أبو سعد في مكتب المدير أبي مشعل يرفع فنجان القهوة ويرتشف معقباً:
- ها يا أبا مشعل هل دريت أن أبا ماجد حاول إعاقة مرور شحنة الحديد التي تعاقدنا عليها مع البيك أبو طالب!
يهزّ الكرسي الجالس عليه مجيباً بعدم اكتراث:
- فليفعل ما يشاء، ما دام الباشا الكبير معنا لا يهمنا أبو ماجد ومن على شاكلته!
يفتح عينيه باندهاش متسائلاً:
- نِعم الكلام...
يريح جسده على المقعد ويضع ساقاً فوق الأخرى:
- صحيح يا أبا مشعل ما أخبار تشكيلة الحكومة الجديدة؟! هل أقول مباركٌ علينا!
يخفض صوته وتلتقي أعينهما:
- ليس بعد، وزير التجارة والصناعة الجديد شخصٌ نزيه أكثر مما ينبغي، الظاهر أنه سيقف لنا على كل خطوة نقوم بها، الباشا نفسه متوجسٌ منه!
يداعب شعيرات لحيته مفرجاً عن ابتسامة ماكرة:
- لا تقلق أبا مشعل كل واحد له مفتاح! ربما يريد رشة زائدة قليلاً عن أصحابه!
يطرق للحظات:
- لا أظن... لكن كل معضلة ولها حل، سندبره لا تقلق.
يتكئ بمرفقيه على طاولة المكتب معقباً بإطراء:
- آخ يا أبا مشعل أيني من ذكائك وفطنتك.
يرفع حاجبيه بزهوٍ:
- أنا أبو مشعل من يرد أن يتحداني سأدوس عليه مهما كان الثمن!
ينظر إليه بإعجاب واضعاً كفيه على مسندي المقعد ويضحكان بنشوة.
أم ماجد في غرفة النوم تجلس أمام التسريحة توضبها وتزيح الغبار عنها، يدلف أبو ماجد ويسلم:
- السلام عليكم يا أم ماجد كيف الحال؟
تنظر إلى المرآة وتلمعها مجيبة:
- الحمد لله بخير.
يجلس على السرير ويسند ظهره إلى الخلف ويمد رجليه واضعاً كفه فوق رأسه:
- ياه كم أنا متعب!
تستدير متسائلة:
- ما بالك يا أبا ماجد هل حدث معك شيء في العمل؟!
- لا أشعر بالتعب قليلاً.
تتمتم في سرها قائلة: "لا أدري هل أخبره عن رغبة عادل في ترك المدرسة والعمل مع أخويه! أم أؤجلها ليوم آخر، الظاهر أنه متعب جداً، لا أريد أن أشغل تفكيره بمشكلات الأولاد! يكفيه هموم عمله".
يناديها:
- أم ماجد... يا أم ماجد.
تنتبه:
- نعم يا أبا ماجد..
- ماذا دهاك هل سرحتِ؟!
- لا فقط أُفكر في مشاغل البيت! هل تحتاج إلى شيء؟
يضطجع على جنبه الأيمن:
- أطفئي الأنوار، أريد أن أغفو قليلاً.
- حسناً.
يفرد الغطاء على جسده، تنهض وتطفئ الأنوار وتغلق الباب بهدوء وتتنهد بقلق.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.