استيقظت مبكرًا من نومها على غير عادتها يغمرها شعورًا غامضًا بالسّعادة والفرح لا تدري سرّه!! نهضت من فوق سريرها وارتدت الرّوب واتّجهت نحو النافذة فتحتها وأطلّت برأسها خارجها فراح النسيم يلامس خدّها الندي ويداعب أهدابها الطويلة.
ويعبث بخصلات شعرها الأسود الفاحم النّاعم كالحرير ليشعرها بنشوة ليس لها مثيل، خرجت من غرفتها لتبدأ رويتنها الصباحيّ باحتساء مشروبها المفضل الشوكولاتة بالحليب السّاخن وانضمّت إلى عائلتها وجلست على طاولة الطّعام تتناول وجبة الإفطار... انتهت سريعًا من تناول إفطارها واتّجهت نحو غرفتها دخلتها وفتحت خزانة ملابسها وأخرجت منها تنورة بيضاء ضيّقة عالية الخصر وبلوزة خضراء حريرية، فاليّوم ستبدأ عملها الجديد والَّذي وجدته بعد بحث طويل...
وضعت مكياجًا هادئًا جعلت شعرها مسدلا وارتدت حذاءً أخضر مفتوح بكعبٍ عالٍ ثمّ رشّت قليلًا من عطرها الهادئ وألقت نظرة أخيرة على المرآة لتتأكد من ترتيب مظهرها. استقلّت سيارتها وانطلقت بها وبعد حوالي نصف ساعة كانت أمام مقرّ عملها الجديد استلمت عملها في إحدى الشركات، وتعرّفت على مهام وظيفتها، وكان العمل مناسبًا جدًا لها وخصوصًا.
إنّها كانت تمتلك الخبرة والمهارات الَّتي تؤهلها له ويحقق طموحها ويلبي تطلعاتها المهنيّة ومناسبًا أيضًا لها من حيث الرّاتب الَّذي ستتقاضاه. بعد انتهاء ساعات العمل همّت بالانصراف وغادرت المكتب وأثناء خروجها من مقرّ عملها التقت به صدفة بعد غياب طال لأكثر من ستة أشهر فارتجف قلبها لرؤيته وتصافحا، ثمّ دعاها إلى تناول الغداء معه بإحدى المطاعم الفاخرة.
وافقت على الفور وبدون أدنى تردد أو تفكير طلب منها أن تترك سيارتها وتجلس بجواره في سيارته. انطلق بالسيارة وهي تجلس بجواره وكانت تختلس النّظر إليه بين الحين والآخر أثناء قيادته للسيارة... كان شابًا وسيمًا خجولًا أنيقًا طويل القامة في أواخر العقد الثالث من العمر في نظراته بريق عفويّ وعلى شفتيه ابتسامة بريئة تدخل القلب بلا استئذان، وعندما يتكلّم تنساب العبارات من شفتيه عذبة رقراقه كأنّها صدى همسات ولحن...
لم تنسَ يومًا تلك الملامح والتّفاصيل وكيف لها أن تنساها وهي تعشقها وقد حفرت في ذاكرتها ووجدانها منذ أول لحظة لقاء بينهما ولا تفارق خيالها طوال اليوم... هو يعلم جيدًا أنّها سعيدة بلقائه لكنّه حتمًا لا يعي ما يحمله قلبها من مشاعر وأحاسيس رقيقة ومعاني حبّ صادقة له منذ اليوم الأوّل لرؤيته، ومنذ أن وقعت عيناها عليه ومع ذلك، كان هناك شيئًا بأعماق ذاتها يحدّثها ويخبرها بأنه يحبّها ويؤكّد لها أنّه يبادلها نفس الشعور وأن سهم الحبّ الَّذي أصاب قلبها سكن في نفس اللّحظة قلبه...
شيرين السيد
ديسمبر 29, 2021, 6:38 م
رواية "الجزء الأول".. قصص قصيرة
ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.
ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..
هل تحب القراءة؟ كن على اطلاع دائم بآخر الأخبار من خلال الانضمام مجاناً إلى نشرة جوَّك الإلكترونية
مقالات ذات صلة
نوفمبر 19, 2023, 12:12 م
-
التجاني حمد احمد محمد
نوفمبر 14, 2023, 4:49 م
-
هيثم عبدالكريم عبدالغني هيكل
نوفمبر 2, 2023, 9:14 ص
-
إياد عبدالله علي احمد
أكتوبر 31, 2023, 2:36 م
-
هدباء محمد مجذوب
أكتوبر 29, 2023, 5:10 ص
-
إياد عبدالله علي احمد
أكتوبر 28, 2023, 3:54 م
-
محمد عادل مسلم
نبذة عن الكاتب
اشترك مجاناً بنشرتنا الإلكترونية
اشترك مجاناً في نشرة جوَّك الإلكترونية للبقاء على اطلاع دائم بآخر المستجدات
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.