من عادات الأمير هلاك التنكر بزي صياد أو شخص عادي يرتدي اللثام ويتوغل بين الناس ليعرف ما يخفيه عنه مسؤولوه، ويصاحبه في خططه صديقه الوفي حصانه الأسود ظلام، وحدث في صباح أحد الأيام أن تنكر الأمير بلثامه وخرج كعادته ودخل كوخًا بجوف الغابة يمتطي حصانه، وتنكر بلثامه وجمح بين الأشجار كشبح لا يهاب الظلام وكأنه أمير للظلام.
وبالوقت نفسه كانت رويا تجمع الزهور البرية وتنحني خلف الأشجار، ولم تنتبه لصوت خطوات الحصان الجامح لتقف فجأة ويصهل الحصان وعلى ظهره فارسه، وتقع رويا أرضًا وتتناثر الزهور من يديها وتتلاقى عيونها الخضراء وصاحب اللثام الأسود والعيون السوداء.
ولم ينزل من فوق صهوة حصانه بل التف حولها كالأسد المفترس وهي تحاول لملمة ملابسها التي تقطعت من فروع الشجيرات، لتفضح جسدها الناصع وشعرها المتناثر حولها.. كانت كالملاك الذي وقع تحت وطأة شيطان الظلام.. رفعت عينها متسائلة من أنت؟ ليقابلها هو بسؤاله من أنتِ يا خادمة؟
فأجابته أنا رويا يا عبد يا خسيس، وتركته وجمعت نفسها وزهورها لتبتعد عنه بكل ثقة، فهي قبل أن تكون جارية بقصره وجزيرته كانت أميرة، وقد جاءت إليه لتنتقم وهي لا تعرف أنه المنشود، وهو قاتل والدها وحارق زوجته.
سألها من العبد يا امرأة، فقالت بكل ثقة أنت العبد لأنك ناديتني بالخادمة، فابتسم من خلف لثامه وأعجبته ثقتها بنفسها وهو يدور حولها بحصانه وهي لا تبالي، وحاول أن يخيفها ولكنها رفعت أحد الفروع بوجهه وضربت حصانه لينزل بسوطه عليها وتقع فاقدة للوعي، وبالوقت نفسه يقترب رئيس الخدم فيهرب هلاك خلف الأشجار ويتابع الموقف بصمت.
وصل رئيس الخدم ومعه باقي الجواري وحاولوا إنعاش رويا، وبعد لحظة استفاقت لتضرب بيدها يمينًا ويسارًا وهي تردد شيطان شيطان أسود، سألتها إحدى الجواري ما بكِ رويا لماذا ابتعدتِ عن فريقنا؟
قالت رويا ببراءة كنت أجمع الزهور البرية ولم أدرك أنني ابتعدت حتى ظهر هو، والتفتت تبحث عنه، ولكن هل كان حلمًا؟ كيف وكتفها مكان ضربة السوط يؤلمها، والجروح بعنقها من خربشات فروع الشجر تظهر ما حدث.. سألها رئيس الخدم: ألا تخافين أن تكوني وحدك ويفترسك أحد وحوش الغابة؟ لتعتذر له وتقف.
ولكن رغم أن الفريق ومعهم رئيس الخدم أكملوا خطواتهم للعودة للقصر، التفتت رويا خلفها تبحث عن شيطانها الذي كان يتابع كل شيء بصمت.
وذهبت رويا والبقية، وتحدث هلاك لحصانه وهو يربت على عنقه مواسيًا: ضربتها بسوطي لأنه لم تخلق امرأة تضرب حصان هلاك، يا ظلام هيا بنا لنكمل رحلتنا يا صديقي..
عادت رويا للقصر وهي تتساءل عن هذا الشخص الغريب، هل يمكن أنه من إحدى العصابات أو المجرمين؟ عينه وصوته يعيثان داخلها وقررت أن تعود وحدها غدا للغابة للبحث عنه.
وبالوقت نفسه قرر هلاك العودة غدًا لعله يلتقي خادمته الأميرة رويا ليعرف من تكون، ولكن هل سيكون اللقاء لمحبين أم لغرباء أم لعدوين لدودين؟
تتبع
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.