مصطلح "سن اليأس عند الرجال" من المصطلحات التي لها وقع غريب على الناس، وتبدو مختلفة بالنسبة لمسامعهم، حيث يترسخ في أذهان البعض أن الرجال لا يشيخون ولا تقل قدراتهم الجنسية، وأن خصوبتهم أبدية، ولكن جاءت الدراسات العلمية والأبحاث الطبية الحديثة لتنسف تلك الموروثات الشعبية والأفكار المغلوطة ولتؤكّد على أن الرجال يشيخون، وأن الرجل كالمرأة له سن يأس، ويعرف علميًا باسم " الإياس الذكوري" أو "متلازمة نقص هرمون التستوستيرون" أو "نقص هرمون الأندروجين".
وهرمون الأندروجين ليس هرمونًا واحدًا فقط، بل هو مجموعة من الهرمونات أهمّها هرمون التستوستيرون الهرمون الذكوري الرئيسي، وهذه الهرمونات مسؤولة عن تطوّر الخصائص والصفات الذكورية في جسم الرجل مثل خشونة الصوت، إنتاج الحيوانات المنوية، الرغبة الجنسية، وكتلة العظام، والعضلات.
تبدأ مستويات هرمون التستوستيرون في الانخفاض التدريجي الطبيعي بنسبة تتراوح من 1 إلى 3% سنويًا بعد بلوغ سن الثلاثين أو الأربعين، بينما يبدأ سن اليأس عند الرجال مع التقدُّم في العمر، ويكون عادةً بعد سن الأربعين في منتصف العمر.
والانخفاض الطّبيعي لهرمون التستوستيرون عند الرجل لا يعني بالضرورة حاجته لتلقي العلاج ببدائل هرمون التستوستيرون، بل إنه يحتاج للعلاج فقط في الحالات التي يتمّ فيها التأكّد من انخفاض مستوى هرمون التستوستيرون منخفض، ومع ظهور أعراض معينة وبعد إجراء بعض الفحوصات الطبية.
أعراض سن اليأس عند الرجال:
- انخفاض مستوى هرمون التستوستيرون، وما يتبعه من انخفاض الرغبة الجنسية، وضعف الانتصاب، وقلة إنتاج الحيوانات المنوية، ويمكن تشخيص نقص هرمون التستوستيرون عن طريق إجراء اختبار الدم، ويتم إجراء هذا الاختبار عادة في وقت مبكر من اليوم لأن أعلى قراءة لهذا الهرمون تكون في الصباح.
- اضطراب معدل السكر في الدم.
- انخفاض كثافة العظام، وقد تصل إلى هشاشة العظام، وانخفاض كتلة العضلات وقوّتها.
- الشعور بالكسل، والخمول، والوهن الشديد.
- التعب والإنهاك طوال الوقت.
- انخفاض طاقة الجسم، وعدم القدرة على القيام بالأنشطة اليومية والطبيعية.
- تأثر الحالة المزاجية والصحة النفسية فيميل بعض الرجال إلى القلق، والعصبية، والحزن، والكآبة.
- الشعور بالفراغ، وانخفاض الحافز، والثقة بالنفس، ووجود أفكار انتحارية.
- الأرق وحدوث اضطرابات في النوم، أو تقطعه، مّما يعود بالسلب على صحّة المريض النفسية.
- ارتفاع وزيادة نسبة الدهون في الجسم خاصّة في منطقة البطن.
- التثدي أو تضخم حجم الثدي، حيث تحدث زيادة في كمية نسيج الغدة الثديية لدى الرجال نتيجة انخفاض هرمون التستوستيرون.
- تساقط شعر الجسم.
هناك أسباب تزيد من بلوغ سن اليأس المبكر وانخفاض التستوستيرون لدى الرجال مثل:
- الإصابة بأمراض القلب، والكلى، والكبد، وارتفاع ضغط الدم، والسكري.
- تناول مدرات البول، وأدوية الضغط، واللياقة البدنية.
- التدخين، حيث يقلل من إنتاج وإفراز هرمون التستوستيرون.
والسؤال الذي قد يتبادر إلى الأذهان هو، هل يُمكن علاج انخفاض هرمون التستوستيرون؟!
يمكن علاج نقص هرمون التستوستيرون عند الرجال من خلال استخدام بعض البدائل الطبية للهرمون الذكري، وإجراء بعض الفحوصات الطبية مثل فحص القلب، وقياس ضغط الدم، واختبار نسبة السكر والكوليسترول في الدم، وكذلك من خلال اتباع بعض الطرق الطبيعية التي تساهم في الوقاية والعلاج.
العلاج بالبدائل الطبية:
العلاج ببدائل الأندروجين: وذلك من خلال العلاج باستخدام بدائل التستوستيرون تحت إشراف طبيّ، حيث تساعد على تحسين أعراض ضعف الانتصاب، وتعزّز من الرغبة الجنسية، وتعالج الإعياء، والإرهاق.
ورغم أن العلاج ببدائل التستوستيرون له العديد من الفوائد للرجال الذين يعانون من انخفاض مستوى هرمون التستوستيرون، إلّا أن العلاج بهذه البدائل يمكن أن تتسبب في حدوث بعض المخاطر كظهور حب الشباب لدى الرجال، وتوقف عملية التنفس أثناء النوم، والتسبب بارتفاع كريات الدم الحمراء، واحتمالات الإصابة بسرطان البروستاتا أو التثدي.
العلاجات والطرق الطبيعية:
- اتباع نظام غذائي صحي.
- المواظبة على ممارسة الرياضة للوقاية من الأمراض، والحفاظ على الصحة العامة.
- الامتناع عن التدخين.
- عدم تناول أي أدوية أو علاج دون استشارة الطبيب، لأن هناك أدوية تؤثر على هرمون التستوستيرون وعلى القدرة الجنسية.
- ممارسة الجنس بشكل منتظم، والبعد عن المنشطات الجنسية، والهرمونات البديلة، دون استشارة الطبيب المختص.
فكل ذلك له دورٌ كبيرٌ في تحسين الأعراض، ورفع مستويات هرمون التستوستيرون، وكذلك تحسين الحالة النفسية والمزاجية، وتعزيز كفاءة الجسم.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.