رواية الأيام بيننا الجزء 235

في المساء وعند الساعة الثامنة، صوت جلبة في الخارج:

أخرجن يا عوانس... أخرجن حتى تعرفن قدركن أمام الناس كلهم.... سنفضحكن أيتها البائسات.

تتفاجأ خلود منادية:

سعاد... وفاء، اسمعا، الظاهر أنهن أخوات فريال...

تنذهل:

يا إلهي ما الذي تقولينه؟!

تستمع، تدلف وفاء مسرعة وسعاد تنظر من النافذة، ترفع العصا وتتوعد:

هيا أخرجن يا جبانات... هيا... سنكسر الباب عليكن...

يصرخن ويضربن الباب بالعصي، تلتفت خلود لوفاء، وقد اعتراها القلق ودقات قلبها تتسارع:

إياك أن تفتحي الباب، يبدو أنهن يردن الشر لنا!

تطل من النافذة:

تعتقدن أننا خائفات؟! لا، لسنا كذلك... أمنا المريضة هي من تمنعنا... هيا اغربن من هنا... هيا!

تلوح بالعصا:

هيا أخرجن... يا لكنّ من وقحات بائرات... هيا نريد أن نرى بأسكن... هيا...

تصيح سلوى:

هيا... أظهرن شجاعتكن واخرجن... دعْن أمين ينفعكن...

تضع يدها على فمها باندهاش:

هل رأيتِ يا سعاد؟! سلوى معهن وتشتمنا...

تهز رأسها بأسى:

عرفت فريال كيف تستغلها جيدًا... استحوذت على عقلها وألبستها علينا... لا حول ولا قوة إلا بالله.

تزم شفتيها بكدر:

كله بسبب علي... سمح لها أن تتطاول علينا... حسبنا الله ونعم الوكيل.

بعد انقضاء شهر...

ترفع فريال دعوى ضد وفاء وأمين وخلود، متهمة إياهن بالاعتداء عليها. بعد يوم واحد، يحضر مندوب من المحكمة إلى بيت أبو ماجد، ويسلم سعاد ورقة إشعار من المحكمة منطوقها حضور جلسة محاكمتهن بتهمة الاعتداء على فريال والتسبب بأذى جسدي ونفسي لها.

وبعد أسبوعين...

داخل قاعة المحكمة، تقف سعاد أمام القاضي وبجانبها تقف وفاء وخلود ثم أمين. على الجهة الأخرى تقف فريال وبجانبها أخواتها. ينظر القاضي إلى الملف، الصمت يسود قاعة المحكمة، والشحوب والحزن باديان على وجه سعاد ووفاء وخلود وأمين.

عند الساعة الخامسة مساءً، ترفع خلود السماعة:

ألو...

ألو، آه، أهلًا خلود... كيف حالكِ وحال الجميع؟

ترد بنبرة خافتة:

الحمد لله يا ماجد...

يتوجس:

خلود، ما بالكِ؟! هل حدث لأمي شيء؟!

تطمئنه:

كلا يا ماجد... لكن أريد أن أخبركِ شيئًا مهمًّا.

تزداد نبضات قلبه:

قولي يا خلود... اللهم اجعله خيرًا.

تجيب بزعل:

أخوك علي يا ماجد، زوجته فريال قدمت شكوى ضدنا في المركز الأمني، وحُولت الشكوى إلى القضاء.

يشعر بالصدمة:

كيف ذلك؟! هل يعقل أن يوافق علي زوجته على رفع دعوى ضدكن في المحكمة؟!

ترد بنبرة حزينة:

آخ يا ماجد... مرضت أمي، وفعل فعلته مع زوجته التي حرَّضت أخواتها على مهاجمتنا في بيتنا.

يتأسف:

لا حول ولا قوة إلا بالله.

تنهي المكالمة، والصدمة لا تغادر عقل ماجد، يدخل إلى غرفة الجلوس، ناقمًا، تنظر إليه نادية بتعجب:

ما بالك يا ماجد؟ مع من كنت تتكلم؟

يتأفف:

هاتفتني خلود لتوِّها... علي وزوجته الماكرة رفعت دعوى في المحكمة ضد أخواتي.

تستفهم:

ماذا تقول؟ لمَ فعلت ذلك؟!

افتعلت فريال مشكلة مع أمين، وادعت أنه ضربها بتحريض من خلود ووفاء.

ترفع حاجبيها بعدم اقتناع:

هل يعقل هذا؟! إنك تبالغ.

ما بالكِ؟ لا أبالغ، هذا ما أخبرتني به خلود.

تستعلم:

ومتى حدث كل ذلك؟

منذ أسبوعين تقريبًا...

تشك:

منذ أسبوعين والآن تذكَّرن الاتصال بك وإبلاغك؟!

يبرر:

لم يردن مضايقتي.

تتخابث:

لم يردن، أم يخفين شيئًا ما!

يتساءل بتعجب:

ماذا تقصدين بالضبط... أخبريني!

الآن يا ماجد لم تعد تعرف أن أخواتك صاحبات مشكلات؟!

يصمت ويحدق بها، وقد شعر بالارتباك والحيرة.

عند الساعة الخامسة والنصف مساءً، تهاتف فريال بحماس:

آخ منكِ، ماذا فعلتِ بهن؟! لقد أخبرني ماجد ولم أصدق.

تلمح سعاد تصعد الدرجات، ترفع صوتها بتحدٍ:

هل رأيتِ، لقد لقنتهن درسًا لن ينسينه طيلة حياتهن!

تفغر فاهها متمتمة بسرهاإلى هذه الدرجة وصل بك الأمر يا فريال... حسبي الله ونعم الوكيل... تتابع صعودها وقد سيطر عليها الذهول، وتدخل إلى البيت.

تتشفى:

سلمت يداكِ يا فريولة... لم أكن أعرف أنك داهية إلى هذه الدرجة!

تنتشي:

نعم، أنا فريال... وبعد، لم يرين وجه فريال الحقيقي!

يغزو وجهها ابتسامة ماكرة:

عرفتكِ، لستِ هينة... حتى سلوى تمكنتِ منها وسحبتِها لطرفك!

تغتر:

حبيبتي... جعلتها خاتمًا في إصبعي... لا يهمكِ، اعتمدي علي، سأربيهن ويأتين إليَّ مذلولات خانعات معتذرات.

تتلهف:

يا الله، متى يأتي هذا اليوم كي أشفي غليلي منهن.

تعدها:

قريبًا عزيزتي... قريبًا، لا تستعجلي.

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

أحسنت النشر.. بالتوفيق
أضف ردا

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة
بقلم خوله كامل عبدالله الكردي
بقلم خوله كامل عبدالله الكردي
بقلم خوله كامل عبدالله الكردي
بقلم خوله كامل عبدالله الكردي
بقلم خوله كامل عبدالله الكردي
بقلم خوله كامل عبدالله الكردي