رواية الأيام بيننا الجزء 233

يُقلِّب جواله، وبجانبه تظهر عليها أمارات الضيق:

علي... يا علي.

مصوِّبًا نظره نحو الجوال:

إممم... ماذا تريدين؟!

تمتعض:

ألم تعدني أنك ستفكر بموضوع انتقالنا إلى بيت آخر؟!

يهز رأسه:

متى وعدتك؟!

تنفعل:

ماذا دهاك يا أبا أمين... منذ يومين تناقشنا في الموضوع، أم عساك نسيت؟!

يلتفت إليها بتذمر:

أووه يا فريال، إلى أين سنذهب؟! إلى ما ترمين إليه بالضبط، فهميني...

تصفن به للحظات، وتلتقي أعينهما:

لا حول ولا قوة إلا بالله... الآن نسيت كل شيء؟!

يشيح بوجهه عنها متابعًا التحديق بجواله:

انسي الأمر برمته... صرفت النظر عنه!

تتنهد بقهر وتتكئ بمرفقها على الوسادة، تنظر إلى الساعة، تشير إلى الخامسة مساءً:

علي.

متمعنًا في جواله:

نعم...

ينقصنا بعض الأغراض للبيت، يجب علينا الذهاب إلى السوق لشراء ما نحتاج إليه.

حسنًا، جهِّزي نفسك.

بعد مرور ساعة، يوقف السيارة أمام البيت، ويخرج علي، وعلى الجهة الأخرى تدفع فريال باب السيارة، وبيدها كيسا تسوّق. تدلف إلى البيت هاتفة:

يا أمين، تعال وساعد والدك.

يفتح الباب الخلفي للسيارة ويخرج الأغراض. يحضر أمين ويتناول الأغراض ويدخلها إلى البيت ويضعها على الأرض. في الأثناء، كانت سلوى تمسح أرضية الصالة، تندهش:

هي أنت! ما هذا؟! لماذا تضع الأغراض على الأرض؟ ضعها في المطبخ؛ منذ قليل مسحت الصالة ونظفتها... انظر إلى ما فعلت! اتسخت الأرض بسببك وسأعيد مسحها من جديد!

يرفع كتفيه باستغراب، مجيبًا بعصبية:

وما المشكلة؟! لا تبالغي؛ أنا لم أقصد، ثانيًا، اقفلي فمك ولا تتفوهي بكلمة!

تستفز:

حسنًا، سأريك...

تنادي:

أمي، يا أمي... تعالي، انظري ما فعله أمين بالصالة!

تحضر متسائلة:

ها، ما بالكِ تنادين عليَّ؟! ما الذي حصل؟

تشير بيدها إلى الأرض:

انظري، ما فعله أمين! ملأ الصالة بالتراب بعد أن نظفتها وتعبت عليها.

تنفخ وجنتيها بسخط:

يا إلهي، ما الذي فعلته؟! نحن نتعب وأنت تخرب وراءنا!

ينقل بصره بينهما بحيرة:

على رسلكما، لم أفعل شيئًا؛ فقط وضعت الأغراض على الأرض... ما المشكلة؟! علامَ هذه المبالغة؟! المسألة عادية جدًّا، لا تحتاج إلى انزعاجكما!

ترفع نبرة صوتها مهددة:

ولديك الجرأة لتجادلني؟! يا للوقاحة... سأخبر والدك، هو الذي سيدبر أمرك.

يدلف إلى البيت متسائلًا بتعجب:

ما بالكم؟ لماذا صوتكم مسموع في الخارج؟! ما الذي جرى؟!

تحرِّض:

انظر ماذا فعل أمين... مسحت سلوى لتوها الصالة، وحضرته ألقى الأغراض على الأرض فاتسخت الصالة وبدد تعبها كله...

يخاطبه بغلظة:

انتبه عندما تضع الأغراض على الأرض في المرة القادمة؛ لم تعد صغيرًا كي أُعلِّمك!

يُطأطئ رأسه مبررًا:

لم أقترف ذنبًا، وضعت الأغراض على الأرض، هذا كل ما في الأمر!

يحسم:

انتهى... لا تناقش.

يلتفت إليها:

حضري طعام العشاء، أنا جائع جدًّا.

عند التاسعة، يرتدي ثيابه ويتناول مفاتيح السيارة، ترفع بصرها مستفسرة:

إلى أين ذاهب، أبا أمين؟!

أنا ذاهب إلى بيت جارنا أبا أيهم، أريد أن أكلمه في موضوع النافذة التي أنوي فتحها.

تستفهم:

ولماذا تكلمه؟ هل يحتاج فتح شباك إلى أخذ الإذن منه؟!

يستطرد:

ما بالكِ؟ نحن مشتركون في نفس قطعة الأرض، لا نريد مشكلات بيننا وبينهم ومشاحنات ونزاعًا يفضي إلى رفع دعوى ضدنا في المحكمة.

تقتنع:

آه، نعم فهمت... حسنًا، توكل على الله.

يدلف خارجًا، وتجلس في غرفة الضيافة تشاهد التلفاز، وأمامها كوب شاي. تشبك رجليها، وتمسك كوب الشاي، ترتشف وتنظر إلى التلفاز، تراودها خاطرة: "أنا الآمرة الناهية في هذا البيت... تريد أن تتمرد عليَّ يا أمين، ها؟! أمهلني قليلًا، سألقنك درسًا لن تنساه... صبري بدأ ينفد من أفعالك الرعناء."

ملاحظة: المقالات والمشاركات والتعليقات المنشورة بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل الرأي الرسمي لجوَّك بل تمثل وجهة نظر كاتبها ونحن لا نتحمل أي مسؤولية أو ضرر بسبب هذا المحتوى.

ما رأيك بما قرأت؟
إذا أعجبك المقال اضغط زر متابعة الكاتب وشارك المقال مع أصدقائك على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتسنى للكاتب نشر المزيد من المقالات الجديدة والمفيدة والإيجابية..

تعليقات

يجب عليك تسجيل الدخول أولاً لإضافة تعليق.

مقالات ذات صلة
بقلم خوله كامل عبدالله الكردي
بقلم خوله كامل عبدالله الكردي
بقلم خوله كامل عبدالله الكردي
بقلم خوله كامل عبدالله الكردي
بقلم خوله كامل عبدالله الكردي
بقلم خوله كامل عبدالله الكردي