تدخل سعاد البيت وعلى يدها الطفلة، يتبعها عبد اللطيف وعلى ظهره حقيبة، أم عبد اللطيف تقبِّل سعاد بجفاء منتزعة ابتسامة صفراء..
- أهلًا.. مبارك يا زوجة ابني... عقبال الولد.
ترد بفتور:
- بارك الله فيكِ عمتي.
ينحني ويقبِّل يدها:
- مبارك يا ولدي... جعلها الله قدم السعد عليك.
- أطال الله عمركِ يا أمي.
يبتسم ويربت على كتفه:
- مبارك يا بني.
يقبِّل رأسه:
- مبارك علينا جميعًا يا أبي.
أبو ماجد في مكتب المدير، وفهد يبدو الغضب على وجهه، وينظر إلى أبي سعد بضيق، يشير المدير فهد لأبي ماجد بالهدوء:
- هوِّن عليك يا أبا ماجد، لا تخف، سأتابع الموضوع بنفسي.
يلوِّح بيده بانفعال:
- كيف ذلك وقد حاول أن يستغفلني معتقدًا أنني لا أفهم بشروط التخليص الجمركي ليمرر الشحنة.
يرد ببرود:
- أرجوك يا أبا ماجد لا تحاول تحميلي المسؤولية!
يحدق به ويرفع نبرة صوته:
- إذن تريد تحميلي أنا المسؤولية!
يرفع يده ويجيب باستعلاء عاقدًا ساقيه:
- أنا لم أقل ذلك.
يوجِّه بصره لأبي سعد وأبي ماجد ويومئ برأسه:
- لحظة، أنا قلت سأتابع الموضوع، لا أريد هذا الجدال في مكتبي.
يشيح بوجهه بعيدًا ويقف ويضرب على طاولة المكتب بامتعاض:
- سنرى كيف ستحل.
يُدبر... المدير فهد وأبو سعد يتبادلان نظرات الاستخفاف.
يدق الباب وتعدل سعاد جلستها، يفتح عبد اللطيف الباب وتدخل أمل وتسلم على عبد اللطيف:
- مبارك أخي، جعلها الله ذرية طيبة صالحة.
- أعزك الله يا أختي.
تقبل سعاد:
- حمدًا لله على سلامتك، مبارك يا سعاد.
- بارك الله فيك يا أمل.
يأخذ الطفلة:
- ها يا أمل ما رأيك بطفلتنا الصغيرة؟
- ما شاء الله قمر، ما شاء الله تشبه سعاد.
- جبر الله خاطرك يا أمل.
- ها ماذا أسميتموها؟
- أسميناها سارة يا أختي.
- عاشت الأسماء يا آنسة سارة... تُربى في عزكما.
- جزاك الله خيرًا يا أمل.
أم ماجد وأبو ماجد في غرفة الجلوس يشاهدان التلفاز، الوقت شارف على الغروب، يتصفح الصحيفة ويتنهد، وتنظر إليه بارتباك:
- أبا ماجد... يا أبا ماجد..
- ها ما بالك يا أم ماجد؟!
- لا أعرف ماذا أقول لك!
سمَّر عينيه على الصحيفة:
- قولي هل الموضوع مهم إلى هذه الدرجة؟!
- لا أدري حسب ما ترى أنت!
يطوي الصحيفة ويضعها بجانبه:
- ما بالك يا أم ماجد؟! أخبريني ما بك.
- عادل ينوي ترك المدرسة ليعمل مع أخويه!
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.