عبد اللطيف في غرفة الضيوف يجلس أمام التلفاز ساهيًا يفكر متسائلًا في سره: "إلى متى أبقى هكذا؟! العمل الذي أعمل به لا يكفيني، ولا أستطيع أن أعطي أهلي منه شيئًا، الحل الوحيد أن أذهب إلى الغرفة وأبحث في خزانة سعاد، قد أجد بعضًا من النقود، أفرج بها عن نفسي.
تدلف خلود إلى الغرفة، والامتعاض ظاهر على وجهها، تتربع على السرير، وتلتفت إليها هناء مستعلمة:
- ما بالك يا خلود لماذا تتذمرين؟!
ترد بضيق:
- لا أدري، هذا الماجد كلما يراني يطلب مني أن أعد له الشاي، وهو جالس يشاهد التلفاز!
تجيبها:
- أنصحك أن تفعلي ما يريد، أمي ستغضب منك.
تتأفف وتكتف يديها.
أبو ماجد يدلف غاضبًا إلى مكتب أبي سعد، يقف أمامه بتحد:
- اسمع يا أبا سعد، لا تحاول أن تستفزني، ابتعد عن طريقي وإلا فضحتك.
- وماذا ستفعل هل تشتكين إلى المدير أبي مشعل!
- سأفضحك في كل الميناء.
يلوح بيده استخفافًا:
- افعل ما تراه مناسبًا.
- حسنًا الأيام بيننا يا أبا سعد.
يصفق الباب بقوة، أبو سعد يجلس على الكرسي ويتمتم بصوت خفيض:
- نعم، الأيام بيننا يا أبا ماجد.
في السوق المركزي المدير سلطان في مكتبه يقرأ الأوراق التي أمامه، يدخل السكرتير:
- حضرة المدير، الأستاذ وائل يود مقابلتك.
- دعه يدخل.
يفتح الباب على اتساعه مشيرًا بيده:
- تفضل أستاذ وائل.
- صباح الخير حضرة المدير.
- صباح النور يا وائل.
- حضرة المدير الطلبيات كلها جاهزة، وستوزّع على أفرع السوق.
- جيد، أين الأوراق؟
يمد يده ويعطيه ملفًا:
- هاك تفضل هذا الملف، فيه جميع الأوراق المطلوبة.
الساعة العاشرة ليلًا، سعاد خارج المشفى تقف أمام البوابة، تنتظر عبد اللطيف؛ ليقلّها إلى البيت، تنظر إلى ساعة يدها وتتأفف، تنزل الحقيبة عن كتفها، وتعقد حاجبيها بحيرة، بعد نصف ساعة يحضر عبد اللطيف وتغادر.
عادل في غرفته متربعًا على السرير وأمامه حقيبته، يفتحها ويخرج شهادته، ينظر إليها ويزدرد ريقه بصعوبة.
عبد اللطيف يجلس على الكرسي مقابل السرير، وسعاد تجلس على الكرسي المقابل، يستهل حديثه بالقول:
- سعاد يا زوجتي العزيزة، لا أعرف ماذا أقول! بالأمس طلب مني صديقي كنعان نقوده، التي اقترضتها منه منذ شهرين.
- ولماذا استدنت منه؟!
- اشتريت بعض حاجات البيت، ومصروف لي.
ترفع كتفيها مستغربة:
- البيت لا ينقصه شيء! وأنت لديك راتب يغطي مصروفك الشخصي!
- المهم طلب مني نقوده، وليس لدي ما أعطيه، نفد راتبي منذ منتصف الشهر، ففكرت وقلت زوجتي الغالية ستساعدني، ولن ترضى على زوجها أن يحرج أمام صديقه.
- لا حول ولا قوة إلا بالله أمري إلى الله، لا تقترض من أحد، اطلب مني وسأعطيك.
- حاضر يا أجمل زوجة في الدنيا كلها.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.