قلت لكامران: انظر، دعني أشرح لك كيف تأكل هذه الحلوى الجميلة. ثم أمسكت بقطعة منها وأرجعت رأسي إلى الخلف قليلًا وأخرجت لساني مرة أخرى، ووضعت عليه قرص الحلوى.
اقرأ أيضًا: رواية طائر النمنمة الجزء 11
أنا وضعتها وبدأ السكر يذوب ببطء، وأنا أهز رأسي من جانب إلى آخر، وبما أن لساني ليس حرًّا، قمت أخبره بمذاق الحلوى الاستثنائي بحركات يدي.
نظر إليَّ ابن خالتي على نحو مفاجئ غريب جدًّا لدرجة أنني لم أستطع إلا أن أضحك.
ثم عدت جادة مرة أخرى، وأعطيته الصندوق وقلت له:
-الآن لقد تعلمت ما يجب أن تتعلمه، والآن يمكنني أن أقدم لك واحدة.
دفع كامران الصندوق بغضب نصفه غضب مازح وقال:
- لا أريد، فليكن كل شيء لك.
وحيث إنه لم يتبق بيننا شيء للحديث عنه تقريبًا، بعد أن سألت عن أخبار من في المنزل وأرسلت لهم تحياتي.
أخذت صناديقي ووضعتها تحت إبطي وكنت أستعد للخروج.
وفجأة سمعت صوت حركة طفيفًا من الغرفة المجاورة للصالون.
لقد رفعت أذني مثل القطة، واستمعت بهما وفكَّرت! قبل قليل سمعت صوت باب الغرفة المجاور قد فُتح وهي الغرفة المخصصة للمجالس المدرسية والخرائط كانت موجودة بها.
ثم سمعت صوتًا مثل سقوط أحد الألواح على الأرض.
ثم لمحت خلف الباب الزجاجي شيئًا، وسمعت صوتًا يختلف عن صوت قريض الفأر، وشعرت بضوضاء لا تشبه حركة الفئران.
خطر في بالي ولكن لم أخبر به كمران، ما الذي يمكن أن أراه حين أنظر إلى هذا الباب؟
لقد رأيت ظلًّا ضخمًا لرأس خلف الزجاج البلوري. لقد اكتشفت ذلك على الفور. إنها كانت ميسيل.
لقد خدعت المعلمة الساذجة بقولها إنها تحتاج إلى خريطة، وجاءت للتجسس علينا من الغرفة المجاورة للصالون.
ثم اختفى الظل.
لكن لم يكن لديَّ أدنى شك في أن هذه الفتاة كانت تتجسس علينا من ثقب المفتاح الموجود أسفل الزجاج.
ماذا كنت سأفعل؟
كشخصين يتواعدان، كان بالتأكيد يتوقع منا شيئًا غير عادي.
لقد كنت سأقول لابن خالتي: فتح الله طريقك، وأوصل سلامي لمن في البيت.
ثم خطر ببالي يا لهذا الغباء! سيُفهم كل شيء عندما تراني أخرج من الباب، ثم ستمسك رأسي بين ذراعيها وتشد شعري وتقول: "لقد كنت تخترعين لي قصة، ها!" وتضحك علي.
هذا الخوف جعلني أفكر على نحو سوداوي، لقد خفت كثيرًا في تلك اللحظة.
ماذا عساي أن أفعل؟ فقلت في نفسي: لقد بدأت خدعة، وسأستمر حتى النهاية.
ميسيل، مثل معظم زملائي في المدرسة، لم تكن تعرف اللغة التركية على نحو كبير. والكلمات التي قلناها لم تكن ذات أهمية. من الممكن أن تكون أصوات وإيماءات شخصين يحبان بعضهما.
ثم اتجهت إلى كامران وقلت: لقد نسيت تقريبًا.
- هل حفيد الممرضة ما زال في القصر؟
كان حفيد الممرضة يتيمًا نشأ في القصر سنوات.
بدا كامران متفاجئًا من سؤالي ثم قال: طبعًا في القصر، أين تريدينه أن يذهب؟
- بالطبع... أعلم، ولكن أنا أحب هذا الطفل كثيرًا.
ابتسم ابن خالتي وقال: تحبين؟!
وفي خطوة غريبة أضاف: "من أين جاء هذا الحب؟، وأنت لم تنظري حتى إلى وجه ذلك الفقير أبدًا!".
فقلت: "عفوًا كيف يمكن أن تثبت أنني لم أنظر إلى وجهه؟ أنا لا أحبه؟ كم هذا جنوني! بالعكس أنا أحب هذا الطفل كثيرًا".
كنت أتعمد ذكر هذه الكلمة مع حركة ثني رقبتي ووضع يدي على صدري والنظر جانبًا إلى الباب. لأنني أعرف أنه إذا كانت ميسيل تعرف ست كلمات باللغة التركية، فلا بد أن ثلاثة منها هي "الحب، وحب، والمحبة".
ومع ذلك، إذا كان تخميني خاطئًا فيمكنكها إلقاء نظرة على القاموس، أو سؤال أي شخص بخصوص كلمة "أنا أحب" فسيعرفها فورًا.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.