خوله كامل عبدالله الكردي مارس 27, 2023, 11:18 ص

رواية "دجى"..ج28

يضحك أسامة بصوت خافت وعيونه تخبر عن حب كبير لسارة. في صباح اليوم التالي عاد أسامة وسارة أمل إلى البيت واستقبلتهم أمينة راكضة مستبشرة..

فتحت الباب وألقت بنفسها في حضن سارة والفرحة لا تسعها بقدومها ممسكة بيدها، وأسامة يود لو يطير في السماء من شدة سروره وابتهاجه بخبر حمل سارة، تقبل أم سارة وسهام ويرحبان بسارة فقد طابت مما ألم بها فهي الآن حامل، وكل واحدة تبارك لها وتقبلها، وقد أحضر حسن زوج أمل باقة ورد بيضاء بمناسبة خروجها من المشفى، وزغردت أم سارة لحظة سماعها خبر حمل ابنتها، وقد انهالت التهاني على سارة وأسامة سعادة بسلامة سارة وأمنيات بذرية صالحة.

مرت شهور الحمل على سارة أقل واقعًا في المعاناة والتعب من وقت أن كانت حامل بأمين! كبر بطنها بشكل ملحوظ لم تعُد تستطيع القيام بأعباء المنزل من تنظيف وطبخ وغسيل ونفض للغبار وتكنيس الغرف وتحميم الصغيرة أمينة والاعتناء بها.

ظلت سهام تساعدها بأعمال المنزل ورعاية أمينة، وإعداد الطعام وتحضير الحليب من وقت لآخر كي تتناوله سارة فالطبيب نصحها بشرب الحليب باستمرار وتناول شوربة الدجاج واللحم.

في آخر شهر حمل سارة شعرت كأنها تحمل صخرة في بطنها! وبعد انقضاء شهور الحمل أنجبت طفلاً اسمته رأفت، رفع أسامة رأفت وتأمل قسمات وجهه مرسومة بدقة "سبحان الله" تقول جدته، ملامحه صغيرة وجميلة أنفه وفمه وعينيه الواسعتين اللتين تميلان للون العسلي، تأمله أسامة وقلبه لا تسعه الفرحة والسرور، قائلاً: "لقد جئت أخيراً يا بني! أذن وكبر في أذن الصغير رأفت، مسح على رأسه بعد أن قرأ عليه الرقية.

رأفت لا يشبه أخاه أمين، فبشرته قمحية وشعره منسدل كالحرير كأنه شعر طفلة! نسخة من والده كما تقول أمل.

علا صوته فقد شعر بالجوع حملته وبمجرد أن ضمته لصدرها صار يرضع بنهم! وصوت رضاعته كصوت تقريص العجين! مما أصاب أسامة وسارة وأمل وسهام وأم سارة بنوبة ضحك مستمرة!

كبر رأفت وصار يلعب بالحي مع أصدقائه وأولاد الجيران، أحب ركوب الدراجة الهوائية كان وأصدقاؤه يقيمون سباقات فمن يفوز يشتري له الخاسرون ما يريد، رأفت ومن غير منازع كان في معظم الأحيان يفوز بالمركز الأول.

وفي كل مرة يعود إلى البيت توبخه أمه خوفًا عليه من اللعب بين الطرقات والشوارع، فقلبها موجوع ولا تتحمل أي خسارة أخرى!

استكشف المزيد حول رواية روايات فتاة الحرب

بقلم خوله كامل عبدالله الكردي

حاصلة على الماجستير في الإدارة التربوية ، خبرة في كتابة المقالات والقصص والروايات.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة