رونالدينيو ساحر الكرة من شوارع البرازيل إلى أسطورة كرة القدم العالمية

في عالم كرة القدم الساحر، قلّما يظهر لاعب يمتلك القدرة على خطف الأنفاس بلمسة واحدة، أو تحويل المستحيل إلى ممكن بابتسامة وعرض كروي فريد، هذا هو رونالدو دي أسيس موريرا، المعروف بـ(رونالدينيو) الأسطورة البرازيلية الذي فاز بكأس العالم والبالون دور.

في هذا المقال دعونا نتعمق في قصة هذا الساحر الذي لم يغير تاريخ كرة القدم فحسب، بل زرع البهجة في قلوب الملايين في أنحاء العالم.

ميلاد ونشأة رونالدينيو

ولد في عام 1980 ونشأ في أحد الأحياء الفقيرة ببلاده، ليصعد من رحم المعاناة نحو قمة المجد الكروي، بفضل شغف والده بكرة القدم الذي كان لاعبًا هاويًا ومعلمًا له في شوارع الحي، تكوَّنت موهبة رونالدينيو الفذة في المراوغة واللعب الممتع.

ولد رونالدينيو  في عام 1980 ونشأ  في أحد الأحياء الفقيرة ببلاده ليصعد من رحم المعاناة نحو قمة المجد الكروي

بداية رحلة احتراف رونالدينيو من غريميو إلى العالمية

لم يقتصر تألق رونالدينيو على شوارع الحي، بل بدأ احترافه الكروي في سن مبكرة بانضمامه إلى نادي غريميو البرازيلي في مدينة بورتو أليغري. وعلى الرغم أن غريميو لم يكن من الأندية الكبرى آنذاك، فإن مهارات رونالدينيو الاستثنائية في المراوغة وسرعة بديهته لفتت الأنظار إليه بسرعة مذهلة.

في عام 1999، سجل رونالدينيو 23 هدفاً في 48 مباراة مع غريميو، ما جعله محط أنظار كشافي المواهب الأوروبيين، ولم يستغرق الأمر طويلًا حتى أصبح محط اهتمام الجماهير وكشافي المواهب، لينتقل بعدها إلى عالم الاحتراف الحقيقي في القارة العجوز، وتبدأ رحلته الأوروبية التي حوّلته من نجم محلي إلى أيقونة عالمية.

التوهج الأوروبي.. قمة المجد مع باريس سان جيرمان وبرشلونة

كانت وجهة رونالدينيو الأولى في أوروبا هي نادي باريس سان جيرمان الفرنسي فلعب من عام 2001 إلى 2003، وقدم أداءً استثنائياً ومهارات لم تكن معهودة في الملاعب الأوروبية كلها، خلال موسمين مع النادي الباريسي، سجل 25 هدفاً في 77 مباراة، لم يكن تألقه هناك وميضًا فقط، بل كان تمهيدًا لوصوله إلى قمة المجد والشهرة.

كانت وجهة رونالدينيو الأولى  في أوروبا هي نادي باريس سان جيرمان الفرنسي فلعب له من عام 2001 إلى 2003

انتقل الساحر البرازيلي بعدها إلى أحد أعظم الأندية في العالم، نادي برشلونة الإسباني الذي يُعد من أقوى أندية أوروبا والعالم حتى يومنا هذا، بصفقة بلغت قيمتها نحو 30 مليون يورو، في برشلونة، بلغ رونالدينيو ذروة تألقه، وأعاد للنادي الكتالوني بريقه ومكانته بين عمالقة القارة بعد مدة من التراجع.

لم تقتصر مسيرته الأوروبية على برشلونة وباريس سان جيرمان، فقد مر أيضًا بعدد من الأندية الكبرى، كان أبرزها نادي إيه سي ميلان الإيطالي الذي انضم إليه في 2008، وفاز معه بالدوري الإيطالي في موسم 2010-2011.

إنجازات رونالدينيو.. تتويجات فردية وجماعية

تُوجت مسيرة رونالدينيو بإنجازات بارزة عدة، سواء على الصعيد الفردي أو الجماعي:

مع برشلونة

حصل على لقب الدوري الإسباني مرتين في موسمي 2004-2005 و2005-2006.

أدى رونالدينيو دورًا كبيرًا  في فوز برشلونة بلقب دوري أبطال أوروبا عام 2006 في النهائي ضد أرسنال

أدى دورًا كبيرًا في فوز برشلونة بلقب دوري أبطال أوروبا عام 2006، في المباراة النهائية ضد أرسنال. كان الأب الروحي ونموذج الإلهام لعدد من النجوم الصاعدين آنذاك، وعلى رأسهم ليونيل ميسي الذي وصف رونالدينيو بأنه (المعلم) الذي ساعده على التطور.

اُختير واحدًا من أهم أساطير النادي الكتالوني، وما زال يُذكر بفضله في عودة برشلونة إلى مصاف الأندية الأقوى عالميًا.

على صعيد المنتخب البرازيلي

كان جزءًا أساسيًّا من الجيل الذهبي الذي توج بلقب كأس العالم عام 2002 في كوريا الجنوبية واليابان، وسجل هدفًا شهيرًا ضد إنجلترا في ربع النهائي.

فاز بلقب كأس القارات للمنتخبات

حقق لقب كوبا أمريكا مرة واحدة مع منتخب بلاده في عام 1999 قبل انضمامه لباريس سان جيرمان.

حصد رونالدينيو أهم الجوائز الفردية، فقد حصل على لقب أفضل لاعب في العالم في مسابقة الفيفا مرتين متتاليتين، في عامي 2004 و2005، وجائزة الكرة الذهبية (البالون دور) عام 2005؛ ليؤكد بذلك سيطرته عرش كرة القدم العالمية.

نهاية مسيرة رونالدينيو وتحديات خارج المستطيل الأخضر

مثل معظم أساطير كرة القدم، تراجع مستوى رونالدينيو مع تقدمه في العمر، وبعد مسيرة طويلة استمرت أكثر من 17 عامًا في الملاعب، انتقل إلى عدد من الأندية البرازيلية مثل فلامينغو وأتلتيكو مينيرو، قبل أن ينهي مسيرته الكروية رسميًّا في عام 2015، حيث لعب آخر مباراة رسمية له مع نادي فلومينينسي، تاركًا خلفه إرثًا كرويًّا لا يُنسى.

دخل رونالدينيو السجن مدة 171 يومًا  في الباراجواي هو وشقيقه روبرتو دي أسيس موريرا عام 2020 بتهمة تزوير جواز السفر

وعلى الرغم مسيرته اللامعة، واجه رونالدينيو بعض التحديات خارج المستطيل الأخضر، ففي إحدى القضايا، تورطت شركة استثمارية برازيلية باسم (كي رونالدينيو 18) في عمليات احتيال واسعة النطاق، فأوهمت عددًا كبيرًا من الأشخاص بالاستثمار في العملات الافتراضية مستغلة اسم اللاعب. وعلى الرغم من نفي رونالدينيو لأي انتساب لهذه الشركة ورفعه دعوى قضائية لاستغلال اسمه دون موافقته، فإنه واجه تحديات قانونية أخرى. فقد دخل السجن مدة 171 يومًا في الباراجواي هو وشقيقه روبرتو دي أسيس موريرا في عام 2020، بتهمة تزوير جواز السفر، وأُفرج عنهما بعد دفع كفالة مالية قدرها 200 ألف دولار أمريكي.

يبقى رونالدينيو لاعبًا استثنائيًّا في تاريخ كرة القدم، ليس فقط لمهاراته الفذة وأهدافه الخارقة، بل لأنه أعاد للعبة بهجتها ومتعتها. كان يرى في كرة القدم فناً، وقدم عروضاً كروية نادرة جعلته محبوب الجماهير في أنحاء العالم، من الأحياء الفقيرة في البرازيل إلى قمة المجد الأوروبي والعالمي، قصة رونالدينيو هي إلهام لكل من يحلم بتجاوز التحديات وتحقيق المستحيل، فهل تتفقون معنا أنه كان ساحرًا حقيقيًّا في عالم كرة القدم؟ وما هي أجمل لحظة تتذكرونها لهذا الأسطورة؟ شاركونا آراءكم في التعليقات!

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة