خوله كامل عبدالله الكردي سبتمبر 30, 2023, 7:48 ص

رواية "الأيام بيننا" ج135.. روايات عربية

في غرفة البنات تجلس خلود تراجع المحاضرات، تدخل هناء وقد بدا عليها الضيق والانزعاج، تتنهد بكدر، تلتفت إليها خلود متسائلة..

- ما بالك يا هناء؟ لماذا تتنهدين وكأن هموم الدنيا على رأسك؟

تلوح بيدها بانفعال:

- هذه هدى، لم أر في حياتي بنتًا في مثل جرأتها؟

تقطب حاجبيها متسائلة:

- من هدى؟

- ألا تعرفينها؟ هدى بنت جيراننا.

- نعم عرفتها، ما بالها؟

- غشت جميع إجابات الامتحانات مني.

- وكيف ذلك؟ أليست الدكتورة مراقبة عليكم؟

- نعم، لكنها يا عزيزتي ذات بصر قوي وحاد مثل الصقر، استطاعت أن ترى كل إجابتي بكل سهولة.

تضحك ضحكات خفيفة، تضع يديها على خاصرتيها مستهجنة:

- علام تضحكين آنسة خلود، وأنا أشكو لك همي ويعلم الله ما بي من غيظ.

- ضحكت على (مثل الصقر).

- حسرة علينا، ارتدينا النظارة ونحن صغار، لم نتجاوز الثانية عشرة.

- قولي الحمد لله على كل حال.

- الحمد لله على كل حال.

تطرق للحظات.

- الظاهر أننا أسهبنا في الحديث عن هدى ودخلنا في باب الغيبة، استغفر الله.

(تلوي بوزها):

- الآن تذكرت، قاتل الله إبليسك، سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.

يجلس عادل على المقعد في الفصل ينظر إلى المعلم وهو يشرح الدرس، لؤي يجلس في جواره، يسجل على الدفتر ما يكتبه المعلم على السبورة، يسرح عادل بفكره، فيكزه لؤي بكوعه، ينتبه ويشرع في الكتابة متظاهرًا بالجدية.

في غرفة الممرضات يبدو على وفاء القلق والارتباك، تقبل أماني وتنظر إليها نظرات خاطفة مستغربة:

- ما بالك؟ أراك مرتبكة، هل أخبرتك المسؤولة شيئًا أزعجك؟

- ترفع كتفها بالنفي:

- لا، لأنني إلى الآن لم أذهب إليها.

تحملق بها بتعجب:

- ولماذا؟ أتطلبك المسؤولة ولا تذهبين؟

ترد بفتور:

- لا شيء يا أماني، فقط قالت لي عندما تنتهين من عملك تعالي، أريدك في أمر مهم.

- ما الأمر المهم باعتقادك؟

تجيب بنبرة متحقِّقة:

- هل يوجد غيره، من المُحَقَّق أن الطبيب عمر حرر في حقي كتاب شكوى، لكنني أشعر براحة نسبية؛ لأني أعرف المسؤولة شريفة، إنها طيبة وتنحاز إلى الممرضات ما دمن على حق.

- فهمت الآن.

تصمت برهة:

- أمرك إلى الله، اذهبي وانظري ماذا ستقول لك.

تهز رأسها بتوتر وتلتقي عيناهما في حيرة.

بقلم خوله كامل عبدالله الكردي

حاصلة على الماجستير في الإدارة التربوية ، خبرة في كتابة المقالات والقصص والروايات.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة