تهاتفه بحنق:
هل هذا يجوز يا ماجد... زوجتك نادية تتحدث مع فريال وتشجعها على مكايدتنا؟!
يرد بنبرة معترضة:
هذا الكلام غير دقيق، لا تتحدثي عن زوجتي بهذه الطريقة... هل فهمتِ!
تنفعل:
ما شاء الله، زوجتك الآن صارت هي الصادقة ونحن أخواتك الكاذبات المفتريات عليها! لا حول ولا قوة إلا بالله.
ينهرها بحسم:
اصمتي ولا تتفوهي بكلمة واحدة عن زوجتي، افتعلتن المشكلات مع زوجة علي والدور الآن جاء على زوجتي، أليس كذلك... ها! كلا يا آنسة خلود لن أمكِّنكُنَّ من غايتكن!
الصدمة تداهمها وتعقد لسانها عن الرد وإعادة الاعتبار لنفسها وأخواتها، تنهي المكالمة والألم والخيبة تعتصران قلبها.
سعاد تقف أمام موقد الغاز، غلاية الشاي على عين الموقد، يتناهى إلى مسامعها صوت زغاريد وغناء وتصفيق عالٍ، متسائلة:
من أين هذا الصوت؟! أيعقل أن يكون من بيت علي؟!
تطل من النافذة:
كما توقعت، الصوت قادم من بيت علي... آه، إلى هذه الدرجة وصلت بك يا علي أنت وزوجتك أن تقيما حفلة صاخبة، وأمك مريضة لا يعلم إلا الله ما الذي يمكن أن يحصل لها بين ساعة وأخرى! يا لكما من حمقى... كيف طوعت لك نفسك يا علي أن تخنع لزوجتك؟! وتجاريها بأفعالها الكيدية ضدنا! يا خسارة يا علي... يا خسارة.
يعلو صوت صراخ أم ماجد، تدلف سعاد إلى الغرفة وتلمح خلود ووفاء تبدلان ثيابها، تساعدهما، ثم تعطيها وفاء دواءها.
يغالبها النعاس، تضع رأسها على الوسادة، وتغط في نوم عميق. تطفئ خلود الأضواء ويدلفن خارج الغرفة، تفاتحهن:
هل تسمعان؟ فريال تقيم حفلة وأمي مريضة!
ترد خلود بتهكم:
نعم... تقيم حفلة ونحن في هذه الظروف الصعبة! وأمي، الله أعلم ما الذي قد يحدث لها في الأيام المقبلة!
تهز وفاء رأسها بحسرة:
يا ليتكِ تعودي يا أمي كما كنتِ! صار البيت موحشًا لا يُطاق من دون نفسك وصوتك الذي اعتدنا عليه، ذهبت تلك الأيام إلى غير رجعة... ما الذي بأيدينا فعله غير الدعاء أن يشفيك الله ويردك إلينا كما نحب.
الساعة السابعة مساءً، عادل في زيارة لبيت هناء، تحدثه بنبرة حزينة:
كيف حالك يا عادل وكيف حال أمي وأخواتي!
الحمد لله يا أم أحمد على كل حال!
تتعجب:
وما لك تقولها وكأن على ظهرك حمل ثقيل؟! ما الذي حصل يا أخي؟!
يرد بنبرة باهتة:
ماذا أقول لكِ يا هناء؟! فريال زوجة علي قدمت شكوى ضد بسمة في مركز الشرطة!
تندهش:
عجيب، ما الذي جرى؟!
يوضح:
لم تفعل شيئًا سوى أنها مطلوبة للشهادة مع أخواتي، فاغتاظت منها فقدمت شكوى كيدية ضدها.
تشعر بأسى:
لا حول ولا قوة إلا بالله.
في هذه الأثناء، يعلو صوت مشاجرة بين بسمة وفريال:
أيها الغجر سأعرف كيف أربيكم، حتى تأتون إليَّ خانعين تقبلون يدي كي أرضى عنكم!
ترد بقوة:
أنتم الغجر عديمو الإحساس والذوق!
تجيب بعصبية:
ماذا؟ تشتمينني في بيتي؟! أمهليني يا سيدة بسمة... عهدًا عليَّ، هذه المرة سأجعلكِ الزائرة المفضلة للسجن!
فجأة ثارت وبدأت تصرخ وتنتحب:
آه.. آه يا عيني آه...
تصاب بالذهول:
هي أنتِ، ما بالكِ لم أفعل لكِ شيئًا!
تتوعد:
سأربيكِ من جديد أنتِ وزوجكِ!
تتسمر مكانها وقد اجتاحتها علامات الذهول والتعجب، مجيبة بلا مبالاة:
افعلي ما تحبين يا معقدة!
تصعد إلى بيتها وتصفق الباب بشدة... تشعر أن حرارة جسدها قد ارتفعت وتزفر زفرات حارة، متمتمة في سرها: هكذا يا بسمة... ها... أنا معقدة! أنت جنيتِ على نفسكِ وعلى زوجكِ يا ويلكِ مني.
يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.