منذ عام 2019 حتى 2024، شهدت كرة القدم المصرية مسارين متناقضين على نحو صارخ. ففي حين نجح النادي الأهلي في ترسيخ مكانته بصفته أحد أعظم الأندية إقليميًّا وعالميًّا، بفضل هيكل تنظيمي متين وأدوات تنفيذية فعالة، عانى اتحاد الكرة المصري إخفاقات متتالية.
انعكست تلك الإخفاقات في انهيار أهداف الاتحاد، تراجع تصنيفات المنتخبات الوطنية، وتفاقم أزمات مالية وتنظيمية أثرت على صورة كرة القدم المصرية محليًّا ودوليًّا.
هذا المقال يستعرض أسباب نجاح الأهلي وأدواته التي جعلته نموذجًا يُحتذى، مقارنةً بأسباب انهيار اتحاد الكرة المصري، لتقديم رؤية شاملة للفرق بين النمو المدروس والانهيار الفوضوي.
اقرأ أيضًا تاريخ الأهلي والزمالك في دوري أبطال أفريقيا
النادي الأهلي: النموذج المثالي للهيكلة والتنفيذ
-
الإدارة والتنظيم الاستراتيجي
يمتاز الأهلي بوجود هيكل تنظيمي واضح يقوم على الاحترافية في الإدارة. مجلس إدارة النادي يضع خططًا طويلة الأمد، مع أهداف محددة تشمل المنافسة على البطولات القارية والعالمية وتعزيز الإيرادات. -
الاهتمام بالكوادر الإدارية كان محوريًّا، فاعتمدت الإدارة تعيين خبراء في التسويق والرياضة الحديثة لضمان التنفيذ الناجح لتلك الخطط.
-
النجاحات الرياضية والإقليمية
حقق الأهلي بطولات كبرى خلال هذه المدة، أبرزها الفوز المتكرر بدوري أبطال إفريقيا، وحصد مراكز متقدمة في كأس العالم للأندية.
الأداء الثابت على الساحة الإفريقية والعالمية يظهر جودة التخطيط والإدارة، إضافة إلى الاستثمار في فريق فني ولاعبين بمستوى عالٍ. -
تنمية الموارد والاستثمار
عمل الأهلي على تنويع مصادر دخله عبر:- عقود رعاية ضخمة مع شركات عالمية.
- الاستثمار في إنشاء مشروعات رياضية وتجارية، مثل فرع النادي في العاصمة الإدارية الجديدة.
- إطلاق قنوات إعلامية خاصة بالنادي لتعزيز شعبيته وتسويق علامته التجارية.
هذه الاستراتيجية جعلت خزائن النادي في حالة جيدة، مما ساعده على الثَّبات أمام الأزمات الاقتصادية.
-
الجمهور ودوره في النجاح
يتمتع الأهلي بجماهيرية كبيرة، ويعمل النادي على إشراك جمهوره في القرارات وتحفيز ولائهم.
استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كان أداة فعالة للتواصل مع الجمهور، ما ساعد في تعزيز مكانة النادي وشعبيته عالميًّا.
اقرأ أيضًا تعرف إلى ترتيب أفضل دوريات العالم
اتحاد الكرة المصري: الانهيار الشامل
-
غياب الرؤية والاستراتيجية
منذ 2019، افتقر اتحاد الكرة إلى خطة واضحة لتطوير كرة القدم على المستويين المحلي والدولي.
التعامل مع الأزمات كان دائمًا رد فعل بدلًا من أن يكون استباقيًّا، ما أدى إلى تراكم المشكلات دون حلول جذرية. -
فشل المنتخبات الوطنية
الأداء المتواضع للمنتخب الأول في البطولات الإفريقية والعالمية يظهر ضعف الإعداد وسوء التخطيط.
منتخبات الشباب والناشئين عانت من إهمال واضح، مما أدى إلى غياب أجيال جديدة قادرة على المنافسة. -
أزمات مالية وإدارية
عانت خزائن الاتحاد من أزمات مالية خانقة نتيجة ضعف التسويق، وسوء إدارة الموارد، وإنفاق غير مدروس.
التعاقدات المكلفة مع مدربين أجانب دون رؤية واضحة أو متابعة النتائج كانت أحد أسباب الهدر المالي. -
ضعف البنية التحتية والتنظيم
الملاعب والأكاديميات الرياضية التابعة للاتحاد شهدت تراجعًا كبيرًا في مستوى الصيانة والتطوير.
الدوريات المحلية تضررت بسبب سوء تنظيم الجداول والمشكلات التحكيمية، ما أثَّر سلبًا على سمعة الدوري المصري.
مقارنة بين الأهلي واتحاد الكرة: كيف تصنع الفرق؟
المحور | النادي الأهلي | اتحاد الكرة المصري |
---|---|---|
الرؤية | رؤية واضحة وأهداف استراتيجية محددة. | غياب تام للرؤية والتخطيط طويل الأمد. |
الإدارة | إدارة احترافية تستند إلى الخبرة والكفاءة. | قرارات عشوائية ومحسوبية في التعيينات. |
الموارد المالية | تنمية مستدامة وتوسيع الاستثمارات. | أزمات مالية متكررة نتيجة سوء الإدارة. |
النتائج | نجاحات محلية وقارية وعالمية مستمرة. | تراجع كبير في تصنيفات المنتخبات الوطنية. |
الجمهور | إشراك الجمهور وتعزيز الولاء. | فقدان ثقة الجمهور نتيجة الأزمات المتكررة. |
درس من التاريخ القريب
ما بين النجاح الكبير للنادي الأهلي والإخفاق الذريع لاتحاد الكرة، تقدم السنوات من 2019 إلى 2024 درسًا مهمًّا في أهمية الإدارة الرشيدة والرؤية الاستراتيجية.
الأهلي أثبت أن التخطيط الجيد والاستثمار الذكي في الموارد يمكن أن يخلق نموذجًا ناجحًا على المستويين المحلي والعالمي. في المقابل، يُظهر اتحاد الكرة كيف يمكن لغياب القيادة الفعالة والهيكلة المناسبة أن يؤدي إلى انهيار شامل، ليس فقط على مستوى الأداء، بل أيضًا في الثقة الجماهيرية.
إن كانت كرة القدم المصرية تريد استعادة مجدها، فلا بد من إعادة هيكلة اتحاد الكرة وإصلاح منظومته، مستلهمًا النموذج الناجح الذي قدمه النادي الأهلي.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.