زواج المراهقين.. كيف تؤثر مرحلة الشباب في الحياة الزوجية؟

أسئلة قديمة بلا أجوبة

قالت له:

- لماذا تظن نفسك مهمًا إلى هذا الحد؟ لماذا تظن أن الجميع يجب عليه إسعادك؟

رد عليها ممتعضًا:

- ومن أنتِ حتى تحددي من أنا ومدى أهميتي؟

من الوهلة الأولى قد تعتقد أن هذا شجارًا بين عميل ونادلة في أحد مقاهي مصر الجديدة، لكن في الحقيقة كان هذا شجارًا بين زوجين مر على زواجهما ما يفوق العشرين عامًا، لكن دعنا نعود بالزمن عشرين عامًا، حين اصطدم الاثنان تحت اسم الحب وتحت مخدر العشق.

اقرأ أيضًا: رأي الناس والمجتمع في زواج الصالونات

خيوط الفشل: قصص خطوبة وزواج في عالم النرجسية والأفكار النسوية

هذا أحمد محاسب ماهر، تعد الأرقام لعبته الأسهل، فلا تتعجب إن قلت لك إنه يختلس جزءًا من أموال الشركة لحسابه، بل يجعل الجميع تحت طوعه أيضًا، والآن لننتقل إلى مريم، شابة في مقتبل عمرها، يراها أصدقاؤها أجملهم، ولأنها أجملهم لا تلطخ يديها بأي مما يُسمى شغل البيت، يحبها أبوها جدًّا، وهي تحبه إلى درجة أنها تقنعه أنها تقابل ريم صديقتها مرتين في الأسبوع، لكنها تقابل محمود، ولنكون صريحين، هل هذا يمثل فارقًا؟ 

على كل حال التقى أحمد بمريم في منزل مريم بعد كثير من الترتيب من الطرفين، وكثير من الكعك ومشروبات الصودا التي تجعلك تتجشأ كثيرًا.

لماذا يحضرونها في مثل هذه المناسبات؟ لنعد إلى قصتنا، اتفق الأهل، وتمت خطبة مريم وأحمد، وأطلق عليها أصدقاء مريم خطوبة صالونات، وشرع محمود يوبخها كيف تركته من أجل ذلك الشاب السمين الذي اسمه أحمد، وأردف محمود يصفه بما لا يصح ولا ينبغي له.

كانت خطوبة الاثنين شيئًا كلاسيكيًا؛ أي مجانين، نحن حتى نتعرف إلى بعضنا البعض في الخطوبة؟ دعنا نمضيها في كثير من النزهات والمقاهي والأغاني، ثم بعد سنتين، تزوج كل من أحمد ومريم.

نعم، أحمد النرجسي الذي لا يرى إلا نفسه، ولا يجد حرجًا في سرقة الأمانة، ومريم التي تلطخت بالأفكار النسوية التي تخبرها أنها غير ملزمة، وأن الرجال جميعهم حمقى، عدا أصحاب الشعر الأصفر والعيون الزرقاء بالطبع! ويا له من مزيج متوقع له كل أنواع الفشل.

اقرأ أيضًا: زواج التجربة.. الفرصة الأخيرة لإنقاذ الحياة الزوجية

فخ الحب والخيانة: رحلة أحمد ومريم بين الأوهام والواقع

في بداية الأمر كجميع الزيجات كانوا فراشتين في بستان الحب كأنهم لا يخطئون، لكن سرعان ما بدأت هذه الهالة في الاختفاء، وجاء دور الوحش الأعظم، مريم أصبحت حبلى، والآن على أحمد أن يكون إلى جانبها دائمًا، أليس هذا ما يحبه؟ وهي التي أصبحت تكره كل شيء كأنها أول من تحمل في شارعهم.

وضعت مريم حملها ليأتي محمود إلى الدنيا، ولا تسألني لماذا سمته محمود، أتوقع أنك أكثر ذكاء من هذا، ولأن العرف المصري لا يكتفي بطفل واحد وإن استحالت المعيشة، فجاءت منى ومنير.

ومرت السنون، ومع الانفتاح التكنولوجي أصبح كل من الأبوين أحمد ومريم يهربان من بعضهما بعضًا، فأحمد يشاهد تلك المقاطع القصيرة التي تتراقص فيها النساء اللواتي لا يضعن للآخرة بالًا حتى ينام مغشيًا عليه على الأريكة، أما مريم فقد تعرفت إلى مدرب السباحة الذي يعلم منى السباحة في النادي، كان المدرب اسمه محمود، ويا لرونق الاسم على أذني مريم. 

بدأ الأمر بتسجيل رقمه على هاتفها حتى تتيقن أن منى على الطريق الصحيح، وسرعان ما بدأت تنشر صورها حتى يتسنى لمحمود أن يراها.

اقرأ أيضًا: تعدُّد الأزواج وتقلبات المزاج

خفايا الحياة: خيانة وتظاهر في ظل الحب

دعنا نرى الصورة من بعيد، محمود لا يراها إلا سيدة غنية تبلغ الأربعين، وتهيم به، فرصة ذهبية للثراء الفاحش أليس كذلك؟ مرت الأيام وعلاقة أحمد بهاتفه تزداد وتقوى، وعلاقة مريم بمدرب السباحة، فقد أصبح كل منهما لا يرى الآخر كما هو، بل يراه أقل من المطلوب، فمريم لم تعد تلك الرشيقة، وأحمد يسيطر على شعره اللون الأبيض.

لنرى الصورة بمنظور أبعد، قد لا يكتشف أحمد خيانة مريم، وقد تمر الأيام ولا يحدث شيء، وقد لا تعلم مريم ماذا يشاهد أحمد على هاتفه، لكن ألم يكن هذا ما يفعلانه أصلًا؟ ألم يكن أحمد يختلس من أموال الشركة والآن يختلس النظر؟ ألم تكن مريم تقابل محمود سرًا دون علم والدها؟ حتى إن علم هذا لا يعطي أي إجازة شرعية، والآن تقابل مدرب السباحة ذلك سرًا؟

اقرأ أيضًا: زواج تحت الأنظار.. قصة قصيرة

عندما يسرق المراهقون النضج: دروس في الحياة والمشاعر

أتَرى ما المشكلة؟ المشكلة في مراهقين تزوجا وأعادا تمثيل مراهقتهما الطائشة، المشكلة في زوجين مدّا أعينهما إلى ما لا يملكان فخسرا ما يملكان، ولا أجد نهاية لهذه القصة أفضل من قول الله تعالى: {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ ۚ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ}.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة