- أتصدقين يا خالتي أحب هذا النوع من الكتب، لم أكن أعرف قيمته إلا عندما قرأته!
ترفع حاجبيها وهي مكتفة يديها منصة باهتمام مجيبة بتعجب:
- إلى هذه الدرجة؟!
- نعم يا خالتي وأكثر من ذلك... لكن يا خالتي أود أن أسألك هل درست شيئاً عن الأندلس؟
- لا أذكر يا دجى، أعتقد أننا درسنا شيئًا عن ذلك.
تقترب من خالتها مستفهمة:
- وما هو يا خالتي... هيا احكي لي..
- لا أذكر يا دجى لكن أذكر..
تقاطعهما أم رأفت وتحث دجى على الذهاب إلى المطبخ وتناول إفطارها قائلة:
- هيا يا دجى دعي خالتك... واذهبي لتناول إفطارك.
تعقد حاجبيها وترد بنبرة متذمرة:
- يا أمي أنت تعلمين أن ليس لدينا في هذا البيت سوى الخبز والشاي.
حدجتها بنظرة ثاقبة:
- قولي الحمد لله ولا تتكبري على النعمة! يوجد أناس يشتهون رغيف الخبز.
- الحمد لله... شكرًا يا أمي على هذه النصيحة الثمينة!
تضع يدها على خدها وتحدق بسهام:
- انظري لها يا أختي كيف تتهكم على حديثي معها.
تبتسم وتغمز لدجى قائلة:
- لا.. لا يا أم رأفت دجى لا تقصد، تلطف الجو لا أكثر.
تقف دجى وتضع يدها على خاصرتها وهي ترمق خالتها بنظرة مشتكية:
- نعم يا خالتي قولي لها... هي دائمًا تظلمني.
تشير أم رأفت بإصبع السبابة على صدرها:
- أنا أظلمك! أنت المدللة من يستطيع أخذ حقك؟!
تدلف إلى المطبخ وأمينة منهمكة في تنظيف المطبخ، يسمع دوي انفجار تسقطان على الأرض، ونافذة المطبخ تهتز ويتناثر الزجاج ويتطاير على أرضية المطبخ، تهرع أم رأفت وسهام لتفقد دجى وأمينة، تشاهدان أمينة ودجى على الأرض وقد وقع بعضًا من قطع الزجاج عليهما.
تصرخ أم رأفت من الخوف قائلة: "بناتي.. بناتي.. يا رب.. دجى.. أمينة" تتربع على الأرض وتهز أمينة ودجى، تقف دجى وأمينة وتنفضان ما وقع عليهما من بقايا زجاج وتراب، ترد أمينة بنبرة مطمئنة:
- لا تخافي يا أمي.. نحن بخير.
تنظر إلى دجى بوجل:
- وأنت يا حبيبتي هل أصابك مكروه؟
تجيب بهدوء:
- لا تقلقي يا أمي أنا بخير والحمد لله.
تتقرفص أم رأفت على الأرض وتضع يدها على رأسها، وتتربع سهام بجانبها وتضع يدها على كتف أم رأفت مواسية.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.