يتمتع كتاب "ولد لكي يركض"، الذي ألفه "كريستوفر ماكدوجال"، بشعبية واسعة ومكانة تصل إلى التقديس في عالم المهتمين برياضة الجري.
قد يعجبك أيضًا الجمباز ..رياضة منزلية مذهلة في ظل ظروف كورونا
حقيقة رياضة الجري
ولكن الكتاب أدى إلى بعض المعتقدات التي لا أساس لها من الصحة، مع تجاهل الحقائق بطريقة مريبة.
وعلى سبيل المثال، ذكر الكتاب أن أحذية الجري الحديثة -ذات الكعب المبطن المرتفع- اخترعها بيل بويرمان، المؤسس المشارك لشركة "نايكي"، في عام 1972.
ما مكن العدَّائين وهواة الجري من الهبوط على كعوبهم وإطالة خطواتهم بطريقة غير طبيعية، ويرجح الكتاب أن هذا السبب الرئيس لمعظم الإصابات التي تحدث للعدائين.
ويعتقد هواة الجري أن الخطر يكمن في الوقوع ضحية للأفكار الراسخة التي يعتقدها كثيرون أمورًا مسلمًا بها، والانسياق وراء الأساليب التسويقية لشركات الأحذية، لأن الحقيقة تشير إلى أن المهم هو أن يتمتع الهواة بأسلوب جري سلس وطبيعي، والهبوط برفق على منتصف القدم، والانطلاق برشاقة من جديد.
وهو ما يدعم فكرة أن الأحذية أو عدم وجودها ليس هو العامل الحاسم في الجري برشاقة، بل هو أسلوب الجري نفسه.
يعرف الطفل ذو القدم المسطحة غريزيًا كيفية الجري دون أي تدريب، وهذا صحيح بالنسبة لمعظم الأطفال، ولكن التدخل في أنماط الحياة الحديثة هو ما يفسد أجسادنا ويجعلنا ننسى كيفية استخدامها بطريقة صحيحة.
ويصبح كثيرون غير نشيطين، ويهملون التصميم الطبيعي لأجسامنا، ونحن نلوم أحذيتنا ومصنعيها خطأً على مشكلاتنا، مع افتقارنا إلى المعرفة حول كيفية المشي والركض بطريقة صحيحة، في حين شوَّهت شركات الأحذية الحقائق للترويج لمنتجاتها.
قد يعجبك أيضًا الرياضة وأهميتها لجسم وعقل الانسان
إصابات الجري تعود إليك أنت
أسلوبك في الجري وكيفية استخدامك جسمك، أو حتى إساءة استخدامه، هو المسؤول عن إصابات الجري، وهذا قد يؤدي إلى اختلالات في العضلات.
إضافة إلى ذلك، يمثل الإفراط في التدريب أكثر من 80% من الإصابات، وعندما لا تتأثر أجسادنا بعد ببيئتنا الحديثة وإعلانات الشركات، يمكننا أن ندفع أنفسنا إلى أقصى إنجاز ومتعة دون التعرض للإصابة.
ومع ذلك، إذا لم نكن نشيطين لمدة عقد أو أكثر، فسرعان ما تنسى أجسادنا ما ولدنا طبيعيًا لعمله، ويصبح من الضروري أولاً معالجة أي اختلالات في العضلات قبل الاندفاع إلى الركض المكثف مرة أخرى.
وقد تساعد هذه الطريقة جسمك على أن يصبح أكثر وعيًا ويمنع الإصابات، بغض النظر عمَّا إذا ارتديت أحذية تقليدية مبطنة، أو أحذية بسيطة، أو مشيت حافي القدمين.
المبدأ الأساسي الذي يجب اتباعه هو زيادة مدة الجري تدريجيًا، فليس من الواقعي أن تتوقع نفس المستوى من القدرة على التحمل الذي كان لديك عندما كنت طفلًا صغيرًا.
ليكن هدفك زيادة الوقت الذي تقضيه على قدميك بنسبة لا تزيد على 10% في الأسبوع، وينصح بعدم التركيز على قطع عدة أميال للمبتدئين، إذ قد يؤدي ذلك إلى التركيز على السرعة قبل وضع الأساسيات.
بدلًا من ذلك، ركِّز على بناء ثقتك بنفسك عن طريق زيادة الوقت الذي تقضيه في الجري تدريجيًا، من المهم معالجة جانب واحد في كل مرة، مع اعتبار السرعة أولوية ثانوية، عليك أن تبني الشعور بالارتياح أثناء الجري، وهذا قد يستغرق عدة أشهر.
قد يعجبك أيضًا رياضة المشي... رياضة التأمل... بعض الرياضات المشهورة... الفنون القتالية... وبعض الرياضات الخطرة
بعض الحقائق عن رياضة الجري
وإليك بعض الحقائق التاريخية التي تجاهلها ماكدوجال، أو لم يكن يعرف عنها:
أولًا
إضافة كعب من المطاط لأحذية الجري لم تكن في منتصف الستينيات، يوجد إعلان عمره أكثر من 100 عام من شركة أمريكية.
يعرض صورة لبطل الماراثون الأولمبي لعام 1908، جوني هايز، يصافح صاحب الشركة، همفري أوسوليفان ويوضح التعليق على الصورة أن هايز أبلغ سوليفان أن الأحذية التي فاز بها في الماراثون الأولمبي كانت تحتوي على كعب أوسوليفان من المطاط، وأضاف: "أرتدي هذه الأحذية دائمًا في سباقاتي".
ثانيًا
وقع المؤلف في الفخ الشائع جدًا للعلاقة المربكة مع السببية، لأن حقيقة أن ظهور أحذية نايكي وأحذية الجري الحديثة وتزامُن ذلك الظهور مع انتشار إصابات الجري، لا يعني أنها السبب.
ثالثًا
إضافةً إلى ذلك، فإن الجري حافي القدمين، وهو الجنون الجديد الذي تحول إلى موضة في عالم الركض، يأتي مع مخاطر جديدة، بما في ذلك الإصابات التي كانت نادرة في السابق للعدائين الذين يرتدون أحذية تقليدية.
مارس 23, 2023, 3:27 ص
يجب الاهتمام بفقدان الوزن الزائد
إن لقدميك عليك حقا
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.