يحضر الأولاد جميعًا من المدرسة والساعة قد شارفت على الثانية ظهرًا، ما زالت أم ماجد والبنات يجلسن في غرفة الضيوف الفسيحة والنافذة مفتوحة وعلى جانبيها ستارة مرفوعة، يدلفون إلى غرفة الضيوف ويسلمون على أم ماجد، ثم يجلسون على الكنبة الطويلة على يمين أم ماجد والبنات:
- السلام عليكم جميعًا.
- وعليكم السلام، ما بالك يا ماجد يبدو أنك متعب!
يرد بضيق:
- بل قولي متى أنتهي من المدرسة وهمّها!
- يا الله إلى هذه الدرجة يا ماجد تشعر بالملل من المدرسة؟! وكأنك تريد تركها اليوم قبل الغد!
ترد بنبرة تهكم:
- ولمَ لا! فهو حبيب الوالدة والمقرب منها، الفرحة الأولى... البكر.
تجيب بتحذير:
- خلود.. أخوك متعب ولا تزيدي عليه تعبه.
يشير بيده إليها:
- نعم يا أمي قولي لها.
تنهي الحديث بالقول:
- هيا قوموا جميعًا، سأضع الغداء الآن والدكم على وشك الوصول.
ترد بنبرة متململة:
- أمي نريد أن نرتاح قليلاً! منذ قليل عدنا من المدرسة.
ترد بعدم اكتراث:
- سأذهب إلى المطبخ... هيا بسرعة الحقن بي.
أبو ماجد في طريقه إلى البيت يفكر فيما قاله أبو سعد ويتمتم في نفسه: "ماذا أفعل؟! لا أستطيع أن أستمر في هذا الوضع! حتى أبو سعد يحاول أن يقنعني أن أخالف ضميري ومبادئي! كيف ذلك؟! لا... لا لن أخالف ضميري ولو كلفني إنهاء خدماتي من العمل! هذا هو الصواب بعينه، كيف لي أن أطعم أولادي مالاً حراماً؟! لا..لا أستطيع..لا أستطيع".
بعد مرور عشرة دقائق يصل إلى البيت وتستقبله هناء وقد كانت في غاية السعادة، بعد أن كافأتها معلمتها وضمتها إلى نشاط البحث العلمي:
- السلام عليكم يا أبي.
تنفرج أساريره ويجيب بارتياح:
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، كيف حالك يا هناء إن شاء الله بخير؟
تجيب بلطف:
- بخير يا والدي.
- وكيف أنت ودراستك؟
- أريد أن أخبرك يا أبي ماذا حدث معي في المدرسة.
يبتسم بعفوية:
- هيا قولي... ماذا حدث معك لعله خير.
- هو خير يا أبي لا تقلق... اليوم المعلمة جعلت الصف كله يصفق لي.
- ممتاز يا حبيبتي.
- وقد شجعتني على الانضمام لنشاط البحث العلمي.
- الله يوفقك يا ابنتي.
- آمين.
يصمت لثوانٍ مستفسرًا:
- أخبريني أين والدتك؟
- في المطبخ تجهز طعام الغداء.
وفي هذه الأثناء يقطع حديثهما صراخ يخرج من غرفة الأولاد، يقف أبو ماجد ويتوجه إلى الغرفة، يفتح الباب يشاهد ماجد يقف في مواجهة عليّ وعلامات الغضب تسيطر عليهما:
يخاطبهما بنبرة حادة:
- ماذا يحدث لماذا هذا الصراخ؟
- هو يا أبي لا ينفك يأخذ أغراضي من دون استئذان، وإذا سألته يكذب.
يحدق بعلي منتظرًا تفسيرًا منه:
- لا يا أبي هو يكذب! لم آخذ منه شيئًا.
- لا..لا أخذ ساعتي وأضاعها.
- اسكتا.. أنت وهو حذار أن أسمع صوتكما مرة أخرى.. هل فهمتما.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.