رواية "مكعب روبيك"ج6.. روايات عربية

هناك هدوء ما قبل العاصفة وهناك هدوء ما بعد العاصفة، فإن كان هدوء ما قبل العاصفة نذير شؤم فإن هدوء ما بعدها هو نتاج للخراب الذي خلفته.

أن تنظر لما كان سابقًا مصنعًا للحديد، وقد تحول لكومة من الحجارة المتناثرة في كل مكان، وتلك الكتل الضخمة من البناء قد سقطت من الأعلى وأعمدة التسليح التي كانت داخلها تجعلها شبه معلَّقة في الهواء، آيلةً إلى السقوط في أي لحظة، الهواء ثقيل مشبع برائحة الموت، والأرض قد تناثرت عليها بُقع ورشقات الدماء.. 

وراؤول كان هناك، ممددًا جثة هامدة، لقي حتفه بأعين مفتوحة وسلاح رشاش في يده 

وقف المحقق فادي يتأمل الخراب الذي حل في مصنع الحديد بعد أن تقاتل وحشا مدينة كوادروم إيليا وراؤول.

رمى عقب السيجارة على الأرض وداسه بقدمه ثم قال: اللعنة! إذا لقد حصل الأمر!  مع أنني تمنيت نهاية إيليا. 

كان المحقق فادي على علم بوجود معركة بين راؤول وإيليا ستحصل، كان بإمكانه إنهاء الأمر قبل حدوثه وجعل رجال الشرطة تحاصر المصنع حتى قبل بدأ جبهة النار بينهما، لكنه آثر البقاء متفرجًا على هذه المسرحية التي سينهي فيها مجرم حياة مجرم آخر أو سينهيان حياة بعضهما. 

اقترب المحقق بخطواته الثقيلة نحو جثة المجرم الميت ، نزل إلى مستواه وخاطبه بينما يُغلِقُ له عينيه التي سُحِبَت منهما الحياة وقال: التعامل معك كان ليكون أسهل، لكنها مشيئة القدر، ارقد بسلام أيها التعس.. 

نهض ونظر حوله... لا أثر لإيليا المنتصر، لكنه يعلم تمامًا أين يكون. 

مشى خارج المكان الصمت والكئيب، وعيون رجاله تلاحقه، فيتجرأ أحدهم ويسأله: سيدي، ماذا نفعل الآن؟ 

ليشير بيده بينما يدخل السيارة: راؤول إلى المشرحة وبقية القتلة حاولوا التعرُّف على أسمائهم، قد يكون لأحدهم من يسأل عنه، فيقول مساعده: وماذا عن المجرم إيليا سيدي؟! 

ليرد بثقة: أنا ذاهبٌ إليه. 

ليتفاجأ المساعد ويقول بسرعة: لكن سيدي، نحتاج تعزيزات، فإيليا خطير. 

يأمر المحقق الشرطي خلف المقود بأن يشغل السيارة ثم يرد على مساعده: لا تقلق، سأعود، سأذهب للتحدث معه فقط.

ثم تأخذ السيارة بالانطلاق بعيدًا، ومساعده وبعض الرجال ما زالوا يقفون مكانهم بين الموتى والأشلاء، ليقول المساعد: كيف له أن يعرف مكانه؟! 

في مكان آخر في كوادروم تحديدًا المقاطعة التجارية، قصر راؤول، الزعيم السابق للمنطقة الشرقية.. 

جلس إيليا على أريكة حمراء مخملية، قبالة النافذة الواسعة، في يده كأس نبيذ بلون أحمر قاني وفي عقله مئة فكرة ومئة صورة، حيث قال في نفسه، قبل إحدى عشرة سنة من الآن!

كنتُ أركض بين الأحياء القذرة، هربًا من الشرطة التي تريد إعادتي لمنزلي، لم أكن خائفًا بقدر ما كنتُ أشعر بالحرية، لكن الأمور أخذت تصبح أسوأ وأسوأ لأنني كنتُ صغيرًا، من أول عمل حصلت عليه كي أشتري به ما أسد جوعي، إلى أول شجار مع من هم أكبر مني، إلى دخولي السجن مرات عديدة واستغلالي هناك من المجرمين والقتلة، ما زلت أذكر ذلك الوغد الدنيء الذي حرق رجلي بسيجارته، والرجل الذي لم يعطني أتعابي بعد أن حملت له الصناديق ستة طوابق، والليالي الكثيرة التي نمت بها جائعًا، وهربي المستمر من متحرشي الليل، والبرد القارس الذي أكل من عظامي في الزنزانة. 

ما زلتُ أذكر ذلك اليوم الذي جعلوني أنضم به قسرًا لعصابة تستغل الفتية الصغار مثلي،  وأول مهمة لي بالقتل! وكم كنت خائفًا حينها.. 

وكيف وقفت أمام نافذة منزلنا من بعيد، دون أن أستطيع طلب الدخول، فقد هددوني حينها بقتل عائلتي لو حاولت الهرب من مجموعتهم.. 

إحدى عشرة سنة! استغرقني الأمر للجلوس على أريكة مريحة بدلاً من الصناديق الخشبية وأقبية المصانع والمعامل، لمَ لستُ راضيًا ومكتفيًا؟ أنا من تهابه كوادروم الآن؟ 

لا، هذا لا يكفي، كل ذلك الكفاح أكبر مما بين يدي الآن، هذا لا يكفي، على كوادروم كلها أن تركع للألم الذي شعرت به طوال تلك الأعوام.. 

وفجأة تذكر الفتاة الشقيّة التي رآها قبل بدأ المعركة، تلك الفتاة ذات العيون الجريئة والحزينة، تذكره بعيونه التي قاومت كثيرًا عندما كان طفلًا وسط الذئاب، وتذكر ما قالته "أنا وأختك، لم يعُد لدينا من يرعانا أخي العزيز".. 

وضع النبيذ على الطاولة ونهض، فهو أصلاً لم يعتد عليه، ومشى نحو النافذة ثم خاطب السماء الواسعة "إلهي... أنت فوق كوادروم وفوق كل شيء، لقد غسلت ماضيي بالدم، لا أتطلع لمعرفة منك، أنا غارق حتى النخاع، لكني مشبع بالقوة.. ستكون أنت إله الكون، سأكون أنا إله كوادروم".. 

وبينما هو المذنب الذي يناجي ربه، كان صديقه أحمر الشعر واللحية يقف في الأسفل، ينظر إليه ويتساءل "ماذا في عقلك الآن يا إيليا؟ أنا أعرف هذه النظرة جيدًا... أنت لم تشبع بعد، أنت لم تبدأ أصلاً، طموحك وذكاؤك هو من يدفعني للبقاء بجانبك، أنت تعطيني متعةً لا مثيل لها، لنرى ماذا ستفعل لاحقًا".

ثم سيارة خاصة بشرطة كوادروم وقفت خارج الفيلا، وقبل أن يبدأ الاشتباك، علم آدم أن الشرطة ليست هنا لبدء معركة وإنما لقول شيء، فمن المستحيل أن تأتي سيارة واحدة فقط من أجل الهجوم، خصوصًا أن الاشتباك مع إيليا أصبح أمرًا خطرًا بعد قتله لراؤول..

راقب إيليا الأمر من فوق، أما آدم فقد رفع يده في الهواء وأمر رجاله بإنزال أسلحتهم والسماح لمن في السيارة بالترجل منها.. 

ضحك آدم وقام بتمسيد ذقنه قائلاً: هذا المحقق ! إما أنه متهور بلا عقل، أو شجاع بشكل منقطع النظير

تقدم دون مساعدة، على مقربة بضعة أمتار من آدم، لكنه لم يخاطبه، بل بقي ينظر بحدّة، رافعًا بصره نحو إيليا الذي فوق في الأعلى، كالنسر الذي يحرس عشه الجديد. 

وقال: هنيئًا النصر المظفر، إيليا. 

ليرد خصمه بجفاء أكبر: ما الذي جاء بك إلى هنا ؟ هل تشتهي الموت؟ 

ليرد المحقق: أنت وراؤول أفعى برأسين، قد عض أحدكما رأس الآخر وقطعه، بقي لي رأس واحد فقط. 

إيليا : فات الأوان يا صديقي، إن الأوان أقوى وأسوأ بكثير مما مضى، لمَ لا تنضم إلينا؟

ليضيف آدم: أنت وإيليا بالعمر نفسه، انظر إلى حالكما، أحدكما في الأسفل والآخر في الأعلى، ليس مجازيًّا فقط، بل فعليًّا، ماذا ستجني من سلك الشرطة؟ لا شيء، نحن الآن قوة كوادروم الأكبر. 

لم يحرك عرض آدم ورئيسه ولا حتى رمشًا في عين المحقق، بل بقي بذات الوجه الصارم البارد يسمع كلامهما، ثم خاطب إيليا قائلاً: إيليا، أنت هنا بسببي، بسبب أني اعتقلت كثيرًا من رجال راؤول قبل معركتك معه، بسبب أني اعترضت طريق شحنته قبل وصولك إليها وصادرت أسلحته كذلك. 

وقبل أن يكمل المحقق كلامه، بدأت العروق في رأس إيليا تنبض، أخرج مسدسه من جعبته وأطلق النار تمامًا بمحاذاة وجه المحقق، وبقي ذلك الشاب ثابتًا كالتمثال، وكأن ما مر بجانب أذنه اليسرى مجرد حصى صغيرة وليس رصاصة ناريّة قاتلة.. 

أطلق آدم صفيرًا ينم عن إعجابه بشجاعة المحقق فادي، وبشيء من اللامبالاة والسخرية كان يتابع ما يجري بين هذين الندين.. 

زمجر إيليا بعد أن جرح فادي كبريائه: غادر، غادر حالاً! وإلا ستسقر الرصاصة الثانية في رأسك. 

ينسحب المحقق اليافع نحو سيارته، والرجال حوله قادرون على إردائه في أي لحظة، لكن كما أن الرصاصة لم تخفه، كذلك كل هؤلاء الحراس. 

وعندما صعد آدم لعند إيليا مشى إليه قائلاً: أرأيت ذلك الوغد؟ الرصاصة لم تفزعه ولا حتى قليلاً... بالمناسبة، لمَ تركته يعيش؟

ليقول إيليا: فقط كي أثبت له بأم عينيه أنني سأحكم هذه المدينة رغمًا عن أنفه. 

يتبع..

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية

مقالات ذات صلة
سبتمبر 25, 2023, 6:34 ص - ريم عبدالله
سبتمبر 24, 2023, 7:45 م - خوله كامل عبدالله الكردي
سبتمبر 24, 2023, 11:24 ص - رشا محمد صلاح الدين عبدالله
سبتمبر 24, 2023, 8:33 ص - سومر محمد زرقا
سبتمبر 23, 2023, 8:37 ص - أسماء محمد حمودة
سبتمبر 23, 2023, 6:46 ص - خوله كامل عبدالله الكردي
سبتمبر 21, 2023, 12:26 م - آسيا نذير القصير
سبتمبر 21, 2023, 12:05 م - خوله كامل عبدالله الكردي
سبتمبر 21, 2023, 8:42 ص - تامر عز الدين سعيد
سبتمبر 20, 2023, 12:45 م - وليد فتح الله صادق احمد
سبتمبر 19, 2023, 10:26 ص - خوله كامل عبدالله الكردي
سبتمبر 19, 2023, 7:53 ص - تامر عز الدين سعيد
سبتمبر 18, 2023, 10:09 ص - خوله كامل عبدالله الكردي
سبتمبر 18, 2023, 9:05 ص - شروق محمود محمد علي
سبتمبر 18, 2023, 6:20 ص - زينب هلال
سبتمبر 17, 2023, 12:18 م - خوله كامل عبدالله الكردي
سبتمبر 16, 2023, 2:35 م - خوله كامل عبدالله الكردي
سبتمبر 16, 2023, 7:42 ص - شروق محمود محمد علي
سبتمبر 15, 2023, 12:18 م - خوله كامل عبدالله الكردي
سبتمبر 14, 2023, 3:38 م - وليد فتح الله صادق احمد
سبتمبر 14, 2023, 2:41 م - شروق محمود محمد علي
سبتمبر 14, 2023, 10:15 ص - سادين عمار يوسف
سبتمبر 14, 2023, 9:55 ص - خوله كامل عبدالله الكردي
سبتمبر 14, 2023, 8:05 ص - أسماء محمد حمودة
سبتمبر 13, 2023, 11:47 ص - خوله كامل عبدالله الكردي
سبتمبر 12, 2023, 11:03 ص - خوله كامل عبدالله الكردي
سبتمبر 11, 2023, 3:52 م - عبدالرحمن أحمد عبدربه الصغير
سبتمبر 11, 2023, 12:04 م - خوله كامل عبدالله الكردي
سبتمبر 10, 2023, 12:09 م - خوله كامل عبدالله الكردي
سبتمبر 10, 2023, 8:20 ص - خوله كامل عبدالله الكردي
سبتمبر 9, 2023, 8:02 ص - خوله كامل عبدالله الكردي
سبتمبر 9, 2023, 6:45 ص - خوله كامل عبدالله الكردي
سبتمبر 6, 2023, 12:12 م - خوله كامل عبدالله الكردي
سبتمبر 5, 2023, 2:47 م - عبدالرحمن أحمد عبدربه الصغير
سبتمبر 5, 2023, 12:17 م - خوله كامل عبدالله الكردي
سبتمبر 4, 2023, 12:09 م - ميساء محمد ديب وهبة
سبتمبر 4, 2023, 11:43 ص - خوله كامل عبدالله الكردي
سبتمبر 3, 2023, 1:05 م - عبدالرحمن أحمد عبدربه الصغير
سبتمبر 3, 2023, 10:27 ص - خوله كامل عبدالله الكردي
سبتمبر 2, 2023, 4:51 م - هشام بوطيب
سبتمبر 2, 2023, 4:02 م - خوله كامل عبدالله الكردي
سبتمبر 2, 2023, 1:51 م - سادين عمار يوسف
سبتمبر 2, 2023, 7:58 ص - خوله كامل عبدالله الكردي
أغسطس 31, 2023, 3:19 م - عبدالرحمن أحمد عبدربه الصغير
أغسطس 30, 2023, 3:48 م - ميساء محمد ديب وهبة
أغسطس 30, 2023, 11:54 ص - خوله كامل عبدالله الكردي
أغسطس 28, 2023, 1:51 م - الشاعر احمد آل عسكر الشجيري
أغسطس 28, 2023, 1:07 م - مصطفى جاد ابو العز
أغسطس 27, 2023, 12:00 م - خوله كامل عبدالله الكردي
أغسطس 27, 2023, 11:09 ص - خوله كامل عبدالله الكردي
أغسطس 26, 2023, 7:07 ص - هشام بوطيب
أغسطس 25, 2023, 6:16 م - خوله كامل عبدالله الكردي
أغسطس 25, 2023, 5:17 م - خوله كامل عبدالله الكردي
أغسطس 25, 2023, 4:33 م - خوله كامل عبدالله الكردي
أغسطس 24, 2023, 8:56 م - خوله كامل عبدالله الكردي
أغسطس 21, 2023, 6:50 م - خوله كامل عبدالله الكردي
أغسطس 21, 2023, 9:47 ص - خوله كامل عبدالله الكردي
أغسطس 20, 2023, 2:09 م - خوله كامل عبدالله الكردي
أغسطس 17, 2023, 1:07 م - خوله كامل عبدالله الكردي
أغسطس 17, 2023, 9:43 ص - محمود أحمد حسن
أغسطس 16, 2023, 2:39 م - عبدالرحمن أحمد عبدربه الصغير
أغسطس 15, 2023, 1:28 م - خوله كامل عبدالله الكردي
أغسطس 14, 2023, 1:20 م - خوله كامل عبدالله الكردي
أغسطس 13, 2023, 9:21 ص - خوله كامل عبدالله الكردي
أغسطس 11, 2023, 6:58 م - خوله كامل عبدالله الكردي
أغسطس 11, 2023, 6:38 م - خوله كامل عبدالله الكردي
أغسطس 10, 2023, 7:08 م - خوله كامل عبدالله الكردي
أغسطس 9, 2023, 6:18 م - ميساء محمد ديب وهبة
أغسطس 9, 2023, 3:41 م - خوله كامل عبدالله الكردي
أغسطس 9, 2023, 3:04 م - عبدالرحمن أحمد عبدربه الصغير
أغسطس 9, 2023, 12:32 م - خوله كامل عبدالله الكردي
أغسطس 9, 2023, 11:03 ص - خوله كامل عبدالله الكردي
أغسطس 9, 2023, 10:58 ص - خوله كامل عبدالله الكردي
أغسطس 7, 2023, 12:25 م - خوله كامل عبدالله الكردي
أغسطس 6, 2023, 8:28 م - خوله كامل عبدالله الكردي
أغسطس 3, 2023, 1:52 م - محمد أمين العجيلي
أغسطس 2, 2023, 1:19 م - عبد الكريم محمد العيسوي
أغسطس 2, 2023, 1:10 م - خوله كامل عبدالله الكردي
أغسطس 1, 2023, 2:28 م - خوله كامل عبدالله الكردي
يوليو 31, 2023, 5:25 م - خوله كامل عبدالله الكردي
يوليو 31, 2023, 12:51 م - احمد جبار ابوالهيل
يوليو 30, 2023, 11:33 ص - خوله كامل عبدالله الكردي
يوليو 29, 2023, 12:24 م - خوله كامل عبدالله الكردي
يوليو 29, 2023, 11:00 ص - خوله كامل عبدالله الكردي
يوليو 27, 2023, 12:27 م - خوله كامل عبدالله الكردي
يوليو 26, 2023, 3:57 م - منال صبحي عبدالمعز
يوليو 26, 2023, 12:04 م - خوله كامل عبدالله الكردي
يوليو 25, 2023, 8:41 م - خوله كامل عبدالله الكردي
يوليو 24, 2023, 3:10 م - خوله كامل عبدالله الكردي
نبذة عن الكاتب