اعتادت ذاكرة البشر استرجاع لحن ما.. كلمات أغنية.. مشهد من فيلم.. ولا تتذكر من شدائد الأمور إلا فتاتها، ربما لكثرة تفاصيل الحياة، وكثرة ما يمر به الإنسان من قصص وحكايات تجعله ينسى في طياتها غالب ما يمر به من أحداث، ولا يتذكر إلا لحظات المرح القليلة.
جميعنا يعرف سمير الاسكندراني الفنان والمطرب والملحن.. ولكن من منا يعرف سمير الإسكندراني المحارب في صمت؟ ذلك الجندي المجهول الذي حمل على يديه روحه في مقتبل حياته مغامرًا بها بين صفوف الموساد الإسرائيلي، مدافعًا عن وطنه "مصر" في تفانٍ وشجاعة، ولم تُغره الأموال ولا الفرص السانحة أمامه، وإنما كان هدفه أسمى من ذلك، كان هدفه وطنه الغالي مصر الحبيبة.
اقرأ أيضاً سمير صبري الأصول والجذور
من سمير الإسكندراني؟
هو مطرب مصري وفنان ورسام، ولد في حي الغورية في الثامن من فبراير عام 1938 وقضى في الغورية طفولته وصباه، وكانت نشأته ممتزجة بسهرات وأمسيات الأدب والفن والغناء التي كان يقيمها والده بمنزلهم، فأحب الفن بكل أنواعه، أحب أشعار بيرم التونسي وألحان الشيخ زكريا أحمد وعشق غناء والده بصوته العذب واستمتع بأحاديث السياسة والحرب والاقتصاد.
التحق سمير الإسكندراني بكلية الفنون الجميلة ودرس اللغة الإيطالية وحرص على تعلمها، ودعاه المستشار الإيطالي في مصر لبعثة دراسية إلى إيطاليا، إذ استكمل دراسته وعمل بالرسم والموسيقى وغنى وهو لا يزال في الجامعة، وقدم سمير الإسكندراني، عبر مشواره الفني عشرات الأغاني المميزة مثل «مين اللي قال» و«طالعة من بيت أبوها» و«ابن مصر»، و«في حب مصر».
ساعد سمير الإسكندراني المخابرات العامة المصرية على الإيقاع بشبكة كبيرة من الجواسيس داخل مصر، وإيهام العدو الإسرائيلي بالعمل لحسابه من عام 1958م أكثر من عام ونصف العام، واستطاع الإيقاع بواحد من أخطر ضباط المخابرات الإسرائيلية والقبض عليه داخل مصر وهو «مويس جود سوارد».
اقرأ أيضاً كانوا ثلاثة... سمير غانم يطفىء أضواء المسرح
وفاة الفنان سمير الإسكندراني
وفي الثالث عشر من أغسطس رحل عن عالمنا الفنان سمير الإسكندراني، الذي وافته المنية يوم الخميس من عام 2020.
ولقد نعت المخابرات المصرية الفنان سمير الإسكندراني آنذاك، في بيان نشرته قائلة: «إنا لله وإنا إليه راجعون، المخابرات العامة المصرية تنعى بمزيد من الحزن والأسى الفنان سمير الإسكندراني الذي قدّم لوطنه خدمات جليلة جعلت منه نموذجًا فريدًا في الجمع بين الفن الهادف الذي عرفه به المصريون وبين البطولة والتضحية من أجل الوطن، رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته وللأسرة خالص العزاء».
كان هذا بيانها الذي لا تزال تردده الألسنة كلما حلت ذكراه بصفته واحدًا من أبناء مصر العاشقين لأرضها ونيلها وشعبها، حفظ الله مصر، ورحم الله الابن والإنسان والفنان سمير الإسكندراني.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.