أبو ماجد في مكتب المدير فهد، والمدير يتحدث بالهاتف، وأبو ماجد يجلس على المقعد أمام مكتب المدير، ينهي مكالمته ويضع السماعة مصوبًا نظره باتجاه أبي ماجد:
- نعم يا أبا ماجد، هل قلت إنك تريد إجازة؟
يهز رأسه بالإيجاب:
- نعم، حضرة المدير إن كان في الإمكان.
يستفسر:
- هل يوجد أمر ما ضايقك في العمل، أريد أن تكون مرتاحًا في عملك، فأنت موظف نزيه ونشيط.
يرد بالنفي:
- كلا، حضرة المدير، فقط شعرت بالتعب وأحتاج إلى الراحة قليلًا.
يجيب بتفهم:
- إن شاء الله خيرًا... سلامتك.
يأخذ القلم ويوقع الورقة التي أمامه، معقبًا:
- حسنًا كما تريد، وهذه هي الإجازة، وقعتها لك...
ينظر إليه بارتياح:
- شكرًا أبا مشعل.
يبتسم:
- إذا أردت شيئًا فما عليك إلا أن تطلب، أنت تستحق أكثر من ذلك يا أبا ماجد.
بعد ساعة يدخل أبو ماجد البيت، وفكره مشغول بمرض أم ماجد وتأخر عليّ عن البيت ساعات متأخرة من الليل، يجلس على الأريكة الطويلة في غرفة الضيوف، يسحب نفسًا عميقًا ويتنهد، ويسند رأسه إلى ظهر الأريكة، تحضر أم ماجد وتجلس بالقرب منه:
- يعطيك العافية.
- الله يعافيك.
تسأله:
- لقد عدت مبكرًا، لعله خير.
- هو خير إن شاء الله، لقد طلبت إجازة مدة أسبوعين.
قالت باستفسار:
- هل قال لك المدير شيئًا؟
يرد بعفوية:
- لا، لم يقل شيئًا، وقعها وأعطاني إياها.
- الحمد لله، إذن سأذهب وأجهز الغداء.
قاطعها:
- هل أتى علي؟
يظهر على وجهها الارتباك:
- نعم، وهو نائم في غرفته.
تكتسي ملامحه بالاستياء، ويضغط على حاجبيه بإصبعيه بتوتر...
في المشفى تفحص سعاد ضغط المريضة، المريضة ممددة على السرير، يرن الهاتف فترفع السماعة مجيبة:
- ألو، آه نعم، أنا جاهزة سأحضر فورًا...
تخرج من غرفة المريضة وتتوجه إلى الصيدلية، تمر سامية بالصدفة وتدلف إلى غرفة المريضة مستعلمة:
- ها... كيف حالك يا حاجة، إن شاء الله بخير.
تهز رأسها وتنظر إليها:
- الحمد لله يا بنتي بخير.
تدس كفها بجيب معطفها:
- ها...هل فحصوا لك الضغط؟
تجيب:
- نعم، لقد كانت هنا ممرضة اسمها سعاد، فحصت لي الضغط وجاءتها مكالمة هاتفية وذهبت!
تسألها بإلحاح:
- هل فحصت لك الضغط أم لا؟
تهز رأسها باستغراب:
- نعم، قلت لك إنها فحصت لي الضغط، وذهبت لا أدري إلي أين؟ وأنا متعبة يا بنتي ولا أستطيع التنفس جيدًا...
قالت:
- دعيني أرى.
تمد المريضة يدها وتضع السماعة على أذنيها وتراقب المؤشر:
- ضغطك مرتفع قليلًا، تحتاجين إلى دواء، سأعطيك إياه في الحال.
تبتسم ابتسامة ذابلة:
- إن شاء الله، شكرًا لك يا بنتي.
- اقرأ أيضاً رواية الأيام بيننا الجزء الأول
- اقرأ أيضاً رواية "الأيام بيننا"ج84.. روايات اجتماعية
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.