قرر سافاش أن يأخذ زمام المبادرة ويتخلى أولًا عن ذكرياته السعيدة، ولكن جهنورش لم يترك لسافاش حرية الاختيار، وأجبره على التضحية بأهم وأكثر ذكرى سعيدة في حياته، ولاحقًا سيستنزف منه باقي ذكرياته بناء على أهميتها ودرجة تعلقه بها.
وهكذا أعطاه سافاش ذكرى أول حب في حياته... "هاندا" حبيبته الأولى والأخيرة، والتي قابلها في أول يوم عمل له في المقر الرئيس لمجموعة كهرمان، حيث كانت هاندا واحدة من أكبر المهندسين المعماريين بالشركة، وبسبب نفوذ عائلة شوكور قامت الشركة بإعطاء يافوز -الاسم الحقيقي لسافاش-منصب مدير المشاريع بالمجموعة، ولهذا استاء يافوز وقرر تغيير اسمه ولقبه؛ ليبتعد عن سطوة عائلته ونفوذها، ولكن قبل أن يفعل هذا اصطدم بهاندا.
والتي كانت جديرة بالمنصب قبل ظهوره، وعلى الرغم من كونها فتاة جميلة ومتسامحة وعطوفة إلا أنها استاءت من يافوز، وبدأت مشاعر الكراهية تنسج خيوط علاقتهم، ولكن سرعان ما تعاطفت معه بعدما اقتحمت عالمه المظلم، ولاحظت مدى معاناته ورغبته في تغيير قدره والهروب من دروب المافيا، ومع الوقت تبدلت مشاعرها تجاهه من شفقة لحب، وكأن تركيا اخترعت تلك الجملة من أجلهم فقط:
"الحب الكبير يبدأ بالكراهية Büyük Aşklar Nefretle Başlar".
وكانت ذكرى زواجه من هاندا بعد تغيير اسمه هي أجمل وأعز ذكريات سافاش، وهي أول ذكرى أخذها جهنورش منه، ولكن بعدما أخذ الأخير تلك الذكرى سقط سافاش مغشيًا عليه، فصُدم أصحابه، وحينها أخبرهم جهنورش أن الإغماء شيء طبيعي بعد محو الذكريات.
وبعد مرور 5 ساعات انتفضوا جميعًا على صياح سافاش وصرخاته، وذهبوا إليه ليجدوه ممسكًا بهايدي بشدة، وكأنه لا يزال يشاهد كابوسًا أفقده القدرة على إدراك الواقع، وعندما حاولت هايدي التخلص من قبضته ناداها باسم حبيبته هاندا، وقال وهو يبكي بهستريا:
Beni bırakma Handa.. Dayan bebeğim.. Seni" kurtaracağım, hastaneye götüreceğim, benimle yaşayacaksın.. Gitmek istediğini söylemedin mi?"
فأفلتت هايدي قبضته بعنف، وقالت: استيقظ يا سافاش، أنا هايدي، ولكنه لم يستجيب لها وظل يبكي ويردد -بلغته التركية- كلمات لا يفهمها أصحابه، وحينها نظروا لجهنورش -نظرة تساؤل وغضب- وقبل أن ينطق أحدهم بكلمة نظر جهنورش لسافاش وابتسم.
وكأنه يسخر منه، ثم نظر لأصدقائه، وقال: ألم أخبركم أنكم ستتخلون عن ذكرياتكم السعيدة وستتذكرون الذكرى التعيسة فقط، وهذا بالضبط ما فعلته بصديقكم... أخذت منه ذكرى زواجه من حبيبته وجعلته يتذكر لحظة فقدانها، ولكن هل تعرفون لماذا يشعر بكل هذا الحزن؟
لأنها ماتت بسببه هو وعائلته... سكت جهنورش لبرهة ثم أكمل حديثه: غبية لماذا وقفت أمامه وأنقذته، يا له من مشهد كلاسيكي البطلة تُعرّض حياتها للخطر من أجل البطل، وتتلقى رصاصتين بدلًا منه، ألا تعرفون هذا المشهد؟ هذا الذي ينتهي دائمًا بطبيب ينظر للبطل ويخبره أنها لا تزال على قيد الحياة.
ولكن سافاش لم يحظَ بتلك النهاية مع الأسف؛ لأن الحياة لن تمنح سليل المافيا حياة طبيعية كباقي البشر، والآن بعدما رأيتم ما حدث لسافاش هل ستختارون من التالي أم... صمت فجأة، وكأنه يفكر بشيء، ثم نظر لهايدي بابتسامة مخيفة، وقال: لا داعي للاختيار؛ لأن سافاش أمسك بهايدي بعد استيقاظه على الفور، وأنا أيضًا أرغب في معرفة هل ذكرياتها السعيدة كانت في فلسطين أم كندا!.
نظر هونغ يو شياو إلى كييتشي، وقال له: بإمكاننا القيام بالخطوتين معًا؛ لكن يجب أن نوحد جهودنا ونحرص على ألا تنطفئ النيران قبل غروب الشمس... وقبل أن يكمل شياو حديثه نظر لجايلز وديفيد، وسألهم: أليس الغروب علامة على انتهاء اللعنة؟
رد ديفيد (بملامح قلق): بلى، ولكن ما يقلقني هو لعنات الآميترين؛ فحتى الآن لم تظهر أيّ لعنة من لعنات الآميترين كما أخبرنا زعيم قبيلة الأغوريين...
نظرت المجموعة إلى ديفيد، وقبل أن يسأله سونغ هان عن الآميترين لاحظ الجميع أن السماء أظلمت فجأة، على الرغم من أن الساعة كانت تشير للواحدة ظهرًا، وأثناء ذهابهم للنافذة لرؤية السماء المظلمة استوقفهم أليكسندر، وقال: من أنتم؟ وأين أنا الآن؟ نظر ديفيد لجايلز، وتعجبوا لحالته، وقبل أن يستفيقوا من حيرتهم قال كريس لأنتوني: أنتوني أين نحن، ومن هؤلاء الناس؟ وبعد مرور 3 دقائق نظر الجميع لبعضهم البعض، وقالوا: كيف جئنا لهذا الفندق النائي، وحتى جايلز وديفيد لم يتذكروا شيئًا، كذلك فهد، وسليمان، وجاك، وريس، وليزي، وجوني، لم يتذكروا حتى أنهم أصدقاء.
وأثناء تجولهم في غرف الفندق للبحث عن أيّ شيء يساعدهم على تذكر هويتهم سمعوا صوت يأتي من بهو الفندق، فنظروا وإذا بهم يرون قبيلة الأغوريين تؤدي طقوسهم التقليدية، ولكن ما لفت أنظارهم حقًا هو رؤيتهم لمجموعة من البشر راكعون وهم مقيدون أمام النار التي أشعلتها القبيلة أمام مكتب الاستقبال، وحينما أمعنت المجموعة النظر في ملامح الرهائن صُدموا؛ فجميع الرهائن هم نسخة طبق الأصل من المجموعة التي فقدت ذكرياتها، وكأن لكل واحد منهم توأم تم احتجازه من قِبل أشهر قبائل آكلي لحوم البشر.
نهاية الحلقة التاسعة
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.