دعني هنا في أحد قوانين القوة والسيطرة، أذكر لك ما وثَّقه التاريخ في هذا الباب، والذي استشهد به المؤلف كونه سبيلًا لفرض السيطرة والفوز ببريق الشهرة وانتزاع السلطة والزعامة، حتى ولو على حساب المظلومين.
ملخص الكتاب
قد يكون الكاتب يدعونا في هذا القانون من ملخص كتابه 48 قانونًا للقوة لسرقة مجهودات الآخرين والعمل على أن ننسب إنجازات الآخرين لأنفسنا، وهذا من قبيل التسلط، وهذا بعيد عمَّا يحض عليه ديننا الحنيف أو أي دين سماوي منزَّل.
ولكن دعني هنا أذكر لك ما وثَّقه التاريخ في هذا الباب، والذي استشهد به المؤلف كونه سبيلًا لفرض السيطرة والفوز ببريق الشهرة وانتزاع السلطة والزعامة، حتى ولو على حساب المظلومين.
حين تعرَّف أديسون على تسلا وأدرك عبقريته عيَّنه فورًا، عندها بدأ تسلا حياة من الكرب والاستغلال حتى مات.
عمل تسلا مدة 18 ساعة يوميًّا في مختبر أديسون لتطوير مولد أديسون الكهربائي البدائي، واضطر أن يُعيد إنشاءه وتصميمه من جديد، ووعده أديسون أن يعطيه مكافأة عمله إذا نجح، وسمَّاها له (50 ألف دولار).
عندها عكف تسلا على هذا المشروع ليل نهار حتى انتهى منه في غضون عام واحد. فرجع يزف الخبر إلى أديسون الذي تهلَّلت أساريره؛ فهو المستفيد من ذلك الإنجاز العظيم.
وعندما طالبه تسلا بالمكافأة، ماطله أديسون، وفي النهاية منحه بدلًا منها علاوة صغيرة. وفي النهاية انقلب أديسون على تسلا وسعى لتدميره كليًّا؛ لأنه كان يعلم مدى تفوق تسلا عليه علميًّا.
من ناحية أخرى قليلون هم من يعلمون أن (جوجليومو ماركوني) الذي ارتبط اسمه باختراع الراديو قد استخدم اختراعًا يرجع الفضل في بحوثه لـ(تسلا) وها قد خسر تسلا من جديد المال والتقدير بعدم إرجاع الفضل له، حتى مات تسلا وهو يعاني الفقر والإهمال والإنكار.
اقرأ أيضًا ملخص كتاب "كيف تصبح إنساناً؟" للدكتور شريف عرفة.. أحداثه واقتباساته
التعليق على قانون: سخِّر الآخرين لخدمتك "من ملخص 48 قانونًا للقوة"
يتوهم كثيرون أنهم يتعاملون مع حقائق العلم الثابتة بعيدًا عن المنافسات غير الشريفة والنفسيات البغيضة، والسياسات القذرة، كان تسلا من هؤلاء الواهمين.
أراد الكاتب من هذه القصة أن يمرر مقولته هنا: إن عالم السطوة يحكمه قانون الغابة.
وهو بذلك يضرب بكل ثوابت الفطرة السليمة عرض الحائط، ويرسِّخ لفكرة المطاحنة ووطء الرقاب والصعود على أكتاف الكادحين لمجرد أنهم لا يتقنون فن المراوغة والتلاعب الخبيث وحياة الذئاب، ليضع هذا الفصل من الكتاب بعنوان (القانون السابع: استفد من جهود الآخرين واحتفظ لنفسك بالتقدير) متناسيًا أنه سرعان ما تدور الدوائر على صاحبها وينقلب السحر على الساحر.
ولذا فأنا أردت أن أدوِّن ملاحظتي التي بدأت بها ملخص هذا الفصل من كتاب قوانين السطوة للتنبيه والاتعاظ.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.