تدخل غرفتها وتلقي بحقيبتها على التسريحة وتتكئ بكفيها على طاولة التسريحة وتنهار باكية، يدخل عبد اللطيف ويراها تبكي بحرقة يضع يده على كتفها متسائلًا بقلق:
- سعاد ما بالك تبكين؟! ما الذي حصل... أخبريني؟ أخبريني أرجوك... كفي عن البكاء.
تجهش بالبكاء ثم تجلس على طرف السرير وقد احمرت وجنتاها وعيناها، ترد بصوت متحشرج:
- ألا ترى أمك وأختك تسخران مني في كل مرة أعود فيها من العمل، الله وحده أعلم بتعبي ومعاناتي!
يجيب بنبرة مطمئنة:
- كلا يا عزيزتي مؤكد لا تسخران منك، بل ربما موقف ما خطر في بالهما أضحكهما... لا تكوني حساسة لهذه الدرجة!
تمسح دموعها مجيبة بنبرة مختنقة:
- قلها لا تستحي... أنا أتبلى عليهما!
يهز رأسه بالنفي:
- سعاد حبيبتي يا أم عبود...
تصمت برهة ثم تنظر إليه مستغربة:
- من هذا عبود؟!
- عبود ابننا القادم...
ترتسم ابتسامة رقيقة على وجهها، يوكزها بكوعه:
- هكذا أريدك سعاد التي أعرفها...
في المطبخ تتعالى ضحكات أم عبد اللطيف وأمل، تعاجلها قائلة:
- أرأيت هكذا هي في غرفتها ليل نهار لا نفع ولا فائدة منها!
- أمي دعيها وشأنها مسكينة.
تفتح عينيها على اتساعهما:
- مسكينة! آه أنت لا تدرين! نحن المساكين يا عبيطة!
تعقد حاجبيها بانزعاج:
- أمي لا تقولي عني عبيطة!
- وماذا أقول؟ زوجة أخيك حية رقطاء، أنت أمامها حمامة وادعة.
- هكذا ترين...
- طبعًا حبيبتي أنت مدللتي الصغيرة... هههه.
تحتضنها وتقبلها... يدلف عبد اللطيف إلى المطبخ، يستفسر باستنكار:
- يا أمي مالك وسعاد! المسكينة تبكي بغرفتها وهي حامل لا يجوز لها الزعل!
تنفعل:
- هل جننت يا ولد هل جئت لتحاسب أمك؟! دعها علها تنفجر من البكاء!
- أمي ما هذا الكلام.. قولي شيئًا يا أمل!
تجيب بخفوت:
- عبداللطيف أخي... زوجتك جاءت من العمل مزمجرة وعاقدة حاجبيها لا تعير اهتمامًا لأحد.
- أرأيت هذه أختك تشهد.
يستعطفها:
- أمي (سوسو) رقيقة خذيها باللين..
تقاطعه مستهجنة:
- ومن (سوسو) أيها الأبله؟
- (سوسو) يا أمي زوجتي..
- أكملك الله بالعقل.
يستطرد:
- تعرفين يا أمي أنها تساعدنا في مصاريف البيت وإيجاره!
تقطب حاجبيها بضيق:
- تساعدنا أو لا تساعدنا... لا تشغلني بهمومك وهموم ست الحسن (سوسو) زوجتك.
تضع كفها على فمها وتضحك،
يحملق بها:
- على ماذا تضحكين آنسة أمل؟!
يتبع.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.