في غرفة الأولاد يتحدث ماجد مع علي مستفهمًا:
- عليّ ما هي مشكلتك لماذا لا تلتزم في عملك؟!
يرد بنبرة حادة:
- ومن قال إنني لا ألتزم؟
- العم أبو غانم قال لي صبيحة اليوم!
- أنت بنفسك رأيتني أذهب وأروح وأجيء معك من العمل؟ فلماذا تسألني!
- نعم صحيح، لكن في عدة مرات أكون أنا خارج مكتبي، أشرف على نزول البضائع عندما تصل إلى الجمرك وأعمل على تخليص الأوراق ولا أرجع إلا في نهاية الدوام! إذن لست معك طوال اليوم.
يتهرب:
- اووه يا ماجد... لا عليك سأتحدث معه وأفهمه الحقيقة.
يستغرب:
- أي حقيقة؟! توهمني أنك في مكتبك وأنت في حقيقة الأمر تتسلل وتخرج حتى من غير إذن أبي غانم! ما هذا الكلام؟!
يقطب حاجبيه بعبوس:
- قلت لك أنني سأدبر الموضوع مع أبي غانم، لا تتدخل في شؤوني يا ماجد أرجوك؟
- ما لي ومالك! المهم إذا سألني أبو غانم سأقول له ما قلته لي!
ينفخ وجديه بانزعاج.
في المشفى وفي غرفة الممرضات تجلس سعاد وتضع كفيها على رأسها وقد بدا على وجهها الشحوب والتعب، تنهض وتأخذ حقيبتها وتتجه إلى مكتب مسؤولة القسم نيڤين، تدق الباب:
- نعم تفضل.
- السلام عليكم حضرة المسؤولة.
- السلام عليكم ورحمة الله أهلًا ممرضة سعاد.
ترتسم ابتسامة هادئة على وجهها وتشير بيدها:
- تفضلي اجلسي.
تجلس بتثاقل، تنظر إليها المسؤولة بتعجب:
- ما بالك يا سعاد؟! هل أنت متعبة؟
- نعم حضرة المسؤولة... وأريد بعد إذنك أن آخذ إجازة مدة أسبوعين، فالحمل يتعبني كثيرًا.
تسحب ورقة وتكتب ثم توقعها وتتناول الختم وتختمها:
- حسنًا ممرضة سعاد... هذه هي الإجازة وسلامتك.
تمد يدها وتأخذ الورقة:
- سلمك الله شكرًا حضرة المسؤولة.
تهز رأسها ببشاشة:
- على الرحب والسعة.
بعد نصف ساعة تصل سعاد إلى البيت، لا أحد يجلس في غرفة الضيوف تتنفس بارتياح، تصعد الدرج وتدلف إلى غرفتها، تأتي أم عبد اللطيف بغتة من المطبخ تقف عند الدرج تهز رأسها بغيظ!
عادل أمام غرفة والديه متسمرًا في مكانه يفكر ماذا سيقول لأمه في موضوع تركه الدراسة، يطرق طرقات خفيفة، تنتبه أم ماجد في أثناء توضيبها للثياب، ترد:
- أدخل.
يدخل ويغلق الباب، وقد شعر بأن يديه تتعرقان، ترفع رأسها قائلة:
- هذا أنت يا عادل تعال اجلس يا بني.
يجلس وقد بدا عليه الارتباك والحيرة، تحدق به متسائلة:
- هل يوجد شيء؟! وجهك ذابل على غير المعتاد!
يبتلع ريقه بصعوبة:
- أمي أريد أن أقول لك أنني توصلت إلى قرار بشأن مدرستي!
تقف وتضع الثياب في الدولاب وتغلقه، ثم تعود وتجلس مقابله ناظرة إليه بتوجس:
- اللهم اجعله خيرًا... ما هذا القرار سيد عادل؟
يتوتر:
- أمي قرَّرت أن أترك المدرسة وأعمل مع أخوي ماجد وعليّ!
تصفن فيه للحظات.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.