سرطان المستقيم هو نوع من أنواع سرطان القولون والمستقيم، وهو خلايا سرطانية تنشأ في الجزء الأخير من الأمعاء الغليظة التي تسبق فتحة الشرج مباشرة ويُسمى المستقيم، هذا المرض الخبيث الذي يصيب الأمعاء الغليظة، يمثل تهديدًا حقيقيًا للصحة، خاصة إذا اكتُشف في مراحل متأخرة. وتأتي وفاة إبراهيم شيكا لاعب نادي الزمالك السابق بعد صراع طويل مع سرطان المستقيم، ليترك وراءه ألمًا وحزنًا في قلوب محبيه، لتكون تذكيرًا قاسيًا بأهمية التوعية والوقاية، والكشف المبكر الذي يمكن أن يكون له تأثير كبير في فرص العلاج. في هذا المقال، سنتعرف على أعراض سرطان المستقيم، عوامل الخطر، وسبل الوقاية التي يجب أن نتبعها للحفاظ على صحتنا.
تعريف سرطان المستقيم
سرطان المستقيم هو نوع من أنواع سرطان القولون والمستقيم، ويصيب الجزء الأخير من الأمعاء الغليظة الذي يُسمى المستقيم، المستقيم هو المنطقة التي تسبق فتحة الشرج مباشرة، ويبلغ طوله نحو 12 سنتيمترًا. في بداية المرض، يتكون الورم عادة على شكل سلائل (كتل غير سرطانية) قد تتحول إلى خلايا سرطانية إذا لم تُكتشف وتُعالج في وقت مبكر.
أمكنة تكوُّن سرطان المستقيم
يتكون سرطان المستقيم عندما تبدأ الخلايا في الجزء السفلي من الأمعاء (المستقيم) بالنمو على نحو غير طبيعي؛ ما يؤدي إلى تكوُّن أورام خبيثة. ويمكن أن ينتشر السرطان إلى أجزاء أخرى من الجسم، مثل الكبد أو الرئتين، إذا لم يُكتشف وعلاجه في مراحل مبكرة.
مدى شيوع سرطان المستقيم
يُعد سرطان المستقيم من السرطان الشائع عالميًّا، وهو جزء من مجموعة سرطان القولون التي تصيب ملايين الأشخاص سنويًا، في الولايات المتحدة، يعد سرطان القولون والمستقيم ثالث أكثر أنواع السرطان شيوعًا بعد سرطان الرئة وسرطان البروستاتا، وهو يؤثر أساسًا في الأشخاص فوق سن الـ 50 عامًا.
في مصر، يشهد سرطان القولون والمستقيم زيادة في معدلات الإصابة بسبب النظام الغذائي غير الصحي، والجلوس مدة طويلة، وعدم ممارسة النشاط البدني.
ما أعراض سرطان المستقيم؟
أعراض سرطان المستقيم قد تختلف من شخص لآخر، وقد لا تكون واضحة في المراحل المبكرة. ومع ذلك، توجد بعض الأعراض الشائعة التي قد تشير إلى وجود مشكلة في المستقيم، وتشمل:
نزيف من المستقيم
- الدم في البراز: أحد أكثر الأعراض شيوعًا، فيمكن أن يظهر الدم في البراز بوضوح أو قد يكون مختلطًا مع البراز. ويمكن أن يكون الدم أحمر فاتحًا إذا كان الورم قريبًا من فتحة الشرج، أو داكنًا أو بنيًا إذا كان الورم في الجزء العلوي من المستقيم.
- الدم على ورق التواليت: في بعض الأحيان، قد يلاحظ الشخص دمًا على ورق التواليت بعد التبرز.
- إفرازات دموية: قد يلاحظ بعض الأشخاص وجود إفرازات دموية أو مخاطية من فتحة الشرج.
تغيرات في عادات الإخراج
- الإسهال المستمر: قد يعاني المصاب بسرطان المستقيم تغييرات في عادات الإخراج، مثل الإسهال المستمر الذي يصعب السيطرة عليه.
- الإمساك: قد يعاني الشخص المصاب من إمساك مزمن، أو تغيرات غير مفسرة في تناسق البراز (من براز صلب إلى سائل أو العكس).
- الشعور بعدم اكتمال الإخراج: شعور مستمر بعدم تفريغ الأمعاء بالكامل حتى بعد التبرز، وهو عرض شائع عندما يبدأ الورم في التأثير في حركة الأمعاء.
آلام البطن والحوض
- ألم أو انزعاج في البطن: يمكن أن يشعر الشخص بألم خفيف أو شديد في البطن، خاصة في منطقة المستقيم أو الحوض.
- الانتفاخ: قد يعاني المريض من انتفاخات غير مبررة في البطن، ويشعر بالضغط أو الامتلاء.
- تقلصات: بعض الأشخاص قد يعانون من تقلصات في البطن أو غازات بسبب تداخل الورم مع حركة الأمعاء.
فقدان وزن غير مبرر
انخفاض الوزن على نحو ملحوظ: قد يعاني المصاب من فقدان مفاجئ وغير مبرر للوزن، حتى دون تغيير النظام الغذائي أو ممارسة الرياضة. ويحدث ذلك بسبب تأثير الورم في عملية الهضم وامتصاص العناصر الغذائية؛ ما يؤدي إلى نقص الوزن.
التعب والإرهاق
الشعور بالإرهاق المستمر: يعاني المرضى من شعور دائم بالتعب والإرهاق، حتى في حال الراحة. وقد يكون هذا بسبب التأثيرات العامة للسرطان في الجسم، مثل نقص الحديد بسبب النزيف المزمن، أو بسبب استهلاك الطاقة من قبل الورم.
شعور بالامتلاء أو الضغط في منطقة الحوض
ضغط في المستقيم: الشعور المتكرر بالضغط في منطقة الحوض أو المستقيم، والذي قد يكون ناتجًا عن الورم الذي يعيق حركة الأمعاء أو يضغط على الأعضاء المجاورة.
حاجة ملحة للتبرز
الضغط على المستقيم: قد يشعر المصاب بحاجة ملحة للتبرز حتى لو لم توجد حاجة فعلية، وذلك بسبب الضغط الذي يسببه الورم على المستقيم.
أعراض إضافية (في الحالات المتقدمة)
- انسداد الأمعاء: في بعض الحالات المتقدمة، قد يتسبب الورم في انسداد الأمعاء؛ ما يؤدي إلى القيء، والشعور بالألم الحاد، وفقدان القدرة على التبرز.
- فقر الدم: بسبب النزيف المزمن، قد يعاني المريض من فقر الدم (نقص الحديد)؛ ما يؤدي إلى شعور دائم بالضعف وفقدان الطاقة.
ما الذي يسبب سرطان المستقيم؟
سرطان المستقيم ينشأ نتيجة لتغيرات غير طبيعية في خلايا المستقيم؛ ما يؤدي إلى تكوُّن أورام خبيثة، على الرغم من أن السبب الدقيق لسرطان المستقيم ليس دائمًا واضحًا؛ فإنه توجد مجموعة من العوامل التي تزيد خطر الإصابة بهذا النوع من السرطان. إليك بعض الأسباب والعوامل التي قد تؤدي دورًا في تطور سرطان المستقيم.
التغيرات الجينية (الطفرات)
- التغيرات أو الطفرات في الحمض النووي (DNA) للخلايا هي السبب الرئيس وراء الإصابة بالسرطان. هذه التغيرات تجعل الخلايا تنمو وتنقسم على نحو غير طبيعي؛ ما يؤدي إلى تكوُّن أورام.
- الطفرات قد تكون وراثية، حيث يتم تمريرها من جيل إلى جيل، أو مكتسبة بسبب عوامل بيئية أو نمط الحياة.
التاريخ العائلي والإصابة السابقة
- وجود تاريخ عائلي من السرطان، خاصة في أفراد الأسرة من الدرجة الأولى (مثل الوالدين أو الأشقاء)، يزيد خطر الإصابة.
- متلازمات وراثية مثل داء بوليبات القولون الوراثي (Familial Adenomatous Polyposis) ومتلازمة لينش (Lynch Syndrome) تزيد احتمالية الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. هذه المتلازمات تجعل الفرد أكثر عرضة لتكوين سلائل في القولون والمستقيم، قد تتحول إلى أورام سرطانية مع مرور الوقت.
العمر
التقدم في العمر هو عامل خطر رئيس. فسرطان المستقيم غالبًا ما يظهر في الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 50 عامًا، ويزداد خطر الإصابة مع التقدم في العمر.
النظام الغذائي غير الصحي
- تناول كميات كبيرة من اللحوم الحمراء واللحوم المعالجة (مثل النقانق) يمكن أن يزيد خطر الإصابة بسرطان المستقيم.
- قليل من الألياف في النظام الغذائي، إضافة إلى تناول كميات كبيرة من الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والسكر، يمكن أن يؤدي إلى مشكلات في الأمعاء تزيد احتمالية الإصابة بالسرطان.
نمط الحياة والعوامل البيئية
- التدخين: يُعد من العوامل التي تسهم في زيادة خطر الإصابة بسرطان المستقيم. فالمواد الكيميائية الموجودة في التبغ قد تضر الخلايا في الأمعاء وتسهم في تكوُّن السرطان.
- السمنة: تعد زيادة الوزن عامل خطر رئيسًا. فالدهون الزائدة قد تؤثر في الهرمونات والأنسجة في الجسم؛ ما قد يزيد احتمالية الإصابة بالسرطان.
- قلة النشاط البدني: عدم ممارسة الرياضة بانتظام يمكن أن يزيد خطر الإصابة بسرطان المستقيم. والنشاط البدني يساعد في تحسين حركة الأمعاء، ويقلل الوقت الذي يقضيه الطعام في الأمعاء.
الأمراض الالتهابية للأمعاء
داء كرون والتهاب القولون التقرحي هما حالتان التهابيتان في الأمعاء تزيدان خطر الإصابة بسرطان المستقيم. هذه الأمراض تتسبب في التهاب مزمن في الأمعاء؛ ما يمكن أن يؤدي إلى تلف الخلايا وزيادة احتمالية تطور السرطان.
التعرض للإشعاع
العلاج الإشعاعي للبطن أو الحوض (مثلما يحدث في أثناء علاج بعض أنواع السرطان) يمكن أن يزيد خطر الإصابة بسرطان المستقيم في المستقبل.
الجنس
في بعض الدراسات، وُجد أن الرجال لديهم احتمالية أكبر للإصابة بسرطان المستقيم مقارنة بالنساء. والأسباب الدقيقة لذلك غير واضحة، لكن قد تكون مرتبطة بالاختلافات في الهرمونات أو عوامل بيولوجية أخرى.
العدوى (فيروسات)
فيروس الورم الحليمي البشري (HPV): تشير بعض الأدلة إلى أن الإصابة بفيروس HPV الذي يعد من المسببات الرئيسة لبعض أنواع السرطان الأخرى مثل سرطان عنق الرحم، قد ترتبط أيضًا بزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع سرطان القولون والمستقيم.
العوامل النفسية والعاطفية
قد تشير بعض الدراسات إلى أن التوتر النفسي المستمر أو القلق قد يكون له تأثير غير مباشر في الصحة العامة؛ ما قد يُسهم في ظهور أنواع معينة من السرطان، على الرغم من أن هذا لم يتم تأكيده على نحو قاطع.
كيفية تشخيص سرطان المستقيم
تشخيص سرطان المستقيم يعتمد على مجموعة من الفحوص الطبية والاختبارات التي تساعد في تحديد ما إذا كانت الأعراض التي يعاني منها المريض ناتجة عن السرطان أو حالة صحية أخرى. إليك أهم الوسائل المستخدمة لتشخيص سرطان المستقيم:
الفحص البدني والتاريخ الطبي
- الفحص السريري: يبدأ الطبيب عادةً بسؤال المريض عن الأعراض التي يعاني منها، مثل وجود دم في البراز، تغييرات في عادات الإخراج، أو آلام في البطن.
- الفحص الشرجي: يجري الطبيب فحصًا للمستقيم باستخدام إصبع اليد، فيضغط الإصبع على منطقة المستقيم للتحقق من وجود أي كتل أو تغيرات غير طبيعية. هذا الفحص يمكن أن يساعد في اكتشاف الأورام القريبة من فتحة الشرج.
تنظير القولون (Colonoscopy)
- تنظير القولون هو اختبار رئيس لتشخيص سرطان المستقيم، بواسطة إدخال أنبوب مرن مزود بكاميرا صغيرة (منظار القولون) عبر فتحة الشرج لفحص داخل الأمعاء الغليظة والمستقيم.
- يسمح هذا الفحص للطبيب بمراقبة الأنسجة داخل المستقيم والكشف عن أي سلائل (أورام صغيرة) أو أورام خبيثة.
- وإذا تم العثور على سلائل، يمكن للطبيب إزالتها خلال الإجراء نفسه لفحصها معمليًا لتحديد ما إذا كانت سرطانية أم لا.
التنظير السيني (Sigmoidoscopy)
- يشبه تنظير القولون، ولكنه يقتصر على فحص الجزء السفلي من القولون والمستقيم باستخدام أنبوب مرن (أقصر من أنبوب تنظير القولون).
- يُستخدم في بعض الحالات لفحص الأجزاء السفلية من الأمعاء لتشخيص سرطان المستقيم، ويعد أقل تدخلًا من تنظير القولون الكامل.
فحص الأشعة السينية (X-ray)
- في بعض الأحيان، قد يُستخدم فحص الأشعة السينية المتخصص مثل أشعة الباريوم لفحص الأمعاء والمستقيم.
- يتم إدخال سائل يحتوي على مادة باريوم عبر الشرج، والذي يظهر بوضوح في الأشعة السينية ويتيح للطبيب رؤية أي تغييرات في المستقيم أو الأمعاء الغليظة.
التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)
يُستخدم التصوير بالرنين المغناطيسي للحصول على صور دقيقة للمستقيم والأعضاء المحيطة. هذا الفحص مفيد، خاصة لتحديد مدى انتشار السرطان في الأنسجة المحيطة مثل الأعضاء الداخلية أو الغدد الليمفاوية، وتقييم عمق الورم وحجمه؛ ما يساعد في تحديد المرحلة (المرحلة المبكرة أو المتقدمة).
التصوير المقطعي المحوسب (CT Scan)
يُستخدم التصوير المقطعي لتوفير صور مفصلة للأعضاء الداخلية للجسم، ويمكن أن يُظهر ما إذا كان السرطان قد انتشر إلى الأنسجة المحيطة أو الأعضاء الأخرى. ويمكن أن يساعد في تقييم المرحلة التي وصل إليها السرطان ويُستخدم للتحقق من وجود نقلات في مناطق أخرى مثل الكبد أو الرئتين.
اختبار الدم
- اختبار الدم المخفي في البراز (FOBT): يُستخدم للكشف عن وجود دم غير مرئي في البراز، والذي قد يكون من علامات الإصابة بسرطان المستقيم أو القولون. يُجرى هذا الفحص دوريًا لتحديد وجود الدم الذي قد يشير إلى وجود أورام.
- اختبارات بيولوجية: في بعض الحالات، يقيس الطبيب مستويات المستضد السرطاني الجنبي (CEA) في الدم، وهو بروتين قد يرتفع عند الأشخاص المصابين بسرطان المستقيم. ولكن هذا الاختبار ليس دقيقًا بما فيه الكفاية لاستخدامه كاختبار فحص موثوق.
العينة (Biopsy)
في حالة العثور على ورم أو سلائل في أثناء تنظير القولون أو الفحص بالمنظار السيني، تؤخذ عينة نسيجية صغيرة (خزعة) لفحصها تحت المجهر في المختبر. وتساعد العينة في تأكيد ما إذا كانت الخلايا سرطانية أم لا وتحديد نوع السرطان.
الفحص الجيني (اختبارات جينية)
في بعض الحالات، يمكن أن يوصي الطبيب بإجراء اختبارات جينية لفحص وجود طفرات جينية قد تكون مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بسرطان المستقيم، مثل متلازمة لينش أو داء بوليبات القولون الوراثي.
التصوير بالأشعة المقطعية للبطن والحوض
يُستخدم هذا الفحص لتحديد مدى انتشار السرطان إلى الأنسجة المحيطة، مثل الأنسجة المحيطة بالمستقيم أو الأعضاء المجاورة مثل المثانة أو الرحم في النساء.
ما علاجات سرطان المستقيم؟
علاج سرطان المستقيم يعتمد على عوامل عدة، مثل مرحلة السرطان (أي مدى انتشاره)، وحجم الورم، والموقع الدقيق للورم داخل المستقيم، والصحة العامة للمريض. وغالبًا ما يتطلب علاج سرطان المستقيم تعددًا في الأساليب العلاجية لتحديد أفضل خطة علاجية لكل حالة. وفيما يلي أبرز العلاجات المتاحة:
الجراحة (الاستئصال الجراحي)
الجراحة هي الخيار العلاجي الرئيس لعلاج سرطان المستقيم في المراحل المبكرة أو عندما يكون الورم محدودًا في المنطقة المحلية. وتوجد أنواع عدة من الجراحة، منها:
- استئصال المستقيم الجزئي (التجريف): يستأصل الطبيب الجزء المصاب من المستقيم فقط، مع الحفاظ على جزء كبير من الأمعاء.
- استئصال المستقيم الكلي (استئصال المستقيم): في بعض الحالات المتقدمة، قد يتطلب الأمر إزالة المستقيم بالكامل. وقد يجري الطبيب جراحة لتوصيل الأمعاء بعد إزالة المستقيم (مثل فغر القولون) لتعويض الوظيفة.
- استئصال العقد الليمفاوية: قد تشمل الجراحة أيضًا إزالة الغدد الليمفاوية المحيطة التي قد تكون تأثرت بالسرطان.
العلاج الكيميائي (Chemotherapy)
- يستخدم العلاج الكيميائي أدوية لقتل الخلايا السرطانية أو إبطاء نموها. وقد يستخدم قبل الجراحة لتقليص حجم الورم (العلاج المساعد)، أو بعد الجراحة لتقليل خطر عودة السرطان (العلاج التكميلي).
- قد يتلقى المريض العلاج الكيميائي عن طريق الفم أو الوريد.
- في بعض الحالات المتقدمة، قد يُستخدم العلاج الكيميائي للسيطرة على الأعراض وتحسين نوعية الحياة، خاصة إذا كان السرطان قد انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم.
العلاج الإشعاعي (Radiotherapy)
- يستخدم العلاج الإشعاعي الأشعة عالية الطاقة (مثل الأشعة السينية) لقتل الخلايا السرطانية أو تقليص حجم الأورام.
- في حالات سرطان المستقيم، يمكن أن يُستخدم العلاج الإشعاعي في مرحلة ما قبل الجراحة لتقليص حجم الورم؛ ما يسهل إزالة الورم جراحيًا.
- قد يُستخدم أيضًا بعد الجراحة لتقليل خطر عودة السرطان.
- في حالات السرطان المتقدم أو المنتشر، قد يُستخدم العلاج الإشعاعي لتخفيف الأعراض مثل النزيف أو الألم.
العلاج الكيميائي والإشعاعي المشترك (Chemoradiation)
- في بعض الحالات، قد يُستخدم العلاج الكيميائي والعلاج الإشعاعي معًا لتحقيق أفضل نتائج. ويستخدم هذا الأسلوب في حالات سرطان المستقيم التي لم تنتشر كثيرًا بعد، فيساعد العلاج المشترك في تقليص حجم الورم وتحسين فعالية العلاج قبل الجراحة. وقد يكون هذا العلاج مفيدًا خاصة في السرطانات المتوسطة أو المتقدمة التي تقع بالقرب من الأنسجة الحيوية.
العلاج المناعي (Immunotherapy)
العلاج المناعي هو نوع من العلاجات يستخدم جهاز المناعة في الجسم لمحاربة السرطان. وفي بعض الحالات المتقدمة من سرطان المستقيم، وقد يُستخدم العلاج المناعي إذا كان السرطان يحتوي طفرات جينية معينة تجعل الخلايا السرطانية أكثر عرضة للهجوم من قبل جهاز المناعة.
ويستخدم العلاج المناعي لا يُستخدم على نحو واسع في جميع الحالات، ولكنه يمكن أن يكون خيارًا عندما تفشل العلاجات الأخرى.
العلاج المستهدف (Targeted Therapy)
العلاج المستهدف يركز على أهداف محددة في الخلايا السرطانية، مثل البروتينات أو الجينات التي تساعد الخلايا السرطانية في النمو والانتشار. وتستخدام أدوية خاصة لمهاجمة هذه الأهداف ومنع نمو السرطان. هذا العلاج أقل تأثيرًا في الخلايا السليمة مقارنة بالعلاج الكيميائي؛ ما يقلل الآثار الجانبية.
العلاج الداعم (Palliative Care)
- في الحالات المتقدمة التي يكون فيها السرطان قد انتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم (مثل الكبد أو الرئتين)، قد يكون العلاج الداعم أو التلطيفي جزءًا أساسيًا من الرعاية. ويهدف العلاج الداعم إلى تخفيف الأعراض مثل الألم والنزيف وتحسين نوعية الحياة للمريض.
- ويشمل العلاج الداعم أيضًا إدارة الأعراض الجسدية والنفسية، ودعم المريض وعائلته في التعامل مع التحديات النفسية والاجتماعية التي قد تنشأ نتيجة للمرض.
التغذية والدعم النفسي
- في إطار علاج سرطان المستقيم، قد يحتاج المرضى إلى دعم غذائي خاص، خاصة إذا كانوا يعانون من صعوبة في التبرز أو امتصاص العناصر الغذائية بعد الجراحة أو العلاج الكيميائي.
- الدعم النفسي مهم أيضًا، لأنه يساعد المريض في التعامل مع التحديات العاطفية والنفسية المرتبطة بالمرض والعلاج.
فحص المتابعة والعلاج الوقائي
بعد العلاج، يحتاج المرضى إلى فحوص منتظمة للتحقق من عدم عودة السرطان. وتشمل هذه الفحوص تنظير القولون وفحوص الدم والصور الشعاعية. ويمكن توصية المريض بالعلاج الوقائي أو العلاجات المكملة التي تهدف إلى تقليل خطر عودة السرطان، مثل العلاج الهرموني أو الوقاية الغذائية.
هل يمكن الوقاية من سرطان المستقيم؟
على الرغم من أنه لا يمكن الوقاية من سرطان المستقيم على نحو كامل، فإنه يمكن اتخاذ خطوات لتقليل خطر الإصابة به. كثير من هذه التدابير تعتمد على تعديل نمط الحياة والتقليل من العوامل التي يمكن أن تسهم في ظهور المرض. إليك بعض الطرق الفعَّالة للوقاية من سرطان المستقيم:
الحفاظ على نظام غذائي صحي
- تناول أطعمة غنية بالألياف: يمكن أن يساعد تناول كميات كبيرة من الفواكه، الخضراوات، والحبوب الكاملة في تقليل خطر الإصابة بسرطان المستقيم. فالألياف تساعد في تسريع حركة الطعام عبر الأمعاء وتقليل التعرض للعوامل المسببة للسرطان.
- تقليل تناول اللحوم الحمراء والمعالجة: تناول كميات كبيرة من اللحوم الحمراء (مثل اللحوم الحمراء البقريَّة أو الضأن) واللحوم المعالجة (مثل النقانق، والهوت دوغ، واللحوم المدخنة) يمكن أن يزيد خطر الإصابة بسرطان المستقيم؛ لذا يُنصح بتقليل تناول هذه الأطعمة قدر الإمكان.
- زيادة تناول الأطعمة الغنية بالدهون الصحية: مثل الزيوت النباتية (زيت الزيتون) والمكسرات. فالدهون الصحية يمكن أن تساعد في تحسين الصحة العامة وتقليل خطر الأمراض المزمنة.
الحفاظ على وزن صحي
- السمنة هي أحد العوامل الرئيسة التي تزيد خطر الإصابة بسرطان المستقيم. فالوزن الزائد يمكن أن يؤثر في مستويات الهرمونات في الجسم، ويزيد الالتهابات، ويقلل حركة الأمعاء.
- باتباع نظام غذائي متوازن وممارسة الرياضة بانتظام، يمكن الحفاظ على وزن صحي وتقليل خطر الإصابة بسرطان المستقيم.
ممارسة الرياضة بانتظام
- الأشخاص الذين يمارسون الرياضة بانتظام (مثل المشي، الركض، السباحة، أو ركوب الدراجات) لديهم خطر أقل للإصابة بسرطان المستقيم. فالنشاط البدني يساعد في تحسين حركة الأمعاء ويقلل الوقت الذي يبقى فيه الطعام في الأمعاء؛ ما يقلل تعرض الأمعاء للعوامل المسببة للسرطان.
- يُوصى بممارسة 150 دقيقة من التمارين المعتدلة أو 75 دقيقة من التمارين القوية أسبوعيًا.
عدم التدخين
- التدخين يزيد خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. فالمواد الكيميائية الموجودة في التبغ يمكن أن تضر الخلايا في الأمعاء وتزيد خطر السرطان.
- لذا فالإقلاع عن التدخين يمكن أن يقلل هذا الخطر على نحو كبير.
الحد من استهلاك الكحول
استهلاك الكحول بكميات كبيرة يزيد خطر الإصابة بسرطان المستقيم. لذا يُنصح بتقليل تناول الكحول أو الامتناع عنه تمامًا للوقاية من كثير من أنواع السرطان.
الفحص الدوري والكشف المبكر
- الكشف المبكر يُعد من أهم وسائل الوقاية والعلاج المبكر. ففحص مثل تنظير القولون يمكن أن يساعد في اكتشاف الأورام الحميدة أو السلائل قبل أن تتحول إلى سرطان.
- ويُوصى بإجراء تنظير القولون ابتداءً من سن الـ 45 أو في وقت مبكر إذا كان هناك تاريخ عائلي للإصابة بسرطان المستقيم أو القولون.
معالجة الأمراض المعوية الالتهابية
- الأمراض المعوية الالتهابية مثل التهاب القولون التقرحي وداء كرون تزيد خطر الإصابة بسرطان المستقيم. ومن المهم علاج هذه الحالات علاجًا مناسب تحتًا إشراف طبي.
- إذا كنت مصابًا بأحد هذه الأمراض، من المهم اتباع خطة علاجية صارمة وإجراء الفحوص المنتظمة للكشف المبكر عن أي تغييرات قد تشير إلى تطور السرطان.
الفحص الجيني والمراقبة للذين لديهم تاريخ عائلي
- إذا كان لديك تاريخ عائلي من سرطان المستقيم أو متلازمات وراثية مثل متلازمة لينش أو داء بوليبات القولون الوراثي، ويجب عليك التحدث مع طبيبك حول الفحص الجيني ومراقبة صحتك بانتظام.
- يمكن أن يساعد الفحص الجيني في تحديد المخاطر المحتملة؛ ما يسمح باتخاذ خطوات وقائية مبكرة.
تجنب المواد الكيميائية والمواد المسرطنة
التقليل من التعرض للمواد الكيميائية الضارة في البيئة، مثل المبيدات الحشرية أو المواد المضافة في الأطعمة المعالجة، قد يقلل خطر الإصابة بالسرطان. ويمكن تحقيق ذلك باختيار الأطعمة العضوية أو تقليل التعرض للمواد الكيميائية في بيئة العمل.
في الختام، من المهم أن ندرك أن سرطان المستقيم هو أحد الأمراض التي يمكن الوقاية منها إلى حد كبير باتباع نمط حياة صحي، مثل التغذية السليمة، ممارسة الرياضة، التقليل من التدخين والكحول، وإجراء الفحوص الدورية. والكشف المبكر يمكن أن يكون الفارق بين العلاج الناجح والتحديات الكبيرة التي قد يواجهها المريض في مراحل متقدمة من المرض.
إن العناية بصحتك الآن ليست خيار، بل ضرورة يمكن أن تحميك من كثير من المخاطر الصحية في المستقبل، إذا كنت تشعر بأي أعراض غير طبيعية أو لديك تاريخ عائلي مرتبط بهذا المرض، لا تتردد في زيارة طبيبك وإجراء الفحوص المناسبة. تذكر أن الوقاية خير من العلاج، وأن الاهتمام بصحتك هو مسؤوليتك الأولى لضمان حياة طويلة وصحية.
المراجع
- https://my.clevelandclinic.org/health/diseases/21733-rectal-cancer
- https://www.ncbi.nlm.nih.gov/books/NBK493202/
- https://www.macmillan.org.uk/cancer-information-and-support/bowel-cancer/rectal-cancer
- https://www.cancerresearchuk.org/about-cancer/bowel-cancer/treatment/treatment-rectal
- https://www.ucsfhealth.org/conditions/rectal-cancer
- https://www.cancercenter.com/cancer-types/colorectal-cancer/types/rectal-cancer
- https://www.nccn.org/professionals/physician_gls/pdf/rectal.pdf
- https://www.sciencedirect.com/topics/medicine-and-dentistry/rectum-cancer
- https://cancer.ca/en/cancer-information/cancer-types/colorectal/treatment/rectal-cancer
- https://www.cancer.org/cancer/types/colon-rectal-cancer/treating/rectal-surgery.html
- https://www.cancer.gov/types/colorectal/hp/rectal-treatment-pdq
- https://www.healthline.com/health/rectal-cancer
بحث ثري جدا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.