خوله كامل عبدالله الكردي سبتمبر 14, 2023, 9:55 ص

رواية "الأيام بيننا" ج122.. روايات اجتماعية

تصفن للحظات معقبة:

- يا بني أريدك أن تكمل دراستك وتصبح مهندسًا أفتخر به بين الناس.

يقطب حاجبيه:

- يا أمي هؤلاء المهندسون ماذا فعلوا؟ كثيرٌ منهم عاطل عن العمل، لم يستفدوا من شهادتهم سوى بروزتها وتعليقها.

- لا يا عادل الشهادة مهمة جداً هذه الأيام، ومهنة المهندس مطلوبة في كل زمان ومكان، هي شهادة للمستقبل تفيد بها نفسك وبلدك.

- أي بلد هذه التي لا تؤمن لنا عملاً كريماً يرفعنا عن حاجة البشر!

تندهش:

- ما هذا الكلام يا عادل؟! من أين سمعته؟! لن ينفعك بشيء مدرستك هي ضمانك الوحيد، جسمك سيتعب من العمل الشاق وأنت في هذا العمر الصغير! فكِّر يا بني ولا تستعجل.

- أمي أنا فكرت كثيراً وتعبت من التفكير، وهداني تفكيري إلى ترك المدرسة والعمل مع إخوتي.

- لا حول ولا قوة إلا بالله... يا رب كيف أقنع هذا الولد.

- لا تتعبي نفسك يا أمي، أنا لست من الذين يحبون الدراسة ويحلمون الحصول على أعلى النسب لدخول الجامعة.

- انظر يا بني لصديقك لؤي، ما شاء الله عليه يريد أن يدرس ويدخل الجامعة ويعمل في وظيفة تريحه، بدل التعب والشقاء الذي تريد أن تقحم نفسك فيه.

- أمي أرجوك هذا شأنه أنا لست لؤي! جئت إليك كي تقنعي والدي بما قلته لك، ساعديني وكوني معي.

تضع كفها على خدها بلا حيلة.

في مؤسسة الموانئ والسفن، أبو ماجد يجلس خلف مكتبه وقد ظهر عليه الضيق والانزعاج، يدخل حمد ويلحظ تضايقه متسائلاً:

- ها يا أبا ماجد ما بالك أراك متجهماً! هل حدث معك شيء؟!

يتكئ بمرفقيه على مكتبه مجيباً بانفعال:

- تسألني لماذا غضبان! أبو سعد يا سيدي لن يترك طبعه الانتهازي يعتقد أنه يستطيع استغفالي والضحك عليَّ!

- لماذا؟! ما الذي فعله هذه المرة؟!

- انظر لهذه الأوراق يريد مني أن أوقع عليها ولم تستوف شروط التخليص الجمركي، يعتقد بحذفه الشرط الخامس سيمرر البضاعة، لا يعرف ذلك المغفل أن جميع شروط التخليص الجمركي أحفظها عن ظهر قلب.

- ما الذي ستفعله يا أبا ماجد، المدير أبو مشعل من خلفه! وأنت الأدرى من يسند أبا مشعل!

- سندي الله يا أبا حسين..

- والنعم بالله.

في الجامعة وفي كلية التربية، تجلس هناء في فناء الجامعة تراجع المحاضرات بكل جدية ومثابرة، تسرح في الحديث الذي جرى بينها وبين خلود وتتنهَّد، مستذكرةً ما كان بينها وبين الأستاذة عليا والغبن في درجاتها تتنهد متمتمة في سرها: "تبقى معلمتي وعلي أن أحترمها مهما حصل! ربما أنا من أسأت فهمها! وفي النهاية نحن بشر نصيب ونخطئ".

بقلم خوله كامل عبدالله الكردي

حاصلة على الماجستير في الإدارة التربوية ، خبرة في كتابة المقالات والقصص والروايات.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة

آداب

رواية "بائعة الأحلام" للكاتب جابرييل جارسيا ماركيز.. روايات عالمية

سبتمبر 25, 2023, 10:34 ص - مصطفى جاد ابو العز