خوله كامل عبدالله الكردي مارس 23, 2023, 10:16 ص

رواية "دجى"..ج25

بعد مرور عام على زواج أمل، رزقت بمولود أسمته أسامة تيمنًا بخاله قرة عينها، ابتهج أسامة بابن أخته وأحبه كما أحب أمه، فهو ابن الغالية.

وفي كل مرة كان يزورها يحضر معه هدية لأسامة الصغير، يحمله بين ذراعيه ويداعبه بالقول:

- كيف حالك يا أسامة؟ هل تعلم أني أحبك كثيرًا!

تبتسم أمل وتنظر لأسامة بارتياح:

- هو أيضًا يحبك يا أخي... انظر لابتسامته.

قبل يوم من عودة أمل لمنزلها، ليلتها شعرت سارة بتوعك شديد جعلتها تتأوه وتتألم وبشكل متواصل لم تعرف النوم وأيقظت الجميع بصراخها فقد ألم بها وجع في معدتها، التفتت لأسامة وبنبرة مرتفعة:

- انهض يا أسامة أنا متعبة جدًا أرجوك انهض.

بالكاد يفتح أسامة عينيه:

- ما بالك يا سارة؟! ما الذي حدث لك؟!

تضع يدها على بطنها وتعض على شفتيها:

- آه.. أنا متعبة معدتي تؤلمني... ساعدوني... أشعر بدوار شديد... آه.. آه.

نهض أسامة من فراشه وقد أصابه الهلع، وخوفه عليها سيطر عليه، متمتمًا في باله "يا إلهي.. لم أفق من صدمة أمين بعد! اللهم احفظ زوجتي".

طلبت سارة من أسامة الاتصال بأمها للمجيء فورًا للذهاب معها إلى الطبيب، وعلى عجل اتصل بهما وذهب إلى حجرة أمل ووجدها عند الباب تهم بالخروج للاطمئنان على سارة:

- أمل! سارة تتألم أرجوك افعلي لها شيئًا.

تهز رأسها بالقول:

- لا تقلق يا أخي سارة بخير إن شاء الله.

دخلت أمل على سارة ورأتها في وضع يرثى له، نظرت إليها وقالت "يبدو أنك بحاجة إلى طبيب بسرعة"، حاولت أن تبدل ملابس سارة للذهاب إلى المشفى لكن دون جدوى، لا تقوى على الصمود يداهمها القيء من وقت لآخر، فاضطر أسامة لطلب سيارة الإسعاف.

التفتت سارة لأسامة والدموع تنساب من عينيها:

- أوصيك يا أسامة بأمينة... هي أمانة في عنقك.

تسمر مكانه وعقد لسانه وجافته العبرة، أمسك بيدها وهي تدخل سيارة الإسعاف، وقلبه ينبض بسرعة حتى شعر أن حرارة جسده ارتفعت وأخذ يتصبب عرقًا، تسللت إلى جسده رجفة قوية هامسًا في سره "لا أريد أن أخسر سارة... لا أريد... هل ستتركينني كما تركني أمين؟!

تنظر إليه أمل نظرة عطف قائلة:

- سأذهب أنا معها.

- وأنا سأذهب أيضًا.

- كلا يا أخي يكفي وجودي معها.

- إذن سألحق بكما بسيارتي!

تصمت لوهلة وتتنهد بعمق:

- كما تريد يا أخي.

استكشف المزيد حول رواية روايات فتاة الحرب

بقلم خوله كامل عبدالله الكردي

حاصلة على الماجستير في الإدارة التربوية ، خبرة في كتابة المقالات والقصص والروايات.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة