عادل في مكتب المدير، المدير يطلب منه إحضار والده ليعطيه ورقة:
- خذ هذه الورقة، عليك إحضار ولي أمرك غدًا للضرورة.
يأخذ الورقة وقد بدا عليه الارتباك:
- إن شاء الله، حضرة المدير.
يحدق به:
- هيا عد لصفك.
يقف في الميناء أبو ماجد بجانب شاحنة، ويمسك بيده ملفًا ويسجل، ينزل السائق مقطبًا حاجبيه وأبو ماجد يسأله:
- منذ متى هذه البضاعة هنا؟
يرفع كتفيه بالنفي:
- لا أعرف...
يرد بنبرة حادة منفعلة:
- كيف لا تعرف والبضاعة في شاحنتك؟
- صدقًا لا أعرف، طلب مني أبو سعد أن أقود الشاحنة إلى ساحة الميناء.
يهز رأسه ويشرد بتفكيره هنيهة:
- قلت لي: أبو سعد، ها... فهمت الآن.
يدلف إلى مكتبه ويلقي بالملف على الطاولة، يسحب الكرسي ويسند ظهره إلى الخلف متمتمًا في سره:
- إذن، لا يزال أبو سعد يعمل من وراء ظهري، تريد أن تورطني يا أبا سعد، أليس كذلك؟ لكن هيهات، سأعرف كيف أقطع الطريق عليك.
في البيت يجلس عادل بجانب أمه وهي تطرز وشاحًا، يسحب الورقة من جيبه بتوجس:
- أمي، أعطاني هذه الورقة مدير المدرسة...
ترد وهي منهمكة في تطريز الوشاح:
- ما بها هذه الورقة؟
يخفض نبرة صوته:
- يطلب المدير حضور والدي...
ترفع رأسها وتعقد حاجبيها بضيق:
- هل فعلت شيئاً؟
- كنت بصراحة أرقص وأغني، لكن لست وحدي، كل زملائي كانوا يشاغبون، والمعلم لم يعاقب أحدًا سواي.
تستغرب:
- لماذا أنت بالذات؟
يرفع كتفيه بحيرة:
- لا أدري يا أمي.
تؤنبه:
- لا تدري! تعرف كيف ترقص وتغني فقط، ولا تعرف الانتباه لدروسك لتنجح!
تجلس وفاء في غرفة البنات على السرير متربعة، وهناء تجلس على الكرسي أمام الطاولة تستدير إليها متسائلة:
- ما بالك يا وفاء؟ أراك ساهمة تفكرين، ما الشيء الذي يشغلك؟
- قولي أشياء كثيرة...
تتسارع نبضات قلبها:
- اللهم اجعله خيرًا، ماذا حدث معك؟
- اليوم مسؤولة القسم الممرضة شريفة سألتني عن سعاد...
تفتح عينيها باتساع:
- حسنًا، وماذا بعد...
- قالت إن ابنة عمها تعرفت إليها وسألتها عني.
- إذن، تخافين أن يعرف الجميع ماذا حدث، وتلوك الألسن سيرتنا؟
- نعم، هذا ما أخشاه... لا أعرف لماذا فعلت بنا سعاد كل هذا؟
- لا عليك، هكذا بعض الفتيات، يفضلن أزواجهن على الأهل الذين ربوا وتعبوا...
- آه... يا ويلنا من القادم!
- توكلي على الله يا وفاء، سيفرجها الله من حيث لا نحتسب..
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.