يحمل النص بنية سؤال دائم، يحاور الوجود من زوايا الكسر والبناء، من الحسّ والسحر، ومن الجسر الذي لا يُمرّ عليه، لكنه لا ينهار. تتوالى المقاطع بإيقاع داخلي منضبط، ومجازات عميقة تسائل القارئ وتستدعي تأملًا فلسفيًا. هنا، يصبح الشعر وسيلة لفهم جوهر التجربة الإنسانية في وجه المصير، والانتصار الصامت على الضعف.
ساق عمرُ ما يَسُرُّ
وهو حُـــرٌّ لا يُــغَرُّ
سوق عمرٍ مثل بحرِ
ملءُ شــكرٍ فيه ســـرُّ
عمرً دهــرٍ ملء فخرِ
أي قــــــدرٍ فيه فجـرُ؟
كل نــــصرٍ ملء سترِ
كل بــــــدرٍ فيه سحرُ؟
طار حـــسٌّ حين يقسو
كيف يرســو فيه حبرُ؟
سُرَّ صـــــبرٌ جُرَّ نشــرُ
كيف جســـرٌ لا يـمرُّ؟
وخــــــــريرٌ لا يطيـرُ
وغـــــــــديرٌ لا يفِــــرُّ
عمرُ عـــصر سوف يسري
وهو يجــري وهو دُرُّ
عمرُ كـــــسرٍ كسرُ عُمْرِ
فوقَ فــــــطرٍ وهو جسرُ
عمرُ عــــــمرٍ غير طمرِ
كل كســــــــرٍ سيــــخرُّ
قال بــشــــــرٌ ســــــيبرُّ
فيه قــــــــــدرٌ فيه بــــرُّ
أي عـــــــــمرٍ ليس يُغْري؟
أي بــــــــــحرٍ فيه سحرُ؟
أي فـــــــجـــرٍ ملءِ سرِّ؟
في مـــــــــــقرٍّ فيه فجـــرُ
هكذا يتجلى «عمر» في النص لا كونه اسمًا عابرًل، بل كونه رمزًا مقاومًا، عصيّ على الطمر والانكسار. هو الحرّ الذي لا يُغَرّ، والدهر الذي يسري في الزمن لا ليُنسى، بل ليُكتب بالحبر والسحر. القصيدة ترسم بلغة عميقة رحلة كسر وانتصار، وتساؤلات وجودية لا تزال عالقة في رنين السؤال: «أي فجرٍ ملء سرّ؟»… وربما، في هذا السؤال يكمن الجواب.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.