إعلان مجلة فرانس فوتبول عن الفائز بالكرة الذهبية غالبًا ما يثير كثيرًا من الجدل، فقد تتباين الآراء بين المؤيدين والمعارضين لاختيار الفائز.
في 29 أكتوبر 2024، أعلنت المجلة الفرنسية الشهيرة فوز لاعب مانشستر سيتي الإسباني رودريغو هيرنانديز كاسكانتي -المعروف بـ"رودري"- بجائزة أفضل لاعب في العالم عام 2024.
جاء هذا الإعلان عكس التوقعات التي كانت تميل نحو فوز لاعب ريال مدريد البرازيلي فينيسيوس جونيور.
اقرأ أيضًا صراع الكرة الذهبية 2024.. من يفوز بالذهب؟
هل رودري يستحق الجائزة؟
وقد انقسمت آراء مشجعي كرة القدم في أنحاء العالم بين من يرى أن رودري استحق الجائزة بجدارة، وآخرين يعتقدون أن فينيسيوس كان الأكثر استحقاقًا.
لكن يبقى السؤال الأكثر إثارة للجدل: هل كانت الجائزة مستحقة لرودري، أم أن فينيسيوس جونيور كان الأجدر بها؟
في البداية دعونا نتفق أن اختيار أفضل لاعب ليكون أفضل لاعب للعام أو تفضيلك للاعب عن لاعب آخر هو أمر نسبي بحت، يختلف من شخص لآخر، ومن معيار لآخر.
وبتطبيق هذا الاتفاق على عام 2024 فإن فوز "رودري" بجائزة الكرة الذهبية هو فوز مستحق. وإذا كان قد فاز "فينسيوس" بالجائزة فكان سيكون أيضًا فوزًا مستحقًا؛ فكلا اللاعبين قدما موسمًا استثنائيًا ومميزًا.
نقلًا عن موقع SPORT Bible وموقع Essentially Sports إليكم مقارنة بين رودري وفينيسيوس بناءً على إحصائيات موسم 2023-2024:
لقد لعب "فينسيوس" -الذي يلعب جناحًا مهاجمًا أيسر- عدد 49 مباراة، أحرز خلالها 26 هدفًا، وقدم تمريرات حاسمة بواقع 11 تمريرة، وكانت النسبة المئوية للفوز بالمباريات في وجوده 65%، فلقد فاز في 32 مباراة.
حقق "فيني" 4 ألقاب رفقة نادي ريال مدريد الإسباني، وهما الدوري الإسباني، وكأس ملك إسبانيا، كأس السوبر الأوروبي، دوري أبطال أوروبا، ولم يحقق ألقابًا مع منتخب البرازيل في هذا الموسم.
اقرأ أيضًا اللاعبون الذين حصلوا على جائزة الكرة الذهبية عبر التاريخ
تاريخ رودري الكروي
ولعب "رودري" -الذي يلعب لاعب وسط ميداني دفاعي- عدد 63 مباراة، أحرز خلالها 12 هدفًا، وقدم تمريرات حاسمة بواقع 14 تمريرة، وكانت النسبة المئوية للفوز بالمباريات في وجوده 79%، فلقد فاز في 50 مباراة.
حقق "رودري" 3 ألقاب هذا الموسم، لقبين رفقة مانشستر سيتي الإنجليزي، وهما الدوري الإنجليزي الممتاز، وكأس العالم للأندية، ولقبًا مع المنتخب الإسباني وهو بطولة أمم أوروبا 2024 (اليورو) وحصل أيضًا على جائزة أفضل لاعب في هذه البطولة.
وقد أصبح رودري أول لاعب في تاريخ مانشستر سيتي يفوز بالجائزة، ويُعد أيضًا أول لاعب يلعب في مركز رقم 6 (الوسط الدفاعي) يحقق جائزة الكرة الذهبية.
وهنا سأتوقف قليلًا، فمثلما انتصر مركز اللاعب المدافع بفوز "فابيو كانافارو" بالجائزة في عام 2006، أجد أيضًا انتصارًا لهذا المركز الذي لطالما قالوا عنه لقب "الجندي المجهول"؛ نظرًا لأدوار هذا المركز في الملعب؛ حيث يلعب أمام المدافعين.
وتكون مسؤوليته الرئيسة حماية خط الدفاع، وقطع الكرات وتدمير هجمات الفريق، وأيضًا تبدأ به مرحلة بناء اللعب.
فيحافظ على توازن الفريق بين الدفاع والهجوم، فيساند في الدفاع عندما يفقد الفريق الكرة، ويصعد للأمام لدعم الهجوم عند الاستحواذ.
وهو الدور الذي يجعله لا يلاحظه المشاهدون والمتابعون كثيرًا، ولا يشعرون بأهميته؛ فهو لا يحرز أهدافًا كثيرة كالمهاجم (اللاعب رقم 9)، ولا يصنع تمريرات حاسمة كثيرة كصانع الألعاب (اللاعب رقم 10)، على الرغم من أهمية الدور الذي يقدمه.
اقرأ أيضًا كريم بنزيما نجم ريال مدريد يفوز بالكرة الذهبية
رودري أم فينيسيوس؟
وبعد فوز رودري بالجائزة وما حققه رفقة ناديه ومنتخب بلاده من أهداف وتمريرات حاسمة وقيادة خط الوسط الميداني دفاعًا وهجومًا بكفاءة عالية، فلقد جعله المسهم الأبرز والأهم في الفوز بالبطولات لناديه ومنتخب بلاده.
فلم يعد الآن هذا المركز جنديًا مجهولًا بل معلومًا للجميع من أرقام وإحصائيات في مختلف عناصر اللعب.
ولقد كنا جميعًا نشعر بتأثيره في أداء الفريق الإنجليزي والمنتخب الإسباني في كل مباراة كان يغيب عنها رودري.
كل هذا الحديث عن رودري لا يقلل إطلاقًا مما حققه فينيسيوس من إنجازات الموسم الماضي رفقة ريال مدريد.
فلقد كان حاسمًا في كثير من المباريات المهمة والصعبة، وقدم أداءً فرديًا هو الأفضل بين اللاعبين؛ فتجد مع فيني السرعة والمهارة والمراوغات والأهداف، كل هذه الأشياء وأكثر، وكان له دور مؤثر في فوز ريال مدريد بالبطولات؛ لذلك فإذا كان أيضًا قد فاز فيني بجائزة الكرة الذهبية فستكون أيضًا مستحقة.
في النهاية كما تعلمون فإن اختيار الفائز بالجائزة يأتي بتصويت عدد من الصحفيين الرياضيين المرموقين في أنحاء العالم، ويشارك أيضًا في التصويت منذ عام 1995 الكابتن والمدرب للمنتخبات الوطنية.
واختيار الفائز بالكرة الذهبية قرار يظهر الأداء الاستثنائي طوال العام، والفائز بها في 2024 كان رودري، الذي حقق بجدارة توازنًا بين الدفاع والهجوم. فهنيئًا للفتى الذهبي لهذا العام.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.