نبدأ من حيث انتهينا في الجزء السابق..
........
موجغان ليست جميلة، لكن هذا لم يكن يزعجني أبدًا، وعلى الرغم من أن فارق العمر بيننا ثلاث سنوات فقط، كنت أراها منذ طفولتي وكأنها...
لسبب ما، كنت أراها دائمًا مثل شخص بالغ وضخم. حتى الآن على الرغم من أن الفارق بيننا لم يعد كبيرًا كما كان، ما زلت أراها كذلك، وأناديها بـ"أختي موجغان".
أختي موجغان عكسي تمامًا، ففي حين كنتُ متهورة ومشاغبة، كانت هي رزينة ومتزنة وأكثر من ذلك، كانت متسلطة إلى حد بعيد، ويمكنني القول إنها الوحيدة التي تستطيع فرض إرادتها دائمًا، حتى عندما كنت أعبس في وجه نصائحها أو أعترض على طلباتها، كنت في النهاية أضطر للاستسلام، لماذا؟ لا أدري... لكن الإنسان عندما يقع في مصيبة حبِّ شخص ما، يصبح أشبه بالأسير.
كانت موجغان تأتي إلى إسطنبول كل بضع سنوات برفقة خالتي عائشة، وتقضي بضعة أسابيع ضيفة في القصر أو عند إحدى خالاتي الأخريات.
في ذلك الصيف، تلقيتُ دعوة شبه رسمية من تيكيرداغ. في رسالة أرسلتها خالتي عائشة إلى خالتي بسيمة، كتبت:
"لقد فقدتُ الأمل فيكم، لكننا ننتظر فريدة في هذه العطلة لمدة لا تقل عن شهرين. كما تعلمين، نحن أيضًا خالاتها. وإذا لم تأتِ، فسيغضب منها زوجي، وأنا، وموجغان بشدة!"
كانت خالتي بسيمة ونجمية تنظران إلى تيكيرداغ وكأنها تقع في أقاصي العالم، وتحدقان كأنهما تنظران إلى نجوم بعيدة، قائلتين: "هل هذا معقول؟ هل يمكن حدوث ذلك؟"
فقلتُ بثقة: "إذا كنتم تملكون إذنًا، فسأثبت لكم أن هذا ليس مستحيلًا!"
كان يوجد بعض الزميلات في المدرسة اللواتي يذهبن في رحلات مع عائلاتهن خلال العطلة الصيفية، ثم يعدن ليملأن أسماعنا بقصص مغامراتهن، ويبدو أنني سأحظى أخيرًا بفرصة مماثلة هذا العام.
كانت إضافة قصة رحلة إلى سجل مغامراتي، بعد قصة الغزل التي اختلقتها العام الماضي، بمنزلة رفاهية ممتعة، لكنني كنت مصممة على أن أحمل حقيبتي بيدي وأركب السفينة وحدي، مثل فتيات أمريكا اللواتي قرأتُ عنهن في الروايات.
لكن خالاتي استقبلن رغبتي بصيحات قلق وفزع، ورفضن السماح لي بالسفر دون مرافقة حارس، حتى بعد أن وافقن على ذلك، أمطرنني بوابل من التحذيرات التي جُرحت بها كرامتي، مثل:
"لا تتدلَّي من سطح السفينة إلى البحر في الظلام... لا تتحدثي مع أحد... لا تهرولي كالمجنونة على سلم السفينة!"
وكأن السفينة القديمة الصغيرة التي تبحر إلى تيكيرداغ كانت سفينة محيطية عملاقة بطول ثمانين مترًا!
👍👍👍
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.