عبد اللطيف في المشفى يجلس بجانب سعاد، تدخل الممرضة وبيدها الطفلة، تناولها لسعاد، تقبلها برقة وتنظر إليها بسرور:
- انظر يا عبداللطيف، ما أجملها!
يهز رأسه بفتور:
- نعم.. نعم جميلة بالفعل!
تتعجب:
- أراك غير سعيد! هل لأنني أنجبت بنتًا؟!
يبتسم ابتسامة كالحة:
- كلا يا عزيزتي ما هذا الكلام إنها ابنتي.
في المطبخ يملأ ماجد الدلة بالماء ثم يلقمها القهوة، يشعل الموقد ويضع الدلة عليه، أم ماجد تجلس أمام طاولة تحضير الطعام تنقي العدس يجلس مقابلها:
- يا أمي إلى متى ستبحثين لي عن عروس؟!
تصوب بصرها نحو العدس:
- اصبر يا ماجد حتى تتصل بي خالتك، وعدتني بأنها ستجد لك العروس المناسبة وفق مواصفاتك.
يضع كفه على خده بحيرة:
- الله أعلم، أخشى أن تُشغل خالتي وتنسى موضوع العروس.
تتأفف:
- أف لهذا الولد، ألم أقل لك إنها وعدتني! لماذا أنت مستعجل؟! هذه الأمور يجب أن نتأنى بها، هذه حياة طويلة ستعيشها مع زوجتك.
ينظر إليها وهي منهمكة في تنقية العدس:
- ألم تقولي أنك أخبرت خالاتي وجارتنا أم خالد وأم غانم عن نيتي للزواج ووعدنك خيرًا.
- بلى يا بني، لكن موضوع الخطبة والزواج ليس بين يوم وليلة! هذه عِشرة سنين لا ساعة أو ساعتين، نريد أناسًا يتفهمون ظروفك ويقبلونك كما أنت.
- إذن اتصلي بها من باب السؤال عنها، وذكريها بموضوع العروس.
تضع الصينية على الطاولة:
- لا تخف سأتصل بها وأذكرها.
يتنهد بكدر:
- كان الله في عوني! سأصبر وأنتظر.
يسمع صوت فوران القهوة، تضرب كفًا بكف:
- هذا الذي جاءنا من زواجك وهمه... قم ونظف الموقد.
ينهض مسرعًا ويطفئ الموقد ويتناول إسفنجة ويشرع بالتنظيف:
- حالًا سأجعله يلمع كالزجاج.. لا يهمك.
يطرق قليلًا:
- أو تحسبين أنني مثل هناء أو خلود... انظري الموقد غير نظيف، تنظفانه من فوق، أنا سأجعله يرجع كسابق عهده ويكأنه جديد!
- هيا نظف ولا شأن لك بأخواتك! تدرسان في الجامعة، أعانهما الله همهما الدراسة وطلباتك التي لا تنتهي.
يقاطعها:
- ووفاء تأخذ عطلًا كثيرة لماذا لا تساعد في البيت؟!
تحدجه بنظرة حادة مؤنبة:
- ويلي عليها مصاريف البيت كلها على كاهلها بعد زواج سعاد وخلافها معنا، راتبها كله تعطيه لوالدك ولا تأخذ منه شيئًا... عندما تساعد والدك في مصاريف البيت وإيجاره ساعتها تكلم.
- أمي لماذا تتحدثين معي هكذا؟!
تفتح عينيها بحنق:
- لم يعجبك كلامي سيد ماجد؟! أنت همك متى ستتزوج تخشى أن تصبح عانسًا! خلتها مشكلة العالم! وذاك عليّ يركض وراء مزاجه ونزواته وجلب الغم والنكد إلى البيت، والصغير يريد ترك المدرسة! يا فرحتي بكم... اصمت أفضل لك!
يقطب حاجبيه ويغمغم بكلمات غير مسموعة.
يتبع.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.