ارتفعت الإيرادات الإجمالية بنسبة 5% على أساس سنوي في الربع الأخير، صحيح أن الأرباح لكل سهم ارتفعت بنسبة 11% على أساس سنوي بمساعدة التوسع في الهامش وإعادة شراء الأسهم، لكن هذا النمو المنخفض في الإيرادات لا يزال يمثل سببًا للقلق.

وثانيًا: من الممكن القول إن نسبة السعر إلى الأرباح التي تبلغ نحو 34 في أسهم أبل اليوم تؤهل فعلًا لنمو قوي سنوات قادمة، حتى إذا استمرت الشركة التكنولوجية في زيادة إيراداتها بالمعدلات الحالية على مدى العقد المقبل، فقد تكون عائدات المساهمين مخيبة للآمال في ظل هذا التقييم.

لكن بالنظر إلى مدى روعة أعمال شركة أبل، فمن المرجح أن تكون الأسهم اليوم أكثر ميلًا إلى الاحتفاظ بها من بيعها، ففي نهاية المطاف من المرجح أن تكون مثل هذه الأعمال الجيدة أكثر ميلًا إلى المفاجأة بالارتفاع من المفاجأة بالهبوط. 

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة