سرطان الجلد: الأمل في العلاج وسر الوقاية ج2

بعد أن استكشفنا في الجزء الأول أبعاد سرطان الجلد من تعريفه وأعراضه إلى أسبابه وتشخيصه، حان الوقت للانتقال إلى الجانب المشرق من القصة؛ لأن لكل مرض مفتاحًا للعلاج، ولكل خطر درعًا للوقاية.

في هذا الجزء، سنسلط الضوء على الخيارات المتاحة لعلاج سرطان الجلد، بدءًا من الإجراءات الطبية الحديثة، ووصولًا إلى التقدم العلمي الذي يجلب الأمل لآلاف المرضى.

ولن نتوقف هنا، بل سنضع بين يديك خطوات عملية وفعالة للوقاية؛ لأن حماية بشرتك اليوم تعني ضمان صحتك غدًا. انطلق معنا في رحلة جديدة نحو المعرفة والحماية، حيث يصبح الوعي هو السلاح الأقوى في معركة الحياة.

قد يهمك أيضًا سرطان الجلد.. معركة تستحق الانتصار ج1

كيفية علاج سرطان الجلد؟

يعتمد علاج سرطان الجلد على النوع والمرحلة وموقع الورم. ويمكن علاج سرطان الجلد بنجاح إذا اكتشف مبكرًا. إليك أهم الوسائل المستخدمة في علاج سرطان الجلد:

العلاج الجراحي

الاستئصال الجراحي

- أكثر وسائل علاج سرطان الجلد شيوعًا.

- يزيل المتخصص الورم والجفن المحيط به.

- في معظم الحالات، يعالج المتخصص الأورام الصغيرة أو الموضعيَّة بنجاح عبر هذه الوسيلة.

العينة الاستئصالية

- إذا اكتشف الطبيب الورم عن طريق العينة، يستأصل المنطقة المصابة بالكامل.

جراحة موهس

- تستخدم هذه التقنية للسرطان الذي يؤثر في المناطق الحساسة مثل الوجه.

- يزيل الطبيب الطبقات تدريجيًّا حتى يتحقق من أنه قضى على الخلايا السرطانية تمامًا.

- هذه الطريقة فعَّالة في إزالة الورم دون تأثير في الأنسجة السليمة.

العلاج الإشعاعي

العلاج الإشعاعي الخارجي

- يستخدم لتدمير الخلايا السرطانية بواسطة الأشعة المؤينة.

- يُستخدم في حالة السرطان الذي يصعب الوصول إليه جراحيًّا، أو في حالة انتشار السرطان إلى الغدد الليمفاوية.

العلاج الإشعاعي الموضعي

- يستخدم على نحو أقل في علاج أنواع معينة من سرطان الجلد (مثل سرطان الخلايا القاعدية).

العلاج الدوائي (العلاج الكيميائي والعلاج المناعي)

العلاج الكيميائي

- يستخدم الأدوية لتدمير الخلايا السرطانية، وغالبًا ما يكون له تأثيرات جانبية، ويُستخدم في المراحل المتقدمة.

- يتناول المريض الأدوية عن طريق الفم أو عبر الوريد.

العلاج المناعي

- يعتمد على تعزيز جهاز المناعة لمكافحة السرطان.

- يمكن أن يشمل الأدوية المناعية مثل "بيمبروليزوماب" و"نيرولوماب" لسرطان الميلانوما.

- العلاج بالأشعة المناعية التي تحفز جهاز المناعة لمحاربة الخلايا السرطانية.

العلاج بالليزر

- يستخدم الليزر في بعض الحالات لإزالة الأورام السطحية الصغيرة أو لتخفيف الأعراض الناجمة عن السرطان (مثل النزيف أو التقرحات).

- لا يُستخدم عادة لعلاج الأورام العميقة.

العلاج بالتجميد (العلاج بالتبريد)

- يستخدم للسرطان في مراحله المبكرة أو في الخلايا السطحية فقط.

- يجمد الطبيب الخلايا السرطانية باستخدام النيتروجين السائل؛ ما يؤدي إلى تدميرها.

- يستخدم عادة لعلاج سرطان الخلايا القاعدية وسرطان الخلايا الحرشفية في المراحل المبكرة.

العلاج الموضعي (الأدوية الموضعية)

- تُستخدم كريمات أو مراهم لتطبيقها مباشرة على الجلد المصاب.

- هذه الأدوية تستخدم في علاج سرطان الجلد السطحي، خاصة في الأورام الصغيرة.

المراقبة والمتابعة بعد العلاج

- بعد العلاج، من المهم مراقبة الجلد بانتظام للكشف عن أي تغييرات جديدة أو عودة السرطان.

- قد يتطلب الأمر زيارات دورية للطبيب، وفحوصات جلدية منتظمة، واختبارات لمراقبة صحة الجسم.

قد يهمك أيضًا البهاق: لغز البقع البيضاء على جلدك ج2 (التشخيص والعلاج)

 العلاج حسب النوع والموقع

سرطان الخلايا القاعدية

- عادةً ما يكون علاجه بالجراحة أو العلاج بالليزر.

سرطان الخلايا الحرشفية

- يكون علاجه بالجراحة أو العلاج الإشعاعي في بعض الحالات.

الميلانوما

- يحتاج إلى جراحة مع إمكانية استخدام العلاج المناعي أو الكيميائي في المراحل المتقدمة.

قد يهمك أيضًا علاج حساسية الجلد: استراتيجيات الوقاية والعلاج لتجنب التهيج والحكة

الوقاية بعد العلاج

· بعد العلاج، يجب تجنب التعرض المفرط للشمس.

· استخدام واقي الشمس SPF 30 أو أعلى بانتظام.

· ارتداء الملابس الواقية من الشمس.

قد يهمك أيضًا الحكة الشرجية: ما وراء الإزعاج وكيفية التخلص منها بفاعلية

المضاعفات/ الآثار الجانبية لعلاج سرطان الجلد

تختلف الآثار الجانبية والمضاعفات بناءً على نوع العلاج المستخدم، موقع الورم، وحالة المريض. إليك أبرز الآثار الجانبية المحتملة لكل نوع من أنواع العلاج المستخدمة في سرطان الجلد:

الآثار الجانبية للجراحة

· التورم والكدمات: يمكن أن تظهر التورمات والكدمات في المنطقة المعالجة بعد الجراحة.

· التندب: قد تحدث ندبات في مكان الجراحة، خاصة إذا كانت الجراحة كبيرة أو في مناطق مرئية مثل الوجه.

· التهاب: يوجد خطر الإصابة بالعدوى في مكان الجراحة، وهو ما يتطلب أدوية مضادة للبكتيريا.

· ألم: الشعور ببعض الألم أو الانزعاج بعد الجراحة، ويمكن السيطرة عليه بواسطة المسكنات.

الآثار الجانبية للعلاج الإشعاعي

· تهيج الجلد: يصبح الجلد في المنطقة المعالجة جافًّا، وحساسًا، وقد يظهر عليه احمرار أو تقرحات مشابهة للحروق الشمسية.

· التعب: التعب الشديد هو أحد الآثار الجانبية الشائعة للعلاج الإشعاعي.

· غثيان: قد يحدث غثيان في بعض الحالات، خصوصًا عندما يكون العلاج موجهًا إلى مناطق قريبة من الأمعاء أو المعدة.

· تساقط الشعر: إذا كان العلاج الإشعاعي موجهًا إلى فروة الرأس، فقد يحدث تساقط الشعر في المنطقة المعالجة.

· التغيرات في الأنسجة: في بعض الحالات، قد تؤدي الأشعة إلى تلف الأنسجة السليمة المحيطة؛ ما يتطلب عناية خاصة بعد العلاج.

الآثار الجانبية للعلاج الكيميائي

· الغثيان والقيء: من أكثر الآثار الجانبية شيوعًا، ويتم التحكم فيها عادة عبر الأدوية المضادة للغثيان.

· تساقط الشعر: العلاج الكيميائي يسبب تساقط الشعر، ولكن عادةً ما يعود الشعر للنمو بعد انتهاء العلاج.

· ضعف المناعة: الأدوية الكيميائية تؤثر في خلايا الدم البيضاء، ما يزيد خطر الإصابة بالعدوى.

· الإعياء: الشعور المستمر بالتعب أو الإعياء.

· مشكلات في الجهاز الهضمي: يمكن أن يؤدي العلاج الكيميائي إلى الإمساك أو الإسهال أو تقرحات الفم.

· تغيرات في الجلد: قد يحدث جفاف أو طفح جلدي في بعض الحالات.

الآثار الجانبية للعلاج المناعي

· التفاعلات الجلدية: قد يعاني بعض المرضى من طفح جلدي أو احمرار، وقد توجد آثار جانبية في الأمكنة التي يتم فيها الحقن.

· التعب والألم: يعاني بعض المرضى من تعب شديد وألم في العضلات والمفاصل.

· الحساسية: في بعض الحالات، قد يحدث رد فعل تحسسي تجاه الأدوية المناعية، مثل صعوبة في التنفس أو تورم الوجه.

· مشكلات في الجهاز الهضمي: بعض المرضى يعانون الإسهال أو الغثيان نتيجة العلاج المناعي.

· مشكلات جهازية: في بعض الحالات النادرة، قد يؤثر العلاج المناعي في أجهزة أخرى في الجسم مثل القلب أو الكبد أو الكلى.

الآثار الجانبية للعلاج بالليزر

· احمرار الجلد: قد يظهر احمرار مؤقت في الجلد المعالج بعد العلاج بالليزر.

· جفاف أو تقشر: الجلد المعالج قد يصبح جافًّا أو يتقشر خلال مدة الشفاء.

· حروق: في بعض الحالات، قد يتسبب الليزر في حروق خفيفة في الجلد إذا لم يُستخدم بطريقة صحيحة.

الآثار الجانبية للعلاج بالتجميد

· ألم أو حرقان: بعد العلاج، قد يشعر المريض بألم أو حرقان في المنطقة المعالجة.

· تورم: قد يحدث تورم في مكان العلاج، وعادةً ما يكون مؤقتًا.

· قشرة أو تقشر: المنطقة المعالجة قد تتقشر أو تنفصل عنها طبقة من الجلد خلال مدة الشفاء.

· تغيرات في اللون: قد يحدث تغير في لون الجلد في المنطقة المعالجة (قد يصبح أفتح أو أغمق).

الآثار الجانبية للعلاج الموضعي (الأدوية الموضعية)

· تهيج الجلد: بعض الأدوية الموضعية قد تسبب احمرارًا أو جفافًا أو حكة في الجلد.

· التقرحات أو القشور: قد تحدث تقرحات أو قشور في مكان تطبيق الدواء.

· تغيرات في اللون: قد تحدث تغيرات في لون الجلد المعالج؛ ما قد يؤدي إلى ظهور بقع داكنة أو فاتحة.

قد يهمك أيضًا لإزالة خلايا الجلد الميت من البشرة إليكِ 6 وصفات طبيعية

كيفية التعامل مع الآثار الجانبية

· مراقبة آثار العلاج: من المهم متابعة الآثار الجانبية مع الطبيب لضبط العلاج إذا لزم الأمر.

· استخدام الكريمات أو المراهم: مثل كريمات الترطيب أو الكريمات المضادة للالتهاب للتخفيف من تهيج الجلد.

· مضادات الغثيان والمكملات الغذائية: للمساعدة في التحكم في الأعراض مثل الغثيان أو التعب.

· الراحة والتغذية الجيدة: الحفاظ على الراحة وتناول الطعام الصحي يمكن أن يساعد في التغلب على التعب.

قد يهمك أيضًا الصدفية وأنواعها وأسبابها وطرق علاجها.. تعرف عليها الآن

هل يمكن الوقاية من سرطان الجلد؟

نعم، يمكن اتخاذ خطوات عدة للوقاية من سرطان الجلد وتقليل خطر الإصابة به. على الرغم من أن بعض العوامل مثل التاريخ العائلي أو العوامل الوراثية قد تزيد احتمالية الإصابة، فإن اتباع بعض الإجراءات الوقائية يمكن أن يقلل خطر الإصابة بسرطان الجلد على نحو كبير.

قد يهمك أيضًا أعراض مرض الصدفية وطرق الوقاية منها

إجراءات الوقاية من سرطان الجلد

تجنب التعرض المفرط لأشعة الشمس

- تجنب الشمس في أوقات الذروة: الشمس تكون أكثر قوة بين الساعة 10 صباحًا و4 مساءً، لذا من الأفضل تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس في هذه الأوقات.

- البحث عن الظل: عندما تكون في الخارج مدة طويلة، حاول البحث عن أماكن مظللة، سواء تحت الأشجار أو في أمكنة محمية.

استخدام واقي الشمس بطريقة صحيحة

- اختيار واقي شمس واسع الطيف: استخدم واقي شمس يحتوي على عامل حماية (SPF) 30 أو أعلى، ويحمي من الأشعة فوق البنفسجية.

- تطبيق الواقي الشمسي بكمية كافية: ضع واقي الشمس بكمية كافية على جميع أجزاء الجلد المكشوفة قبل 15-30 دقيقة من التعرض للشمس.

- إعادة التطبيق: يجب إعادة تطبيق الواقي الشمسي كل ساعتين، أو بعد السباحة أو التعرق.

ارتداء الملابس الواقية

- الملابس ذات الألوان الداكنة والكثافة العالية: ارتداء ملابس ذات ألوان داكنة وسميكة يساعد في حجب الأشعة فوق البنفسجية.

- القبعات والنظارات الشمسية: ارتدِ قبعة عريضة الحواف لحماية الوجه والعنق، واستخدم نظارات شمسية لحماية العينين.

- الملابس الواقية من الشمس: بعض الملابس تحتوي على مواد خاصة تم تصميمها لحماية البشرة من الأشعة فوق البنفسجية.

تجنب أجهزة تسمير البشرة

- التسمير الاصطناعي: تجنب استخدام أجهزة التسمير أو سرير الشمس الصناعي (التان)، فهذه الأجهزة تزيد خطر الإصابة بسرطان الجلد بسبب تعرضها للأشعة فوق البنفسجية.

الفحص الدوري للجلد

- مراقبة التغيرات على الجلد: افحص جلدك بانتظام بحثًا عن أي تغييرات، مثل ظهور شامات جديدة أو تغييرات في شكل أو لون الشامات القديمة.

- استشارة الطبيب: إذا لاحظت أي تغيرات مشبوهة، مثل نزيف أو حكَّة في الشامات، عليك بزيارة طبيب الجلدية فورًا.

- الفحص السنوي من قبل طبيب الجلدية: يوصى بإجراء فحص جلدي دوري من طبيب متخصص، خاصة إذا كنت معرضًا للإصابة (مثل وجود تاريخ عائلي من سرطان الجلد).

الاهتمام بالتغذية الصحية

- تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة: الأطعمة التي تحتوي الفيتامينات A و C و E مثل الخضراوات الورقية والفواكه يمكن أن تحسِّن صحة الجلد، وتساعد في مقاومة الأضرار الناتجة عن الأشعة فوق البنفسجية.

- مكملات غذائية: في بعض الحالات، يمكن للطبيب أن يوصي باستخدام مكملات غذائية تحتوي مضادات الأكسدة أو فيتامين "د" لتعزيز حماية الجلد.

استخدام مستحضرات العناية بالبشرة

- المرطبات الواقية: بعض المرطبات تحتوي مكونات تحسِّن قدرة الجلد على مقاومة أشعة الشمس مثل الأوكتوكريلين.

- المنتجات التي تحتوي مضادات الأكسدة: استخدام كريمات تحتوي مضادات الأكسدة قد يساعد في تقليل الأضرار الناتجة عن التعرض للأشعة فوق البنفسجية.

الفحص الوراثي (في الحالات عالية المخاطر)

- إذا كان لديك تاريخ عائلي لسرطان الجلد، أو كان لديك شامات كثيرة غير طبيعية، فقد يوصي طبيبك بالخضوع لاختبارات وراثية أو مراقبة أكثر دقة لنشاط الخلايا الجلدية.

قد يهمك أيضًا 5 وصفات طبيعية لعلاج جفاف الجلد

متى يجب عليَّ رؤية مقدم الرعاية الصحية الخاص بي؟

حدِّد موعدًا لزيارة مقدم الرعاية الصحية أو طبيب الأمراض الجلدية بمجرد ملاحظة ما يلي:

- أي تغيرات تطرأ على بشرتك أو تغيرات في حجم أو شكل أو لون الشامات الموجودة أو الآفات الجلدية الأخرى.

- ظهور نمو جديد على بشرتك.

- جرح لا يُشفى.

- بقع على بشرتك تختلف عن الآخرين.

- أية بقع متغيرة أو مثيرة للحكة أو تنزف.

- سيقوم طبيبك بفحص بشرتك، وأخذ عينة (إذا لزم الأمر)، وتشخيص الحالة ومناقشة العلاج. ويجب عليك أيضًا زيارة طبيب الأمراض الجلدية سنويًّا لإجراء فحص كامل للجلد.

ها نحن نختتم رحلتنا مع الجانب المشرق لعلاج سرطان الجلد ووسائل الوقاية منه، مؤمنين أن العلم والعمل هما الحصنان اللذان نحتمي بهما.

العلاج متاح، والوقاية ممكنة، لكن السلاح الأقوى دائمًا هو وعيك واستعدادك لمواجهة أي خطر يهدد صحتك.

ومع ذلك، فإن فهم الصورة الكاملة يبدأ من الأساس. إذا فاتك الاطلاع على الجزء الأول من هذا المقال الذي تناولنا فيه تعريف المرض وأعراضه وأسبابه ووسائل تشخيصه، فلا تفوِّت فرصة العودة إليه؛ لأن الطريق إلى الوقاية يبدأ بفهم العدو ومعرفة أساليبه. تذكَّر، صحتك هي أثمن ما تملك، والوعي هو البداية دائمًا.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة