رواية الأيام بيننا ج72

تجلس سعاد في غرفتها على طرف السرير شاردة الذهن، يدخل عبد اللطيف ويجلس بجوارها قائلًا:

- ما بالك يا سعاد؟ إلى متى ستظلين تفكرين بما جرى؟ التفتي إلى نفسك ولي والذي حصل قد حصل!

تنظر إليه متعجبة:

- ماذا أفعل؟! هؤلاء أهلي ولا يهون عليَّ خصامهم لي.

يرد بفتور:

- أعلم ذلك، لكن ماذا بأيدينا أن نفعل؟! رأيت كيف طردنا والدك كل هذا بسبب الطمع في راتبك.

تلوم نفسها بالقول:

- لا أدري أعتقد أننا تسرعنا، ما كان يجب علي أن أسمع كلامك!

يستغرب:

- ماذا تسرعنا! قولي اكتشفنا حقيقتهم.

يطرق للحظات، ويغمز بعينه ويوكزها بكوعه:

- لا تكترثي يا قلبي، نحن في شهر العسل أم نسيت.

تنظر إليه باندهاش.

في الساعة السابعة مساءً عادل يجلس بجانب سعاد في غرفة الضيافة وهي تشاهد التلفاز، فيصل ونبيل وسيف يجلسون على الصوفة المقابلة لهما يحدقون بعادل بنفور ويغمغمون بكلمات غير مسموعة، يلتفت إليها ويهمس:

- أختي لماذا ينظرون إلي هكذا؟!

قالت بتململ:

- المسألة عادية جدًا، لا يقصدون شيئًا.

تصمت لوهلة مردفة:

- أنت لا تعرفهم، إخوة عبداللطيف طيبون، أحسن الظن بالناس!

تشيح بوجهها إلى التلفاز، يشدها من كم قميصها وهو ملتصق بها يوشوشها قائلًا:

- ألن تأتي لزيارتنا وتسلمي على أبي وأمي؟!

يحملقون بعادل بنظرات حادة، بينما تنظر إلى التلفاز وهي تضع يدها على رأسها وتتكئ بكوعها على وسادة الصوفة مجيبة بعدم اكتراث:

- لا أنا مشغولة هذه الأيام!

الساعة الثامنة يرجع عادل وقد بدا عليه الحزن والكدر. في غرفة النوم تجلس أم ماجد على الكرسي المقابل للسرير وأبو ماجد يجلس على الكرسي الآخر المجاور لها، تنظر إليه وتعقد حاجبيها قائلة:

- أرأيت يا أبا ماجد، رجع عادل من بيت سعاد مهمومًا حزينًا، لقد عاملوه بجفاء وعدم اهتمام، حتى إنها لم تقدم له شيئًا.

يهز رأسه بتأكيد:

كلام ماجد عنهم صحيح، أرسلنا عادل كي تلين عندما تشاهده وترجع عن قرارها، لكن يبدو أنها ماضية قدمًا في قرارها.

تتنهد بعمق:

- لنا الله يا أبا ماجد، لا تهتم سيعوضنا الله خيرًا.

قال باستسلام:

- والنعم بالله.

في المشفى وفي المناوبة الليلية، سعاد في غرفة الممرضات تجلس خلف المكتب، سامية وإيناس تجلسان على كرسي أسود طويل على زاوية الغرفة، تنظران لبعضهما تتناجيان وتضحكان بصوت منخفض، تتظاهر سعاد بعدم الاهتمام، يرتفع حدة صوتهما بالضحك والتغامز عليها، تشعر بالضيق تشيح بوجهها عنهما، تقف وتغادر الغرفة! تنظران إليها باستخفاف:

- هل سمعت آخر الأخبار عن صاحبتنا المزمجرة دائمًا.

ترد بشغف:

- هيا قولي يا إيناس، أريدُ أن أتشفى بها!

قالت:

لقد افتعلت مشكلة مع أهلها ووقفت بجانب زوجها ضد أهلها، فطردوها شر طردة.

تجيب بيقين:

- ألم أقل لك إنها لا تحب أحدًا! حتى أهلها تخلوا عنها.

تهز رأسها بالإيجاب:

- صدقت يا سامية لا خير فيها.

- اقرأ أيضاً رواية الأيام بيننا الجزء الأول

- اقرأ أيضاً رواية "الأيام بيننا"ج73.. روايات اجتماعية

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة