خوله كامل عبدالله الكردي مارس 11, 2023, 8:03 م

رواية "دجى"..ج13

تدقُّ الساعة السادسة صباحًا، أبو رأفت يرتدي معطفه الأسود، تجهِّز أم رأفت حقيبته الصغيرة وتضع أوراقه الثبوتية في المحفظة وتضع شطائر من الزيت والزعتر في كيس صغير، ثم تضعه في جيب الحقيبة الجانبي أثناء ترتيب الحقيبة تفتح جيبًا صغيرًا داخليًّا، فتقع عيناها على صورة تجمعها أبو رأفت والأولاد، تقبلِّها وتدسها داخل الجيب..

يأخذ أبو رأفت الحقيبة ويحملها على كتفه يتأمل أم رأفت، ويضع قبلة على جبينها يبتسم لها وعيناها تلومه على فراقه وتصميمه على السفر! لا تكف أم رأفت عن البكاء، يخرج أبو رأفت من الغرفة، رأفت وأمينة ودجى يقفون عند باب الغرفة يسلِّم على رأفت ثم أمينة ويعانق كل واحد منهما، وعندما وصل إلى دجى احتضنها بقوة ودمعت عينيه وهو يحدق بها والدموع تنهمر من عينيها على وجنتيها معلقاً بنبرة حنونة:

- لا تبكي يا دجى! لن أتأخر سأعود يا بنيتي الصغيرة.

تلتقي أعينهما وتشبك يديها بيديه:

- أحبك يا أبي... لا تسافر أرجوك.

يعانقها ويضع يديه على وجهها يقبِّل رأسها ويمسح دموعها... يتنهَّد وينظر إلى أم رأفت وكأنه ينظر إليها لآخر مرة، يتجِّه إلى باب المنزل... وفجأة يلتفت إليهم بالقول:

- انتبهوا على أنفسكم... استودعكم الله.

أم رأفت تخور قواها وتجلس على المقعد وأمينة تمسك يديها، لم تتحمل رحيل أبو رأفت فالموقف كان صعباً عليها... دجى تضع يدها على وجهها وتذرف الدموع ورأفت يضرب بقبضة يده على الحائط، يتمنى أن يصرخ ويلحق بوالده ويجثو على ركبتيه يرجوه أن يعود ويعدل عن قراره السفر!

تدخل دجى غرفتها وتغلق على نفسها الباب، تقف عند النافذة تنظر لوالدها وهو يهم بالصعود إلى الحافلة، يلتفت وتقع عينيه على دجى وهي تلوح بيدها مودعة تغزو ابتسامة ذابلة وجهه يدير ظهره ثم يصعد الحافلة ويغادر.

ظلت دجى تحدق بالحافلة حتى اختفت من أمام ناظريها، جلست على المقعد تبكي فوالدها بالنسبة لها منبع الحنان والأمل، تخشى أن يكون آخر يوم تراه فيه، وأثناء بكائها سمعت صوتًا غريبًا في غرفتها، هي تدرك أن النافذة مغلقة فكيف تتحرَّك أوراق الكتاب، اقتربت إلى طاولة المكتب وضعت يدها على الكتاب وأغلفته شعرت بوجود أحد، يراقبها التفتت فجأة وشاهدت ما لم تتوقع أن تشاهده:

- آه يا إلهي ما هذا؟ من أنت؟

استكشف المزيد حول قصص رواية روايات فتاة ظلام الحرب

بقلم خوله كامل عبدالله الكردي

حاصلة على الماجستير في الإدارة التربوية ، خبرة في كتابة المقالات والقصص والروايات.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة