أبو ماجد في مكتبه ساهمًا يفكر وبصره مصوب على النافذة يدق الباب ينتبه قائلًا:
- تفضَّل.
يدخل أبو سعد وبيده ملف:
- صباح الخير كيف حالك يا أبا ماجد.
يمد يده ويصافحه، يشير بيده إلى الكرسي مرحبًا:
- الحمد لله بخير تفضل يا أبا سعد اجلس.
يمد يده بالملف:
- تفضل يا أبا ماجد هذه أوراق تخليص شحنة الحديد.
يأخذها ويضعها أمامه على المكتب:
- حسنًا سأطلع عليها وإذا وجدت أي ملاحظة سأبلغك.
يتظاهر بالابتسام:
- إن شاء الله... لكن أرجو ألا يتأخر اطلاعك على ملف الشحنة؛ لأن شركة الحديد الإقليمية لديها تفاهمات مع الحكومة المحلية، وهذا يتطلب إنهاء إجراءاتها بأسرع وقت ممكن.
- لا يهمك يا أبا سعد سأراجعها وأجري بعض الاتصالات الضرورية.
يقف استعدادًا للخروج ويهز رأسه معقبًا:
- إذن على بركة الله... أستأذنك يا أبا ماجد ورائي مشاغل كثيرة.
- إذنك معك تفضل.
عبد اللطيف يجلس على المقعد أمام جهاز الفيديو، يضع شريطًا ويدير الفيديو وأمامه طبق مكسرات وكوبين من العصير، تجلس سعاد بجانبه وتتكئ بمرفقها على مسند الكرسي بامتعاض، يبادرها قائلًا وعيناه متسمرة على الفيلم:
- ها يا سعاد كيف أنت اليوم... إن شاء الله عبودي بخير.
تنظر إليه متعجبة مجيبة بفتور:
- الحمد لله بخير.
- الحمد لله...
تتساءل وعيناها عليه في أثناء متابعته للفيلم:
- أشعر أنك تود قول شيء.
- سبحان الله كأنك معي! نسيت أن أقول إنني بحاجة إلى بعض المال حتى أشتري أغراضًا للبيت.
تستغرب:
- البيت لا ينقصه شيء... تغمغم في سرها: "إلا إذا أردت أن تعطي أهلك هذا شيئًا آخر".
يبرر:
- تعلمين يا حبي أن البيت مصاريفه كثيرة لا تنتهي!
تفتح حقيبتها وتخرج المحفظة:
- هاك تفضل.
يفرك يديه بحماس:
- تسلم يدك يا أعز زوجة في الدنيا.
يفتح عينيه بنشوة:
- انظري يا سعاد... أوه أشعر بتعرق...
تتأفف بصوت غير مسموع:
- عبداللطيف كم مرة قلت لك لا تحضر هكذا أفلام للبيت.
- ما بالك هذا الفيلم أخذ جوائز عديدة!
- ما شاء الله... أتساءل في نفسي لماذا العالم كثر فيه الانحطاط الأخلاقي!
يغمز بعينه:
- ما رأيك ها..
تتجهم وتصيح في وجهه:
- اتقِ الله يا عبداللطيف الله فوقنا ويرانا... وقم وصلِّ قبل أن يحاط بك!
تقذف مسند الكرسي على شاشة التلفاز وتصفق الباب بشدة وتغادر...
يلوذ بالصمت لحظات... يمسك الطبق بغتة ويضربه على الحائط بحنق ويتهشم مهمهمًا بصوت مرتفع: "تبًا لك... الظاهر أن والدك لم يربيك! أنا من سيربيك يا سعاد!
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.