خارج البيت عند السيارة أبو ماجد ينتظر مجيء الأولاد والبنات، يذهب الجميع ويسلمون على والدتهم وتدعو لهم بالتوفيق والهداية، تغلق الباب خلفهم وقد كانت خلود هي آخر من خرجت، فهي مقربة جدًا من أمها ومتعلقة بها كثيرًا. عند السيارة جميع الأولاد والبنات دخلوا سيارة والدهم، أما عليّ بالكاد يحمل حقيبته يمشي وهو لا يطيق الذهاب إلى المدرسة.
في السيارة أبو ماجد يخاطبهم بالقول:
- ها... يا أولاد انتبهوا على دراستكم، شهادتكم هي أثمن ما تملكون.
يرد ماجد قائلاً:
- نعم يا أبي الشهادة هي مستقبلنا.
أبو ماجد: وأنتن يا بنات كيف دراستكن!
ترد هناء بثقة: الحمد لله يا أبي، المعلمة بالأمس جعلت زميلاتي يصفقن لي؛ لأني أجبت إجابة صحيحة.
أبو ماجد: ممتاز يا بنيتي.
في مدرسة الأولاد يلتقي عليّ بأصحابه ويصافحهم، لا ينتظم داخل طابور الصباح ينزوي هو وأصحابه ويتبادلون شرب السجائر، يعلو صوت النشيد الوطني والطلاب يحيون العلم.
في هذه الأثناء، المعلم أحمد يتجول ليطمئن على أن الصفوف تخلو من الطلاب المتغيبين عن الطابور. فجأة يلحظ عليّ وأصحابه!
يرمقهم بنظرة حادة:
- كلكم إلى مدير المدرسة.
عليّ: أرجوك يا أستاذ... أنا آسفة ولن نكررها مرة أخرى.
- كلا كلكم معي إلى مكتب المدير.
أحضر المعلم أحمد عليّ وأصحابه (يوسف، أمين، مشعل) إلى مكتب المدير. المدير في مكتبه يجري اتصالاً..
- شكرًا يا أبا إبراهيم... سنتابع الموضوع.
انتهى المدير من المكالمة، التفت إلى المعلم أحمد والطلاب الذين أحضرهم.
- نعم يا أستاذ أحمد؟ ما بال هؤلاء الطلاب؟
- لقد رأيتهم يدخنون في أحد الصفوف أثناء طابور الصباح.
- تتغيبون عن الطابور! وأيضًا تدخنون!
يخفض بصره مجيبًا بنبرة خافتة:
- نحن آسفون يا حضرة المدير هذه آخر مرة.
- آخر مرة.. وإذا تكررت سأستدعي أولياء أموركم.
يحدق بهم بنظرة ثاقبة:
- كل واحد منكم على فصله....هيا.
في البيت أم ماجد تُعِدُّ طعام الغداء، يرن الهاتف أبو ماجد على الجانب الآخر يسألها عن صحتها؛ فهي مريضة بالسكر وتأخذ حقن أنسولين، ويستفسر منها إن كانت ذهبت إلى المركز الصحي لأخذ حقنة الأنسولين أم لا.
- صباح الخير يا أم ماجد كيف حالك؟
- بخير والحمد لله يا أبا ماجد... لكن ما زال رأسي يؤلمني!
- هل أخذت حقنة الأنسولين أم لا؟
- نعم أخذتها ودخلت على الطبيب وأعطاني دواء لآلام الرأس وكتب لي أدوية أخرى.
- سلامتك يا أم ماجد، والآن ماذا أعددت لنا على الغداء؟
- الذي تحبه... طبخت صيادية.
- كل شيء من يديك لذيذ... تسلم يديك.
- ويديك...
تنتهي المكالمة وقد بدا عليها التعب والإرهاق بسبب الوجع الذي تشعر به.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.