كان كمن حفّه الظلام واختاره ولم يجد غيره ليؤنسه ويجاوره..
وتخيّل أن يختارك الظلام ملجأ ولكنه تأقلم مع صعوبة وعسر المنال إلّا إنه عزم أن يكون له خير الرفيق وفي انتظار أن يطفئ ملأ ما في قلبه من نور ليخلص له ويكون على العهد الجديد كمن سار مهتدياً لوحده..
يظنه الأنام أنه لوحده ولكنه بصديق برفيق لا يرفق ولا ينظر بعين الرحمة لمن خان عهده، وتذكر يوم أن كان مشعّاً مضيئاً وكأنه ابتلع القمر في جوفه وصار يألف الشروق ولكن عهده الأول إلى الفناء..
والآن هو في ذمة الظلام الذي حجب عنه أيامه وذكرياته وأحبابه وأحلامه تجلّت كل تلك الأمنيات المشروعة له سابقاً بالبعد عنه فرق الظلام بينه وبين ذاته أولاً، ومن ثم بينه وبين كل من كان سبباً في إضافة شيء من طعم الحياة إليه وما عليه الآن إلّا أن يعلن أنه لا أمل في أول وهلة حُجب عنه ما كان يعقد عليه الأمل في سبل النجاة..
ولكن ها قد تيبس فؤاده وتيأس مع أنه لم يختر أن يكون يومًا حصادا لعتمه لكنه صار كمن خانه النور مرّة واحدة واكتفى بظلامه إلى الأبد..
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.