خوله كامل عبدالله الكردي مارس 29, 2023, 8:35 ص

رواية "دجى"..ج30

ينظر رأفت إلى دجى بقلق وقد انتابته رجفة في جسده:

- ما بالك لماذا تصرخين؟!

تشير بإصبعها تحت السرير وشفتاها تتراقص من الخوف والرعب:

- تحت السرير رأيت عيون شخص مخيفة تحدق بي!

نزل رأفت على الأرض وأنزل رأسه ورفع غطاء السرير، تضم أمينة دجى إلى صدرها وتغمض عينيها وبدى وجهها شاحبًا مصفرًّا، نظر رأفت ودس يده باحثًا عن شيء غير اعتيادي، أدخل رأسه كثيرًا لم يجد سوى سباط دجى! رفعه وجلس على ركبتيه كأن هم الدنيا جثم على صدره. ينظر إلى دجى مستغربًا والأسئلة تدور في رأسه عن سر فزعها غير المبرر:

- لا يوجد شيء سوى هذا!

أمينة تحملق بدجى متعجبة مستفهمة:

- لا يوجد شيء يا عزيزتي! أين الشيء الذي أفزعك وجعلك تصرخين هكذا؟!

تلتفت لرأفت وأمينة وعينيها توحي بالخوف والتردد:

- لقد رأيته يا أمينة! أقسم لك... هل أنت لا تصدقيني...

تلتفت إلى رأفت والخوف يملآ عينيها:

- رأفت أنت تصدقني يا أخي أليس كذلك... صدقني أنا لا أكذب!

شعرت أمينة أن دجى أصابها شيء في عقلها هدأت من روعها وقرأت عليها القرآن وغادرت غرفتها، بقي رأفت مطأطئ رأسه ساهمًا شاردًا بتفكيره، جلست على الأرض بجانبه، تنظر إليه محاولة إقناعه بما رأت:

- يا رأفت أنا لا أكذب... لقد رأيته أو رأيتها! لا أدري..

يلتفت رأفت لدجى ويواسيها قائلاً:

- لا عليك يا أختي ارتاحي الآن وسوف نتحدث فيما بعد.

تتنهد دجى وتطرق واجمة متكدرة.

غادر رأفت وأغلق الباب خلفه، أطرقت دجى طويلاً تفكر بما رأت وفجأة تسمع قهقهة وكركرة أدارت رأسها فإذا هي تلك الفتاة تخرج من تحت السرير:

- هذه أنت إذن... لماذا فعلت ذلك؟! هل تريدين أن تجعلي إخوتي يعتقدون أني مجنونة؟!

تنظر لدجى نظرة استهزاء ولا مبالاة تقف أمام الطاولة وتكتف يديها وتحدق بدجى:

- لا أعرف مجرد مزحة أردت تسليتك!

تقترب دجى من الفتاة وتشير بيدها إليها غاضبة مستنفرة:

- يا لك من حمقاء! هل هذه مزحة؟! اسمعي لم أعد أتحمل رؤيتك.. هيا اغربي عن وجهي.. هيا اغربي.. لا أريدك.. لا أريدك.

تسمع دجى صوت أمها يناديها:

- يا دجى.. يا دجى.. تعال يا ابنتي لقد جهز الطعام.

استكشف المزيد حول قصص روايات فتاة الحرب

بقلم خوله كامل عبدالله الكردي

حاصلة على الماجستير في الإدارة التربوية ، خبرة في كتابة المقالات والقصص والروايات.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة