ماجد في مكتبه يرتب الملفات في الأدراج ويلقي بالأوراق غير الصالحة في سلة المهملات، يفتح الكمبيوتر ويبدأ بإدخال أسماء البضائع وكمياتها ووقت تسلمها، يدخل صالح فجأة:
- السلام عليكم يا ماجد.
يقف ويمد يده ويصافحه:
- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته تفضل استرح يا صالح.
يجلس على المقعد أمام المكتب ويجلس ماجد مقابله يمد يده ويعطيه بطاقة وقد ارتسم على وجهه السرور:
- هذه هي بطاقة عرسي، أرجو أن تشرفني بالحضور أنت وعائلتك الكريمة.
يطرق قليلًا ويغتصب ابتسامة باهتة مجيبًا:
- آه مبارك يا صالح... ترى على وجهها الخير إن شاء الله.
- الله يبارك فيك والفأل لك.
- شكرًا لك... وتمم الله لك على خير.
سعاد في المطبخ تقف أمام موقد الطبخ تسخن الحليب، تمرق أم عبد اللطيف ثم تقف على عتبة المطبخ تنظر إليها من فوق لتحت وتضع يدها على خصرها استهزاء وتغادر، تلتفت سعاد وتهز رأسها أسفًا.
يرن جرس الهاتف أم ماجد تجلس على الصوفة في غرفة الجلوس ترشف الشاي، ترفع السماعة مجيبة:
- ألو.
- كيف حالك أختي أم ماجد؟
- أهلًا وسهلًا حياك الله أختي أم فواز.
- ها كيف أنت والأولاد.
- بخير والحمد لله وأنت كيف حالك وأبو فواز والبنات وفواز وزوجته؟
تزفر زفرة طويلة:
- الحمد لله يا أختي لا أحد يخلو من الهموم.
- أسمعك تشتكين! فضفضي يا أختي قولي لي ما الذي يكدرك.
- آه يا أم ماجد ماذا أقول لك، هذه زوجة فواز لا يعجبها العجب، دائمًا تتذمر وفي غرفتها ليل نهار لا تخرج منها! تتكبر علينا أختي ونحن صابرين، لا نريد أن يتضايق فواز وتنشب خلافات بينهما.
- ولماذا تتصرف هكذا؟! خلتها محترمة ستعيش معكم وترضى بما قسمه الله لها، وأنتم ما شاء الله عليكم لا تقصرون معها!
- لا تعرفين أختي! تريد أن تستقل ببيت لها، لا يعجبها الشقة التي تعيش فيها!
- هكذا هن الكناة يتعالين على دار الحماة كأنهن كن ملكات في بيوت أهلهن.
- آخ يا أختي يا حبيبتي لو كنت أعرف نيتها لأخرجتها منذ البداية، وأقنعت فواز أن يستأجر لها شقة بعيدًا عنا...
تصمت لثوانٍ مستطردة:
- تعرفين يا أم ماجد، أشك أن أهلها هم من لعبوا في رأسها واستحسنوا لها فكرة الخروج من عندنا!
- الله أعلم لا تظلمي أصهارك، أدع أن يهديها الله، ثم حاولوا أن تقنعوا فواز بالاستقلال ببيت له.
- لو يعرف فواز أفعالها لحردها إلى بيت أهلها، فواز عصبي ولا يطيق الحال المائل!
- اصبري عليها أنت في مقام أمها.
ترد بنبرة غيض:
- نعم مثل أمها! لو واحدة من بناتي فعلت ذلك لوبختها وأدبتها من جديد!
- لا يهم اصبري يا أختي.
- آخ لم يعرف أهلها تربيتها!
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.