زوجة أولى ولا ترفض التعدد

زوجة أولى ولا تنكر التعدد، ليس حبًا فيه، وإنما لأنه أمر إلهي، هي لم تنكره ليس إلا امتثالًا إلى حكم إلهي واضح وصريح لا شبهة في تفسيره أو احتمالية الاعتراض عليه.

أما أنت أيها الزوج المعدد هل تستطيع مراعاة أمور إذا أردت أن تعدد؟

قد يعجبك أيضًا التعدد في الزواج ضرورة أم رغبة؟

شروط التعدد الناجح

بداية يجب على الرجل في بدايات التعارف الأولى؛ أي في مدة الخطبة ألا ينكر أمام خطيبته أنه لن يعدد في حياته المستقبلية، أو يبدي رفضه التام للمعدّدين؛ أي يجب عليه ألا ينكر فكرة التعدد كي لا تنصدم الزوجة حينما يُقدم على هذه الخطوة فيما بعد من حياتهما.

وإذا كان في داخله أنه فعلًا لن يعدد ثم بعد ذلك أكتشف أن تلك الزوجة التي تعيش معه قد لا تكفيه احتياجاته، وأنه لديه الرغبة في التعدد، فعليه أن يطبق الشريعة كما أمر الله؛ أي إنه من البداية عليه أن يعلم أن المهر لا يُمس.

وأن منزل الزوجية هو الذي يؤسسه، وليس مناصفة كما يحدث في العرف السائد في بعض المجتمعات، بل في بعض الأحيان قد يدفع أهل الزوجة نسبة أعلى في تأسيس بيت الزوجية.

وما يحدث في بعض المجتمعات هو أن الزوج وأهل الزوجة يتقاسمان نفقات الزواج، وهذا يعني وفقًا لأهل الزوجة أنها زواج العمر لكليهما، فعلى الزوج التصريح بوضوح أنه قد يعدد فيما بعد؛ لأنه قد يكون للزوجة أو أسرتها رأي آخر.

 لكن ما يحدث بعد أن اتفقا ضمنًا على أن زوجته زوجة العمر، وأنه لم ولن يرى غيرها، بعد بضع سنوات قلائل يجد بعض الأزواج رغبة شديدة في التعدد، احتماءً بالتشريع الإلهي الذي لا يمكن إنكاره، فهو أمر واضح وصريح لا تأويل فيه ولا شبهة تفسير مغاير.

لكن يجب على الزوج الذي أراد التعدد محتميًا بالتشريع الإلهي أن تكون بدايات زيجته الأولى أيضًا خاضعة للتشريع الإلهي فيما يخص نفقات الزواج التي هي شرعًا على الزوج، وإعداد مسكن الزوجية لا يعني حرمان الزوجة من مهرها الذي في غالب الأحوال يكتب على الورق فقط في بعض المجتمعات.

قد يعجبك أيضًا لا ضرر في الضرائر.. هل تعدد الأزواج بالنسبة للرجال طريق للنجاح؟

علاقات ما قبل الزواج

في حياتكما الزوجية إذا كنت أيها الزوج لك رغبة في التعدد، فعليك أن تطبق شرع الله في مالها، فلا يحق لك أن تقاسمك نفقات الحياة المالية وأعبائها؛ لأنها حينما تفعل ذلك يكون ذلك استنادًا إلى أنها زوجتك الأولى والأخيرة، وإنك لا تفكر في التعدد؛ لأنها بالنسبة لك كل شيء، لذلك تجتهد الزوجة بكل مالها.

فهي قد تنفق من مالها الخاص في سبيل أي أمر خاص بها وبالبيت أو إنقاذ أي عثرة مالية يتعرض لها بيت الزوجية، لكن لو جال في خاطرها أنك في أي وقت قد تتزوج بأخرى، هل تنفق من مالها الخاص في البيت بالحماس نفسه؟ 

فمن باب أولى إخبارها أن التعدد فكرة موجودة قد تحدث في أي وقت، فإن رغبت في الإنفاق فلا شيء عليك إن كان الإنفاق عن طيب خاطر.

إذا أردت أيها الزوج أن تعدد عدّد، لكن يوجد شرطٌ لم تفرضه عليك الزوجة، لكن فرضه عليك رب العالمين، وهو ألا تكون لك صاحبة ثم بعد مدّة من الزمن  تكون هي زوجتك الثانية.

فعلاقتك بالنساء محدودة فهي دائرة مغلقة ليس فيها إلا زوجتك وأمك وجدتك وأختك والخالة والعمة، ومما حدده الشرع فقط، وإذا أردت التعدد فمرحبًا بك، لكن دون أن تكون لك صاحبة طفولة أو قريبة كأختي في المشاعر أو هي صديقة عمل أو معرفتي بها لا تتعدى وسائل التواصل الاجتماعي.

لأن رب العالمين حدد لك المحارم من النساء، أما غير ذلك يكون في دائرة النساء الأجنبيات عنك، ولو وُجِد داعٍ للتعامل يكون لحاجة ما، فإذا قُضيت تلك الحاجة يتوقف التعامل بينكما.

أما ما يحدث في أرض الواقع إلا ما رحم ربي هو أن الزوج تكون له علاقات كثيرة ما بين قريبة وزميلة عمل وتجاوزات لا يرضى عنها الله، ثم بعد مراسلات كثيرة ولقاءات ومشاعر بينهما يتم إشباعها أكثر وأكثر، تجيء فكرة التعدد، والمبرر (هذا شرع الله)، وهي كلمة حق أُريد بها باطل؛ لأن شرع الله ينافي البدايات الأولى لتك العلاقات.

لا يا عزيزي المعدد، في شرع الله أنت مثلك مثل المرأة لا يجوز لك أن تكون لك صاحبة تساعدها في أمر ما حتي ولو علمت زوجتك؛ أي إنه لا علاقات خارج إطار الزواج.

قد يعجبك أيضًا نصائح مهمة لاختيار شريك الحياة

معرفة الزوجة الأولى

أما أن تقيم علاقات في العمل أو بحكم قرابة أو جيرة؛ لأن العرف المجتمعي السائد أنك رجل لا يُعِيبك ذلك، فلا يا عزيزي الزوج أنت في هذه الحال تجاوزت شرع الله الذي تنادي به، فهل معظم الأزواج يلتزم بذلك الإطار المحدد في العلاقات بالنساء الأجنبيات عنه؟

فما أُفسدت الكيانات الأسرية إلا باستسهال العلاقات خارج منظومة الزواج؛ لأن الإنسان بطبعه يمل من الرتابة.

وأخيرًا عزيزي الزوج المعدد، مبارك عليك التعدد إن أردت، فلا مانع لك ما دمت تستطيعه.

عزيزي الزوج المعدد: زوجتك الأولى تعرف أن موافقتها ليس شرطًا لصحة عقد زواجك، لكن هل من الصواب أن تخفي عليها خبر زواجك بحجة أن ما تفعله ليس حرامًا، بل هو عين الحلال؟

وهل كذبك على زوجتك وشريكة دربك في الحياة هو الحلال، حينما تسألك أين كنت فتكذب عليها وأنت في بيتك الآخر؟  

دعك من ذلك، أليس الكذب هذا لا يرضي الله؟ ألم يُحرمه الله؟

هل من العدل عزيزي الزوج المعدد أن تتفاجأ زوجتك بوجود أخ أو أخت لأولادها بالصدفة أو بعد وفاتك!  وفي النهاية تُظلم الزوجة بأنها ترفض التعدد وهو أمر إلهي.

والله أنتم السبب الأكبر في الهلع الذي يصيب أي زوجة من مجرد طرح فكرة الزواج بامرأة أخرى.

ولا تنس أيها الزوج المعدد إن كانت زوجتك قبلت وتعايشت مع التعدد أن تعطيها حقوقها كافة، وأن تعدل بينها وبين زوجتك الثانية في المسكن والملبس وجميع أمور الحياة، فهل أنت دائمًا تلتزم بذلك؟

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة