خوله كامل عبدالله الكردي سبتمبر 16, 2023, 2:35 م

رواية "الأيام بيننا" ج124.. روايات اجتماعية

في الصباح وفي حديقة الجامعة، هناء وخلود تتجاذبان أطراف الحديث وقد بدت الحيرة تسيطر على ملامح هناء! تنظر إلى خلود قائلة:

- الدنيا كلها تعبٌ وهمٌ، أليس كذلك يا خلود؟

تتعجب:

- ما هذه النبرة اليائسة يا هناء ما عهدتها منك!

ترد:

- أنتِ أعلم يا خلود بمشكلات البيت والقطيعة التي أثرت فينا جميعًا بيننا وبين سعاد، وعناد عليّ وإصراره على تحدي والدي، وأنانية ماجد ولهفته على الزواج والخلاص من البيت وهمومه!

تنتزع ابتسامة باهتة:

- ماذا نفعل يا هناء هذا هو نصيبنا؟! والحمد لله على كل حال.

في ساحة المدرسة وقد امتلأت بالطلاب البعض يضحك ويلهو، والآخر يجلس على المدرجات يراجع دروسه وآخرون يقضمون الشطائر في المطعم ويثرثرون، منهم من يقضي الوقت يتندر على زملائه ومعلميه!

يجلس لؤي وعادل على المقاعد في الساحة الخلفية أمام ملعب كرة السلة يراقبان مباراة بين طلاب الفصل الرابع والفصل الرابع ٢، وقد علا الصراخ والتشجيع من قبل الطلاب وهتافات الحماس، المعلم يصفر للبدء بالجولة الثاني، يلتفت لؤي إلى عادل وقد لاحظ شروده:

- ها يا عادل أما زلت مُصرًا على ترك المدرسة والعمل مع أخويك ماجد وعليّ؟!

يشبك أصابعه ويتنهد ملتقطًا حصى صغيرة ويلقيها بعيدًا:

- هذا ما أريده، وأتمنى أن يوافق والدي، فقد تعبت كثيرًا من المدرسة والتزاماتها!

- لماذا هل رفض والدك أن تتركك المدرسة؟

يجيب بنبرة فاترة:

- كلا، لكن الظاهر أن أمي لا تريد إخباره خشية زعله! يكفيه هم البيت وبالأخص مشكلة أختي سعاد التي صدمته وأثَّرت في نفسه كثيرًا ومنغصات العمل.

يضع كفه على صدره ناصحًا:

- صدقني يا عادل دراستك أحسن لك لا تتركها وإلا ستندم.

يسحب نفسًا عميقًا إلى رئتيه ويفرك وجهه بكفيه تشوشًا وارتباك.

وفاء تجلس على المقعد أمام طاولة تحضير الطعام في المطبخ، أمامها كوب عصير ترتشف منه قليلًا مغمغمة في نفسها: "إلى متى هذا التعب والعناء؟! أنا أعمل وإخوتي لا يعطون أبي سوى اليسير ومصاريف البيت على ظهري وظهر والدي! وسعاد فضَّلت زوجها علينا وصرنا نحن أهلها أعداؤها! وحكايتها صارت على كل لسان الجارة التي ليس لها ناقة ولا جمل تتسلى مع الأخريات بسعاد وخلافاتها مع أهلها، وكأن مشكلات العالم انتهت وبقيت مشكلة سعاد ودار حموها؟! لكم أخشى أن يؤثر ذلك على حظوظي في الزواج ولا يأتي خطاب إلى بيتنا! يا لها من حياة كل شيء فيها كدر وشقاء! رحمتك يا رب ".

بقلم خوله كامل عبدالله الكردي

حاصلة على الماجستير في الإدارة التربوية ، خبرة في كتابة المقالات والقصص والروايات.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة

آداب

قراءة في رواية الغريب للكاتب ميرسو.. روايات عالمية

سبتمبر 27, 2023, 1:40 م - سومر محمد زرقا