في غرفة الجلوس وفاء وهناء وخلود يتبادلن الأحاديث ويعلقن على برنامج طبي في التلفاز، وأمامهن صينية الشاي وطبق مكسرات وآخر به فواكه، ينزل ماجد من على الدرج مقطباً حاجبيه يمرق ولا يتفتق لسانه بكلمة، تنظر إليه وفاء باستغراب وتتبادل النظرات مع هناء وخلود.
يدلف ماجد إلى المطبخ، يفتح البراد، يتناول إبريق الماء يصب في الكوب، يجلس على الكرسي أمام طاولة تحضير الطعام متسائلاً في سره: "وفاء وهناء وخلود يتناجين فيما بينهن وعندما رأينني سكتن! يا ترى يتحدثن عني؟! أم عن موضوع العروس؟! الظاهر أن الغيرة قد بدأت!!"
سعاد في غرفتها ترضع سارة، تسرح في فكرها وتتحدث مع نفسها: "أما آن الأوان يا سعاد أن تذهبي لتطمئني على أهلك؟ ويرون سارة ويفرحون بها!!"
في الجامعة وفي قاعة المحاضرات تراجع هناء المحاضرة السابقة، تبدأ الطالبات دخول القاعة، بعضهن يتحدثن وأخريات يتهامسن ويضحكن وبعضهن يتناقشن في موضوع المحاضرة الجديدة، تدلف هدى إلى القاعة تحدق بهناء وتجلس آخر القاعة، تشيح هناء بوجهها عنها وتصوب نظرها على دفتر المحاضرات.
في المشفى تعكف وفاء على تضميد جرح طفل صغير تحمله أمه، يبكي بشدة، تبتسم له وتمسد على شعره وتمسك يده لتداعبه:
- مرحباً يا بطل، كيف حالك؟
ترتسم ابتسامة هادئة على وجه الأم:
- انظر.. انظر يا بني، الممرضة مسرورة منك؛ لأنك صبي مؤدب وهادئ.
يكف عن البكاء وينظر إليها ويبتسم ابتسامة لطيفة.
تغادر الأم وطفلها، يرن الهاتف تتنهد وفاء بقلق ثم ترفع السماعة مجيبة:
- صباح الخير يا حضرة المسؤولة، إن شاء الله سآتي حالاً.
تضع السماعة وتنفخ وجديها بكدر.
عادل مستغرق في النوم تدخل أم ماجد وتفتح الستائر:
- انهض يا عادل وراءك مدرسة هل نسيت؟! طابور الصباح على وشك الانتهاء وأنت مازلت نائم، هيا انشط وانهض.
يضع الغطاء على رأسه بتململ:
- دعيني يا أمي، أريد أن أنام.
ترفع الغطاء عنه مجيبة بحزم:
- هيا اصحُ، ما الذي جرى لك؟! سيغضب والدك إن لم تذهب إلى المدرسة.
يجلس على السرير ويتأفف:
- أووه قلت لك يا أمي لا أريد المدرسة، أريد العمل مع ماجد وعلي.
تحدق به بامتعاض:
- هيا يا ولد اترك عنك لعب الصغار هذا! هيا قم واغتسل وارتد ثيابك، الإفطار جاهز على السفرة، هيا لا تغلبني.
ينزل من السرير بتذمر ويتناول الفوطة ويضعها على كتفه:
- ماذا أفعل يا إلهي! حاضر يا أمي.
تقف عند باب الغرفة وتستعجله:
- أسرع؛ جرس الحصة الأولى سيقرع وأنت تماطل.
يعقد حاجبيه بانزعاج:
- أفٍّ للمدرسة ومن اخترعها!!
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.