في هذه القصيدة، يرسم الشاعر بريشة المطر لوحة من التأمل والدهشة، فتتحول الغيوم من رموز للضياع والتشتت إلى منابع رجاء وانتصار، وبين الأرض والسماء، يصير السحابُ نداءَ وعدٍ بالخلاص، والمطرُ دواءً روحيًا يشفي جراح الشعوب، لا سيما في إفريقيا التي خُتمت بها القصيدة بنداء الحياة.
أدنى السحاب انتظارَا وصار منه انتصارا
وحين ألقى اعتصـارا أعاد روحَ الحــيارى
وأين تمضي غيـــــومٌ وقد أتتْها النجــــومُ؟
وحين ماتت غمــــــومٌ أعادَ روحَ الصحارى
نزولُ غـــــــيثٍ حثيثٍ أتى بطبٍّ مغـــــيثِ
ومنه حلو حـــــــــديثٍ أعاذ نفْسًا غبـــــارا
دعوى انتصار انتظارا والخيرُ كان مثــارا
والغيثُ صـــــار مُدارا في حين أنهى افتقارا
أذابَ غيثٌ شكـــــــوكا في حين ينحو سلوكا
بلَّ الصدى ليحــــــوكا خيرًا كثيرًا افتخارا
عسى السحابُ يقـــولُ: يا أرضُ إني حلولُ
وما هناك فضــــــــولٌ لذاك يطوي خسارا
إفريقيـا يا رخـــــــــــاءً أعطيتِ خلقًا سخاءَ
كفيتِ فقرا رجــــــــــاءً جاورتِ خيرًا جِوارا
قصيدة «حين يُنبتُ الغيمُ انتصارًا» ليست تمجيدًا للمطر، بل هي تمجيد لقدرة الانتظار على التحوّل إلى رجاء، وقدرة اليأس على الانقلاب إلى ولادة جديدة، إنها مرآة لصوت داخلي يؤمن بأن الخير سيأتي، ولو متأخرًا، ومعه يجيء الشفاء.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.