في غرفة الممرضات، يبدو على وفاء الهم والزعل، تدلف أماني وتلحظ حزنها تمازحها بالقول:
- من الذي يأخذ عقلك هيا قولي لي؟
- ياه يا أماني ذهب تفكيرك بعيدًا! أفكر في هذه الحياة وهمومها!
تواسيها:
- لا تفكري كثيرًا اتركيها لله.
تتنهد ببطء:
والنعم بالله... لا أدري يا أماني إلى متى سأبقى هكذا؟ ذهبت سعاد وتركتني وحيدة، نفقات البيت كلها على ظهري!
- انسي موضوع سعاد وخلافاتكم معها، ذهبت لحال سبيلها! الآن يجب عليك أن تنظري لحياتك لمستقبلك، فكري في نفسك وفي أهلك كيف تساعدينهم!
- أساعدهم ما أقساها من كلمة! مشكلتي يا أماني أنني أشعر أنني بمفردي لا أحد يقف بجانبي! وإن حصل وتزوجت كيف سيدبرون أمورهم؟! أم هل سأصبح سعاد الثانية!
- إذا كان رجلًا صالحًا سيتفهم ظروفك وسيعينك على مساعدة أهلك وتقديم يد العون لهم.
- أنا في حيرة من أمري، لم يعد للحياة طعم!
- انتبهي يا وفاء هذه نبرة قد تدخلك في متاهات نفسية أنت في غنى عنها!
تهز رأسها وتزفر زفرة طويلة.
هناء في مواجهة هدى تجادلها بحدة وانفعال:
- اسمعي يا هدى هذه آخر مرة تسترقين النظر إلى ورقتي وتغشين، وإلا سأشكيك إلى الأستاذة!
تضع يديها على وسطها بتحد:
- أخبريها وماذا ستفعل؟! لا يوجد دليل على أنني غشاشة!
تحدجها بنظرة قوية:
- ابتعدي عني أفضل لك!
- أنا حرة لست أنت على آخر الزمان تأتين وتهدديني.
تشير بسبابتها:
- حسنًا، سترين ماذا سأفعل أيتها الغشاشة!
تغادر وتنظر إليها باستهانة:
- غشاشة... غشاشة لا دخل لك أيتها الأنانية.
تستدير وتتوعدها، تمصمص شفتيها وترفع صوتها:
- عجبًا لهؤلاء البشر حتى المساعدة لوجه الله باتت أمرًا مستهجنًا!
تتمتم هناء في سرها: "تتحديني يا هدى ها! حسنًا سأعرف كيف أوقفك عند حدك!"
أبو ماجد في غرفة الجلوس أمام التلفاز يشاهد الأخبار، يدخل ماجد بوجه ذابل وعينين زائغتين ويسلم:
- السلام عليكم يا والدي.
يرفع بصره ناحيته:
- وعليكم السلام... اجلس يا ماجد اجلس يا بني أريد الحديث معك.
يقطب حاجبيه ويصوب نظره إلى الأرض:
- نعم يا والدي تفضل.
- أراك متضايقًا! هل بسبب تأخر أمك في البحث لك عن عروس؟
يرد بنبرة مستاءة:
- إلى متى يا أبي! لقد وعدتموني ولم يحدث شيء، معظم أصدقائي وأبناء خالاتي فواز وقيس تزوجوا، حتى صالح زميلي في الشركة ولم يبلغ بعد الخامسة والعشرين سيتزوج الجمعة المقبلة، وأنا لا حول لي ولا قوة!
يريح يده على كتفه مطمئنًا:
- لا عليك... إن شاء الله سأطلب من أمك تعجيل موضوع خطبتك... ها هل ارتحت؟
يقف ويقبل رأسه:
- شكرًا لك يا والدي، أطال الله في عمرك.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.